العدد 2835 - الخميس 10 يونيو 2010م الموافق 27 جمادى الآخرة 1431هـ

من «تيلستار» إلى «غابولاني»... إبداع هندسي للتفوق على الحراس

مهندسون يبدعون في ابتكار الكرة

قد تكون الكرة المستعملة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم آخر ما يفكر به المشجعون واللاعبون على حد سواء، لكن الأمور تغيرت كثيرا في التاريخ المعاصر إذ يجهد المهندسون من اجل تقديم الكرة المثالية، أي تلك التي بإمكانها أن تخدع حراس المرمى وترفع نسبة الأهداف المسجلة في أي بطولة وخصوصا العرس الكروي العالمي.

وستكون «غابولاني» الكرة التي سيتصارع عليها اللاعبون في نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 والكرة التي سيتذمر منها حراس المرمى خلال المباريات الـ 64 التي ستشهدها «امة قوس القزح» اعتبارا من اليوم (الجمعة).

وكان حارس مرمى منتخب شيلي كلاوديو برافو أول من انتقد «غابولاني»، معتبرا أنها تشبه تلك التي تستعمل في الكرة الطائرة و»مصنوعة لتعقيد مهمة الحراس».

وقال برافو: «إنها كرة مختلفة، لقد صنعوها لتعقيد مهمة حراس المرمى لكي يرتكبوا الكثير من الأخطاء ويتم تسجيل عدد كبير من الأهداف»، مضيفا «إنها كرة معقدة سريعة ويصعب السيطرة عليها».

وتابع حارس منتخب شيلي «إنها كرة خاصة جدا شبيهة بالتي تستعمل في الكرة الطائرة، وعند لمسها لليدين نشعر بثقلها وبحركتها أكثر من الكرة العادية»، مشيرا إلى أن «قماشها مختلف ويجعل الإمساك بها صعبا في حال الرطوبة، كما انه من الصعب تحديد مسارها».

كاسياس ينتقد كرة أديداس

وحذا حارس المنتخب الاسباني وقائده أيكر كاسياس حذو برافو وانتقد النسخة الحادية عشرة من الكرات التي أنتجتها شركة أديداس الألمانية للنهائيات منذ 1970، وهو اعتبر بأنها سريعة جدا ومن الصعب الإمساك بها، مضيفا «من المؤسف بان حدثا بأهمية كأس العالم يملك كرة سيئة لهذا الحد. هذا الجيل الجديد من الكرات سريع جدا ولا ينحصر التذمر منها بحراس المرمى فقط».

وبدوره قال زميل كاسياس في المنتخب زافي هرنانديز بان اللاعبين يحتاجون إلى الوقت من اجل التأقلم مع الكرة الجديدة.

أطلقت شركة اديداس الكرة الرسمية الأولى من تصنيعها العام 1970 وأطلقت عليها تيلستار، ثم اتبعتها بتسع نسخات آخرها في 2006 واسمها «تيمغايست» قبل أن تكشف النقاب عن النسخة الحادية التي حملت اسم «غابولاني»، ما معناه «الاحتفال» بلغة ايسيزولو.

11 لون على الكرة لها معنى كبير

وتمثل الألوان الـ 11 الموجودة على «غابولاني» اللاعبين الـ 11 التي يتكون منها فريق كرة القدم واللغات الـ 11 المحكية في البلد المضيف والمجتمعات الـ 11 التي يتكون منها هذا البلد.

ويرمز تصميم الكرة إلى وجهين من ابرز أوجه جنوب إفريقيا: التعددية والانسجام، وهما الوجهان اللذان يجعلان من جنوب إفريقيا امة متعددة الألوان، وفضاء رحبا يستقبل زواره والوافدين إليه برحابة صدر.

ولن تكون «غابولاني» الكرة الوحيدة في جنوب إفريقيا 2010 بل قدمت اديداس كرة أخرى خاصة فقط بالمباراة النهائية وهي النسخة الذهبية من «غابولاني» وأطلقت عليها اسم «غوبولاني».

غابولاني تكريماً لجوهانسبرغ

وتسمية «غوبولاني» تعتبر تكريما لمدينة جوهانسبورغ المضيفة التي تعرف ب»مدينة الذهب» و»جو بورغ»، وفي وقت حافظت فيه الكرة على تصميم «غابولاني» الإبداعي المستوحى من جنوب إفريقيا، فان التغيير كان في اللون الذهبي لكرة «غوبولاني».

وهذه هي المرة الثانية التي تصمم فيها اديداس كرة خاصة لنهائي كأس العالم، وكانت الأولى «تيمغايست برلين» الذهبية التي استخدمت في التاسع من تموز/ يوليو 2006 في نهائي مونديال ألمانيا بين ايطاليا وفرنسا.

تتميز كل من «غابولاني» و»غوبولاني» بتصميم جديد يزود أفضل لاعبي العالم بكرة تتمتع بثبات استثنائي عند انطلاقها في الهواء إضافة إلى التماسك المثالي. تحتوي الكرة على ثمانية أجزاء حرارية ثلاثية الأبعاد جديدة تماما، وهذه هي المرة الأولى التي تصمم فيها هذه الأجزاء على شكل دائري، مما يجعل الكرة دائرية بالكامل وأكثر دقة من ذي قبل.

ومنذ صنع كرة «تيلستار» التي اعتمدت ككرة رسمية لنهائيات المكسيك 1970 دأبت اديداس على تطوير تكنولوجيا كرة القدم عاما بعد عام، إذ شرعت في الإبداع والابتكار.

وكانت كرة «تيلستار» تتألف من 32 قطعة جلدية باللونين الأبيض والأسود، ما جعلها الكرة الأكثر دائرية في عهدها. كما كانت كرة «تانغو» التي جرت بها نهائيات الأرجنتين 1978 قمة في الإبداع والابتكار آنذاك، ما مهد الطريق نحو كرات أفضل في نهائيات كأس العالم اللاحقة

العدد 2835 - الخميس 10 يونيو 2010م الموافق 27 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً