العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ

دهشة إسرائيلية بعد حملة التنديد الدولية بالهجوم على القافلة

من جديد أظهر الهجوم الإسرائيلي على أسطول السفن المدنية الست التي كانت تقل مساعدات ونشطاء أجانب لقطاع غزة الانقسام بين إسرائيل وباقي دول العالم.

انطلقت حملة تنديد قوية وشاملة عقب السيطرة على إحدى سفن الأسطول بالقوة في عملية قامت بها قوات من الكوماندوس البحرية الإسرائيلية، وأسفرت عن مقتل تسعة من نشطاء حقوق الإنسان رمياً بالرصاص وإصابة عشرات آخرين، إضافة إلى إصابة سبعة جنود إسرائيليين. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته إزاء سقوط ضحايا، في حين تعهدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بتكثيف الجهود لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بينما وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الحادث بأنه غير مقبول.

ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الذي كان معظم ضحاياه إن لم يكن جميعهم مواطنون أتراك بأنه «مذبحة» و»اعتداء على القانون الدولي وضمير الإنسانية والسلم الدولي». وأعرب البيت الأبيض عن شعوره «ببالغ الأسى لوقوع خسائر في الأرواح» وتعهد بأن تواصل الولايات المتحدة الضغط على «الإسرائيليين بشكل يومي لتوسيع نطاق ونوع المساعدات التي يسمح بدخولها إلى غزة».

وطالبت جميع الأطراف الدولية بتحقيق كامل وتفسير عاجل من إسرائيل التي وجدت نفسها في اليوم التالي من اعتراض الأسطول نفسها تمارس دورها المعتاد في الحد من الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء تنامي عزلتها الدولية.

في كل مرة توجه فيه باقي دول العالم انتقادات حادة لإسرائيل بسبب ما يعتبرونه استخداماً مفرطاً للقوة واستهانة صارخة بالقانون الدولي لا يتفهم معظم الإسرائيليين أسباب هذا الموقف ويتملكهم الغضب من هذا الانتقاد. قال السفير الإسرائيلي في بريطانيا رون بروسور في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن إسرائيل كانت في «حال حرب مع إرهابيين» في غزة وكانت تسعى للدفاع عن نفسها.

وأكد أن النشطاء تصرفوا بطريقة «مروعة» وسعوا بكل ما في وسعهم «لاستفزاز ومواجهة» القوات الإسرائيلية. وأكدت عباراته من جديد حوار الصم بين إسرائيل ومعظم باقي دول العالم. تعتبر إسرائيل نفسها دولة محاطة بأعداء لا يمكنها أن تتعامل معهم بلين وأنها ضحية للتحيز في عالم لا يفهم ذلك. لكن المجتمع الدولي من جهة أخرى يرى أن إسرائيل تنتهك بشكل مستمر القانون الدولي الذي يبدو أنها تعتقد أنها يمكنها التلاعب به من خلال قواعدها الخاصة.

وبالنسبة للعالم، فإنه يجب على إسرائيل التحلي بضبط النفس في إطلاق النار على المدنيين سواء أكانوا يمارسون أعمال شغب أو عنف أم لا، وليس لها أن تتصرف في المياه الدولية بمثل ما تتصرف به داخل حدودها الإقليمية. ومن وجهة النظر الإسرائيلية فإنه ما كان يجوز لها السماح للأسطول بالوصول إلى غزة لأن ذلك كان سيمثل سابقة ويبعث بإشارة لأعدائها بأنها لم تستطع فرض حصارها على القطاع. لكن حملة التنديدات لم تهدأ حينما بثت إسرائيل لقطات مصورة تظهر مجموعات من النشطاء وهم يعتدون على الكوماندوس بقضبان حديدية وأشياء أخرى فور نزولهم من مروحيات على سطح السفينة التركية «مارفي مرمرة» قبل فجر يوم الاثنين الماضي. ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مقالاً رئيسياً في صفحتها الأولى يوم الثلثاء الماضي بعنوان «الكمين» مع صورتين كبيرتين واضحتين لنشطاء وهم يرفعون قضبانا في مواجهة الجنود الإسرائيليين بينما أظهرت صورة صغيرة أخرى عملية تجميع لأكثر من عشرين سلاحاً أبيض من السفينة. وجاء في عناوين مقالات نشرتها صحف أخرى «قتل متعمد دون وجه حق».

ظهرت أيضاً بعض الانتقادات الداخلية لكنها كانت في الغالب موجهة حصرياً لفشل القيادة السياسية والعسكرية في الإعداد بشكل جيد وتوقع مقاومة عنيفة محتملة من قبل النشطاء. من جانبه قال آفي بريمور وهو سفير إسرائيلي سابق في ألمانيا والاتحاد الأوروبي وهو باحث الآن في مركز أبحاث «هيرتسيليا» ومقره شمال تل أبيب في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «المواطن الإسرائيلي العادي يؤكد لك أن هذا (الهجوم) هو إجراء للدفاع عن النفس». لكنه وصف الحصيلة الدموية للهجوم وكذا الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بغير المرغوب فيه والذي رأى أنه يأتي بنتائج عكسية بأنهما يمثلان «كارثة شاملة على إسرائيل». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يخشاه هو مزيد من تراجع الدعم لإسرائيل من قبل أعضاء المجتمع الدولي، قال بريمور «بالطبع. الطريقة الوحيدة لاستعادة الرأي العام هو القيام بعملية سلام حقيقية».

العدد 2831 - الأحد 06 يونيو 2010م الموافق 23 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:32 ص

      مساكيين

      حياه عمرهم مندهشيين ما سوو شي كلها 19 إليي ماتووا مقارنه بالبلاوي اللي مسوينها قبل ما سوو شي -- لييييييه يوم هالكيان

اقرأ ايضاً