العدد 741 - الأربعاء 15 سبتمبر 2004م الموافق 30 رجب 1425هـ

وزارة الإعلام... وزارة لزرع الألغام

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التصريح الذي نشرته «الوسط» أمس على الصفحة الاولى على لسان مسئول بوزارة الإعلام عن عزم الوزارة على مقاضاة وكالات الأنباء والصحف العربية، إذا ثبت (لاحظ انه قال «اذا ثبت») أنها خالفت قرار النيابة العامة بمنع النشر عن «قضية الستة»، مثير للغاية. فالوزارة لا تحتاج إلى أدلة إلا إذا كانت عمياء وصماء، وربما هو واقع الحال... غير أنها ليست عمياء وليست صماء عندما تكون الحال متعلقة بصحيفة «الوسط».

صحيفة «الوسط» تتم جرجرتها لأكثر من عام ونصف العام، ولم تتم محاسبة بعض وسائل الاعلام المحلية والعالمية التي نشرت «قبل» و«بعد» ان نشرت «الوسط» عن بعض المجريات. وزارة الاعلام لم تحاسب وكالة الأنباء الفرنسية (ولن تحاسبها)، ولم تحاسب وكالة «رويترز» (ولن تحاسبها)، ولم تحاسب صحيفة «الحياة» (ولن تحاسبها)، ولم تحاسب صحيفة «الشرق الأوسط» (ولن تحاسبها)... ولم تحاسب بعض الصحف المحلية، ولم تحاسب وكالة أنباء البحرين (ولن تحاسبها).... ولكنها حاسبت «الوسط»، و«عيونها وآذانها» يتم تفعيلها على «الوسط» فقط. وزارة الاعلام أضعف من أن تحاسب وكالات عالمية وصحفاً عربية كبرى وفضائيات، وإن فعلت ذلك فسيكون رد الفعل والآثار وخيمة جدا، وهي تعلم ذلك، ولذلك فهي أصغر من هذا الأمر. وزارة الاعلام ايضا لن تحاسب الوكالة التابعة لها (بنا)، كما انها لن تحاسب أية صحيفة محلية أخرى غير «الوسط»، لأنها تعتبر كل ذلك تحت تصرفها، تأمرها بمخالفة القانون أو بنشر هذه القصة او تلك ضد الفئة التي يتم استهدافها في هذه الفترة أو تلك.

في سنوات ماضية كانت الصحافة البحرينية «تكتشف» الانقلابات كل سنة أو سنتين، بحيث بلغت «المحاولات الانقلابية» التي أعلنت عنها وزارة الإعلام خمسة عشر محاولة خلال عشرين سنة منذ العام 1980 وحتى بدء الاصلاحات في مطلع القرن الحادي والعشرين. أما اليوم فالفئة المستهدفة اختلفت، وربما تختلف الفئة مستقبلاً، وما على الصحافة إلا ممارسة عملها وكأنها في «سوق الرقيق»...

غير أن «الوسط» تأبى أن تكون ضمن سوق الرقيق، وهي تأسست في فترة «الاصلاح» وستكون مخلصة للمشروع الذي يقوده جلالة الملك، وهي تأسست كجزء من استحقاقات المشروع الاصلاحي، وهي تأسست لكي تلبي طموح أهل البحرين بمختلف فئاتهم، بأن تكون لهم صحافة حرة ومستقلة ومسئولة وداعمة لحركة الاصلاح... ولذلك فإن «الوسط» وهي تُجرجَر الى المحاكم تعتبر ذلك ضريبة تقدمها في طريق خدمة البحرين وأهل البحرين وتحتسب أجرها على الله.

«الوسط» قامت لأن هناك شعباً حراً وأبياً يتوقع منها الدفاع عن الحرية وان تكون أبية، و«الوسط» تأسست بمباركة جلالة الملك ودعمه، وهي أعلنت - وتكرر اعلانها - بأنها مخلصة للمشروع الاصلاحي. ونعتقد جازمين بأننا أكثر إخلاصاً من وزارة الاعلام التي تزرع الألغام في طريق المشروع الاصلاحي ولم تساهم ذرة واحدة في تحسين سمعة البحرين قبل أو بعد المشروع الاصلاحي.

البحرين اليوم تفخر ان لديها صحافة حرة تغطي الخبر المحلي بجرأة، وبسبب ذلك حصلت البحرين على افضل التقديرات الدولية، وبفضل ذلك استطعنا تجاوز صعاب عدة خلال السنوات الأخيرة. وأثبت الصحافيون أنهم الجنود المجهولون لمشروع الاصلاح في البحرين، ولذلك فإنهم يستقبلون الألغام التي تزرعها وزارة الاعلام في طريقهم بصدر رحب لأنهم يعتقدون بأن «الألغام» بكل أنواعها لن تستطيع اقتلاع أصالة أهل البحرين او النيل من الصحافة المستقلة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 741 - الأربعاء 15 سبتمبر 2004م الموافق 30 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً