العدد 2816 - السبت 22 مايو 2010م الموافق 08 جمادى الآخرة 1431هـ

الصيّاد البحريني... والمخاطر!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يواجه الصيّاد البحريني الكثير من التحدّيات والمخاطر هذه الأيام في حياته، فبعد شح وجود السمك في أماكنه بسبب فوضى»الدفان»، وبعد عمليات الاعتداء التي يتعرّض لها من قِبَل سلطات الدول الشقيقة عند دخوله مياهها الإقليمية، فغنّه اليوم يحتاج إلى عناية فائقة من الدولة.

كم صيّاد اليوم يتعرّض لضغوط كبيرة من الأسرة، ومن البنوك إثر تراكم الديون عليه، لشرائه «طراد» أو «سيارة» أو قرض لتسديد الديون المتناثرة هنا وهناك، ومن المجتمع ومتطلّباته التي لا تنتهي، في ظل أزمته التي يواجهها وحيدا.

الصيّاد البحريني كان في يوم من الأيام في رغد من العيش، بسبب توافر الأسماك في مراعيها، ولكن الأسماك هربت جرّاء جرف الدفان، وزيادة قطعة الأرض على حساب الموائل، فأصبح هذه الأيام مديوناً ومُرهقاً، ولا يعرف أين يذهب ليكسب رزقه، فهذه الحرفة التي اكتسبها، لا تتواجد إلا في البحر!

هل يعي المسئولون في الحكومة خطورة هذه التحدّيات في حياة الفرد منّا، والتي لا يستطيع الصيّاد وحده مواجهتها؟ وهل رسمت الدولة خطّة لتفادي ما يحدث للصيادين هذه الأيّام؟

لا نعتقد أنّ الأماني ستتحقق بدون تعاضد الجهود، وبدون مساندة الحكومة لهم، فهم أعطوا الدولة في يوم من الأيام وحرّكوا التجارة، واليوم ينتظرون من يحرّك ملفّاتهم ويسعى لحل مشكلاتهم.

لا نلوم الصيّاد البحريني عندما يذهب بعيداً جداً إلى وطن آخر بحثاً عن الأسماك، فهو يريد تحريك شباكه وتحريك جيوبه من أجل لقمة العيش، ولكننا نريد آليات فعلية تُحدث فرقاً، وتجعله عاملاً منتجاً في وطنه.

هذه المشكلات التي نجدها تظهر على الساحة كل يوم، غرق «طرّاد» بسبب مهاجمة سلطات إحدى الدول المجاورة، ومقتل آخر بسبب دخوله المياه الإقليمية، وإصابة رب أسرة سعى إلى البحث عن الأسماك ليُفرح أطفاله الصغار، ما هي الاّ مؤشّر خطر للبحرين ولصيّادي البحرين بشكل خاص.

هؤلاء الصيادون يريدون أن يعرفوا مصيرهم، كما يسعون كل يوم الى التعاون مع الجهات المعنية لحل الأزمة، ولكنّهم الى لحظة كتابة هذا المقال، لا يجدون الاّ الكثير من العقبات أمامهم.

هناك طرق كثيرة لحل هذه الأزمة أوّلها دخول الخبراء، وإجراء الاختبارات، ومعرفة كيفية إعادة السمك مرّة أخرى الى موطنه، حتى لا يتعرّض الصياد الى مواجهة المخاطر كل يوم.

إذ إنّ كل يوم يخرج فيه الصيّاد للصيد، يقلق من عدم رجوعه الى أهله الذين ينتظرونه، وقد يرجع أو لا يرجع كما قرأنا في الصحف مرّات عدّة إلى يومنا هذا، فهل يُعد هذا إنصاف في حق صيّادي البحرين؟!

لا والله، ليس هذا إنصافاً في حق من احترف مهنة الآباء والأجداد، ولا حتى إنصافا في حق شعب البحرين، المتعوّد على صيد الأسماك وكثرة استهلاكها، وهو يريد اليوم حلاًّ سريعا لأزمته المُزمنة.

نتمنى من المعنيّين التعاون مع جمعية الصيّادين، حتى يستطيعوا الخروج من هذه المشكلات المتفاقمة، وأن يسعوا إلى تعديل أوضاع الصيادين، فهم في أمس الحاجة اليوم من الدولة إلى الوقوف معهم مادياً ومعنوياً

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2816 - السبت 22 مايو 2010م الموافق 08 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:17 ص

      الصيادين اعيال فقاره

      واهاليهم فقاره واللى يابوهم فقاره ...... والمسئولين مب فاضيين

    • زائر 3 | 4:33 ص

      اهل قطر كرام .. و حنا نستاهل

      إذا نقـول شعب قطر و شعب البحرين واحـد .. ليش ماتكون مياهنا و مياههم واحدة .. و ليش ما تكون الأنتفاع من الثروة السمكية واحدة .. و خلوا الرزق مشترك ..

    • زائر 2 | 3:03 ص

      المواطن الشريف

      وقفة اجلال وتقدير الى المواطن الشريف فى هذا البلد العظيم باهلة.

    • زائر 1 | 10:16 م

      التــــــغـيــــــر مـــــهــــــــمـــــ

      بــــــــحـــــــــريــــــــــــنــــ بــــــــلاــــــــــــــ بـــــــــــــحـــــــــــــر بــــــــــدلـــــ انـــــــ تـــــــــــغــــــــــيـــــــــرو كـــرزكـــــــانـــــــ علـــــــيــــكـــم انـــــــ تــــــــغــــيــــرو اســـــــم الـــــبــــحــــــريــــــــنـــــ وصبــــــــاحـــــــكمــــ ورد جـــــــو ريـــــــــــ

اقرأ ايضاً