العدد 806 - الجمعة 19 نوفمبر 2004م الموافق 06 شوال 1425هـ

جيلياني: الشجاعة وتوقع غير المحتمل أفضل إمكانات التعامل مع الأزمات

تطوير نهج الابتكار في «منتدى القادة»...

الوسط - محرر العلوم الإدارية 

19 نوفمبر 2004

يشهد مركز دبي الدولي للمؤتمرات في 29 و30 نوفمبر/تشرين الثاني إقامة «منتدى القادة» الذي سيتناول مختلف القضايا الخاصة بالقيادة، ويشارك فيه عدد من أبرز القيادات في مجالات السياسة والأعمال. وستتركز مناقشات «منتدى القادة» على مفاهيم القيادة الفعالة، وسيتحدث في هذا الحدث الدولي المستوى سبعة من قادة الأعمال والسياسة والأكاديميين، منهم محافظ نيويورك السابق رودي جيلياني الذي تولى قيادة المدينة وعمليات الإنقاذ بها في أعقاب حوادث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 والرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك جاك ويلش الذي سيتكلم عبر بث بالفيديو.

كما يتحدث في المنتدى أكاديميان بارزان هما البروفيسور في كلية هارفارد للأعمال مايكل بورتر، وبروفيسور الإدارة والاقتصاد في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ليستر ثرو، والأخير يعد من أبرز الخبراء العالميين في شئون الاقتصاد الجديد.

وتشمل قائمة المتحدثين أيضاً كلا من توم بيترز المتحدث العالمي الشهير في مجال الإدارة، وألفين توفلر الخبير العالمي المعروف في شئون التوقعات المستقبلية، إلى جانب المؤلف وخبير الاتصالات فرانك ماغواير الذي أشرف على توجيه البرامج التي نفذتها شركتي «فيديكسس و«أمريكان إيرلاينز». كما سيتحدث في المنتدى ممثلون عن قادة الاعمال في المنطقة، ومنهم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ «غلف ساتشي آند ساتشي» خميس المقلة، والرئيس التنفيذي لشركة الزامل للاستثمار الصناعي عبدالله الزامل، ورئيس اللجنة العقارية الوطنية في المملكة العربية السعودية خالد القحطاني.

محافظ نيويورك السابق

ويبقى جيلياني أشهر من سيتحدث في المنتدى ، فهو المحافظ السابق لولاية نيويورك والذي عرف بدوره الكبير والبارز في إعادة الهدوء إلى ولاية نيويورك عقب حوادث 11 سبتمبر 2001. وابان فترتي وجوده في هذا المنصب أسهم في خفض معدلات الجريمة والفقر وعجز الموازنة والبطالة إلى درجة كبيرة، وعلى نحو لم تشهده المدينة من قبل.

وفي أولى الرحلات التي يقوم بها لمنطقة الشرق الأوسط، يعتزم جيلياني التحدث إلى رجال الأعمال في المنطقة عن أفضل أساليب القيادة. فلقد حظيت شخصية جيلياني بالكثير من الشهرة في أميركا والعالم على حد سواء، إذ تم اختياره «قائد الأمة الأميركية» بسبب آرائه القيادية والسياسية التي استقطبت عنوانين الصحف على مدى العقد الماضي.

وبعد حوادث 11 سبتمبر، أصر جيلياني في حفل التأبين على أن يبدأ أحد الأئمة المسلمين المراسم، في حين أوضح في خطابه بشكل صريح أن سكان ولاية نيويورك المسلمين ليسوا محلاً لأي لوم جراء ما حصل.

وبحكم منصبه محافظاً لنيويورك، أعاد جيلياني للثقة سيرتها الأولى بالمدينة، وعمل على الارتقاء بنمط حياة السكان، إذ انخفضت معدلات الجريمة وباتت استراتيجيات فرض القانون نموذجاً للمدن الأخرى في العالم.

وعلى الصعيد العملي، اشتهر جيلياني بإعادة أخلاقيات العمل عندما تبوأ منصبه، إذ عمد إلى تنفيذ مبادرات رفاهية العمل الأوسع والأكثر نجاحاً في الولايات المتحدة، والتي أفضت إلى موجة من النمو الواسع الذي وفر أكثر من 450 ألف وظيفة في القطاع الخاص لوحده على مدى ثماني سنوات.

