كشفت بحوث لمنظمة «غرين بيس» البيئية العالمية أن أقوال شركة «أفيفا» المملوكة إلى الدولة الفرنسية بأنها أزالت التلوث من المناطق المأهولة قرب مناجم اليورانيوم في النيجر هي أقوال زائفة، وأن الإشعاعات العالية مازالت مستمرة في المدن والمناطق الريفية المجاورة وتضر بنحو 80,000 شخص.

يحدث ذلك في أكثر دول العالم فقراً؛ إذ تحتل النيجر المركز الأخير على قائمة مؤشرات التنمية البشرية التي تعدها الأمم المتحدة. كما تواجه هذه المستعمرة الفرنسية السابقة أزمة سياسية عميقة جراء اتهامات الفساد والنزعات البيئية، وكلها ذات صلة بمناجم اليورانيوم.

يذكر أنه لدى اكتشاف اليورانيوم في هذه الدولة الإفريقية الغربية في الستينيات، أعتقد الكثيرون أن هذه المادة المشعة التي لا غنى عنها كوقود لمحطات توليد الطاقة النووية وكمادة أولية أساسية لإنتاج القنابل الذرية، هي الحل للمتاعب التي تعاني منها البلاد كافة.

لكن تقارير المنظمات البيئية ودراسات الباحثين المستقلين برهنت على أن مناجم اليوارنيوم في النجير هي بمثابة «هدية قاتلة» للدولة سواء صحياً أو سياسياً.

وقد أفاد تقرير منظمة «غرين بيس» وجود إشعاعات قوية بالقرب من مناجم اليورانيوم في النيجر، وخاصة في مدينتي أرليت وأكوكان، على مسيرة نحو 850 كيلومتراً شمال شرق العاصمة (نيامي). وتأوي المدينتان والمنطقة المجاورة لهما نحو 80,000 نسمة.

وتتولى استغلال مناجم اليورانيوم في هذه المنطقة، الشركة الفرنسية المملوكة إلى الدولة «أريفا» التي تصف نفسها بأنها أكبر صناعة للطاقة النووية في العالم. كما تعتبر فرنسا، التي استغلت مناجم اليورانيوم في النيجر منذ 45 عاماً، أكبر مستثمر أجنبي في البلاد حالياً.

وصرحت خبيرة الطاقة النووية في «غرين بيس» الدولية، ريان تيول، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن فريق بحوث من هذا المنظمة زار النيجر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي للتحري فيما إذا كانت شركة «أريفا» تستوفي أدنى معايير الصحة والعمالة. «اكتشفنا مستويات خطيرة من الإشعاع في شوارع مدينة أكوكان. كما اكتشفنا يورانيوم عالي التركيز في أربعة من خمس عينات من مياه الشرب في مدينة أرليت، بكميات تتجاوز المستويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية» التابعة إلى الأمم المتحدة.