ووفقاً لما يذهب إليه جيلياني، ينبغي لأفضل قادة الأعمال التحلي بخمسة مبادئ مشتركة. ويتحدد الأول بطيف من الاعتقادات التي يؤمن بها هذا الشخص ويعرفها حق المعرفة.

والثاني هو الشجاعة التي لا تعني بالنسبة إليه عدم الخوف، بل وجود مثل هذا الخوف والتمتع بالقدرة على التغلب عليه.

أما الثالث فهو الإعداد، إذ ينطلق جيلياني من القول إن «الإعداد الحازم يفضي بالنتيجة إلى تعزيز القدرة على الاستجابة والتعامل مع المواقف غير المتوقعة، كما لو كان هذا الأمر غريزياً». من هنا افترض جيلياني أن نيويورك كانت رازحة تحت التهديد، واعتمد في خبراته على ما تعلمه في الهجوم الذي شهدته المدينة العام 1993. وفي هذا السياق، أوجد جيلياني مكتب إدارة الطوارئ ومركز قيادة الطوارئ الذي بلغت كُلفته 13 مليون دولار.

ويتعلق المبدأ الرابع بالعمل الجماعي، إذ يرى جيلياني أن على أفضل القادة تفادي العمل الفردي، لأن القائد مطالب بالوقوف على نقاط القوة والضعف لتحديد كيفية التغلب على نقاط الضعف.

وأخيراً، ينبغي للقائد أن يتحلى بقدرات الاتصال الفعالة، فهو مطالب بالتحدث إلى الناس المحيطين به للتعبير عما يراه مناسباً، وأن يستمع إليهم بمثل هذا القدر.

خميس المقلة

رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ «غلف ساتشي آند ساتشي» خميس المقلة سيكون من ضمن المشاركين كأحد الممثلين عن قادة الاعمال في البحرين. ويشير المقلة إلى ضرورة تطوير مهارات قيادية تحافظ على الشعور الإيجابي بالثقة والقدرة، وان يكون القادة ثاقبي الأفكار والتطلعات حتى أمام من يختلف عنهم. ونوه المقلة إلى ضرورة إدخال العناصر الإيجابية المتوافرة في الثقافة والتراث العربي والتي تحث على الارتقاء بقدرات ومهارات الناس للتكامل مع أفضل الممارسات العالمية بأسلوب يعود بالمنفعة على هذه المنطقة.

عبدالله الزامل

الرئيس التنفيذي لشركة الزامل للاستثمار الصناعي عبدالله الزامل اختير سفيراً (ممثلاً) لقطاعات الشركات. الزامل يحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة واشنطن وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك فيصل بالظهران، واختير ليكون أحد السفراء الخمسة عشر بفضل دوره الرائد في قطاع الاستثمار الصناعي.

وإلى ذلك قالت مديرة المشروعات في «ليدنغ مايندز» المنظمة للمؤتمر شينا دون «يشكل سفراء الشركات في منتدى القادة محوراً أساسياً للقادة أصحاب الرؤى في المملكة العربية السعودية. وفي هذا السياق، يتمتع عبدالله الزامل بسمعة وحضور طيب للغاية في السوق الإقليمية، إذ يعكس اختياره في منصب سفير الشركات مكانته المرموقة في قطاع الأعمال».

وإلى جانب شغله الكثير من الوظائف الإدارية في شركات تقنية وصناعية عدة في الشرق الأوسط، يعتبر الزامل أحد أعضاء الإدارة التنفيذية لتطوير الصادرات السعودية، التي تعتبر جزءًا من غرفة التجارة السعودية، فضلاً عن أنه عضو فاعل في الكثير من اللجان الجامعية والغرف التجارية في المملكة العربية السعودية.

وقال الزامل: «يلعب هذا الحدث دوراً محوريّاً في تسليط الضوء على أبرز الممارسات القيادية في الشرق الأوسط. وفضلاً عن ذلك، يتكفل منتدى القادة بتوفير بيئة الأعمال التي تلائم تطلعات الراغبين في تبوء مواقع ذات مسئوليات كبيرة».

خالد القحطاني

رئيس اللجنة العقارية الوطنية في المملكة العربية السعودية خالد القحطاني الذي سيشارك سفيراً (ممثلاً) عن قطاع العقارات في الشرق الأوسط قال ان هذا القطاع «يحتاج إلى تنظيم أكبر»، وطالب قطاع التعليم بادخال «تخصصات جامعية عالية الاحترافية تعنى بالعقارات للارتقاء بالمعايير».

وأشار القحطاني - الذي يشغل منصب عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية والرئيس العام لشركة ركاز للتنمية والتطوير - إلى أن قطاع العقارات في المنطقة مازال في مراحلة الأولى، ويتطلب تحولاً كبيراً في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. وقال: «يمر قطاع العقارات في الشرق الأوسط بمراحله الأولى، إذ إنه يماثل ما شهدته بعض كبريات المدن العالمية في مراحل ازدهارها الأولى».

وأضاف قائلاً: «يحتاج قطاع العقارات في المنطقة إلى الكثير من التنظيم، سواء في المملكة العربية السعودية أو سائر الدول العربية. وفي الحقيقة يعتبر قطاع العقارات الأقل تنظيماً بالمقارنة مع القطاعات الأخرى، وهو لذلك بحاجة إلى الكثير من الإصلاح وتوفير الدعم التعليمي المطلوب للارتقاء بالمعايير. وفي بعض دول المنطقة، فإن القوانين القديمة التي مازالت متبعة تعوق عملية التطور».

وأضاف: «لأن العقارات في المنطقة تتأثر بشكل كبير بالطابع الشخصي، فإننا بحاجة إلى إيجاد قادة مستقبليين في هذا القطاع للمنطقة. والمؤسف حقاً أنه لا توجد جامعة في المملكة العربية السعودية توفر دورات ودروساً تؤهل احترافيين ومختصين في هذا القطاع، من هنا، فإن علينا تصحيح ذلك، وهو الأمر الذي تعمل على تنفيذه اللجنة العقارية الوطنية في المملكة من خلال نقاشاتها مع الجامعات لتأهيل كوادر وطنية».

سفرا ء المنتدى

تضم مجموعة السفراء في هذا المنتدى أيضاً كلاً من: رئيس جمعية الصناعيين اللبنانية سابقاً ورئيس مجلس إدارة مجموعة المالية جاك صراف، والمدير العام لمجموعة جاشنمال بهارت جاشنمال، والمدير العام لدائرة التطوير الاقتصادي والترويج السياحي في العين مبارك المهيري، ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لـ «غلف ساتشي آند ساتشي» خميس المقلة، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات القاسمي في الشارقة الشيخ فيصل بن خالد القاسمي، والرئيس التنفيذي لشركة الزامل للاستثمار الصناعي عبدالله الزامل، والرئيس المؤسس والمدير التنفيذي لـ «أرامكس انترناشيونال» فادي غندور الذي تتخذ شركته من الأردن مقراً لها.


رودي غولياني

ولد في بروكلين بنيويورك، وتخرج في كلية القانون بجامعة نيويورك العام 1968. وفي العام 1970 انضم إلى مكتب وزارة العدل الأميركية، إذ أصبح بعد ذلك في منصب مساعد الوكيل العام، وهو ثالث أعلى منصب في الوزارة. وبعد عامين، أصبح قاضياً للمنطقة الشرقية من نيويورك، إذ بذل جهوداً لمكافحة مروجي المخدرات والجريمة المنظمة والفساد الحكومي والجرائم الأخرى. وفي العام 1993 تم اختياره المحافظ رقم 107 لمدينة نيويورك واعيد انتخابه بشكل واسع في العام 1997.

وعندما تولى غولياني منصبه، كانت نسبة الرفاهية التي يتمتع بها سكان نيويورك تشكل واحداً إلى سبعة. وأسهم في إعادة أخلاقيات العمل، وقام بتنفيذ المبادرة الأوسع نجاحاً للرفاهية في البلاد.

وفي 11 سبتمبر 2001، عانت الولايات المتحدة من أسوأ هجوم في تاريخها، من هنا بدأ غولياني عمليات تعاف لا هوادة لها للمدينة، إذ نالت جهوده احتراماً وتقديراً كبيرين، وجعلته يفوز بلقب شخصية العام وفقا لمجلة «تايم». وعلاوة على ذلك، حصل على إطراء كبير من جانب ملكة إنجلترا التي وصفته بالرجل القوي كالصخرة، أما نانسي ريغان السيدة الأولى سابقا للولايات المتحدة فقدمت له جائزة الحرية الرئاسية

العدد 806 - الجمعة 19 نوفمبر 2004م الموافق 06 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً