العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ

سواريز ينضم لمارادونا وهنري في قائمة أسوأ لمسات اليد

اللاعب يخشى انتهاء مشواره بجنوب إفريقيا

على رغم انتهاء المباراة وتأهل منتخب أوروغواي إلى المربع الذهبي في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وخروج المنتخب الغاني من دور الثمانية للبطولة، سيظل الجدل مستمرا لشهور طويلة بشأن لمسة اليد التي منع بها نجم أوروغواي لويس سواريز هدفا مؤكدا لغانا وطرد على إثرها من الملعب.

وسيظل الجدل دائرا بشأن سواريز وما إذا كان بطلا غير أناني فضل التضحية بنفسه من أجل مجد عالمي لمنتخب بلاده أم أنه كان مخادعا بغيضا حرم القارة الإفريقية من نصر تاريخ في بطولة كأس العالم. وبغض النظر عن ذلك، سيكون هناك شيء واحد مؤكد وهو أنه انضم إلى قائمة أشهر لمسات اليد غير القانونية في تاريخ اللعبة والتي تضم كلا من الأرجنتيني دييغو مارادونا والفرنسي تييري هنري.

وتصدى سواريز لهدف مؤكد للمنتخب الغاني عندما منع الكرة بيده من تجاوز خط المرمى في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع في الوقت الإضافي للمباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس الجمعة على استاد «سوكر سيتي» في جوهانسبرغ. وكانت الكرة القادمة من ضربة رأس لأحد لاعبي غانا في طريقها إلى المرمى ولكن سواريز (23 عاما) منعها بيده ليطلق الحكم البرتغالي أوليجاريو بينكورينكا، الذي أدار اللقاء، صفارته معلنا عن ضربة جزاء للنجوم السوداء مع طرد سواريز من الملعب بعدما حرم المنتخب الغاني من تحقيق الفوز الذي كان كفيلا بأن يجعله أول فريق أفريقي يتأهل للمربع الذهبي في إحدى بطولات كأس العالم.

وخرج سواريز من الملعب في حزن تام من أرض الملعب ولكن سرعان ما تحول الطرد إلى سعادة طاغية قبل أن يغيب اللاعب عن الأنظار إذ أهدر المهاجم الغاني أسامواه جيان ضربة الجزاء وسددها في العارضة ليقفز سواريز في الهواء من فرط السعادة. واكتملت سعادة سواريز بعدما حقق فريقه الفوز 2/4 في ضربات الترجيح ليتأهل إلى الدور قبل النهائي على حساب النجوم السوداء.

وأثارت لمسة يد سواريز للكرة العديد من الأسئلة الأخلاقية الشائكة مثلما حدث من قبل مع هنري ومارادونا إذ أصبح السلوك الرياضي استثناء في كرة القدم أكثر منه أمرا معتادا. وقال جيان، الذي بدا منهارا وحزينا، بعد المباراة إن سواريز سيبدو الآن كبطل. بينما وصف المدير الفني للمنتخب الغاني المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش تصرف سواريز بأنه «ظلم رياضي».

ولكن سواريز لم يظهر أي ندم على هذا التصرف وقال بعد انتهاء المباراة: «كانت الكرة تستحق الطرد بهذه الطريقة. كنت حزينا لأنه ما من أحد يحب أن يطرد من المباراة ولكن لم يكن هناك خيار آخر». ولكن كثيرين يرون أن اللاعب كان لديه خيار آخر وهو السماح للكرة بعبور خط المكرمى لتكون هدف الفوز لغانا».

وكتب قارئ غاضب على موقع «نيوز 24» على الانترنت قائلا «اللعبة الجميلة ؟ المنتخب الفرنسي تأهل للبطولة بالخداع. والآن سيظهر سواريز كبطل لأنه تعمد الغش أيضا». ولخصت هذه العبارة الاستياء الهائل في أفريقيا للطريقة التي خرج بها منتخب غانا.

ويغيب سواريز، بسبب البطاقة الحمراء، عن مباراة منتخب أوروغواي مع نظيره الهولندي المقررة يوم الثلثاء المقبل في الدور قبل النهائي للبطولة؟. ولكنه قد يغيب أيضا عن المباراة النهائية للبطولة إذا فاز فريقه على هولندا إذ أشار الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) أمس الأول الجمعة إلى أنه سيعقد اجتماعا للجنة التأديبية بالفيفا لدراسة هذه الواقعة.

وتمتلك اللجنة القدرة على تمديد عقوبة الإيقاف باعتبار أن تصرف سواريز يندرج تحت بند «السلوك غير الرياضي». ويرى الملايين أن هذه العقوبة ليست كافية. ولكن المدير الفني لمنتخب أوروغواي المدرب أوسكار تاباريز دافع عن لاعبه وقال إن تصرفاته كانت «تلقائية» في إشارة إلى أنه لم يتعمد لمس الكرة أو إبعادها. ولو كان سواريز في أي مكان آخر بعيدا عن خط المرمى لما تردد في ترك الكرة تعبر منه. وسواء كان متعمدا أو ارتكب الخطأ تلقائيا فإنه يعلم جيدا أن العواقب ستكون واحدة.

ولكن سواريز يواجه احتمال الإيقاف لمدة أطول مما سيحرمه من المشاركة في نهائي المونديال في 11 يوليو/ تموز الجاري في حالة تغلب بلاده على هولندا.

ووفقا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الحالية، فإن الأحداث التي يشهدها الملعب مهمة بالنسبة للجنة التأديبية التابعة للفيفا خلال اتخاذها قراراتها بشأن مدة العقوبة وسيكون على حكم المباراة الإشارة إلى توابع ضربة الجزاء في تقريره عن اللقاء. وتلزم لوائح الفيفا الحكم البرتغالي أوليجاريو بينكيرينكا بأن يرسل تقريره عن المباراة في غضون 48 ساعة ووفقا للمادة 22 « يجب أن يشتمل التقرير على جميع الإجراءات التأديبية التي تم اتخاذها بالمباراة والأسباب التي دعت لاتخاذها».

ووفقا للوائح الفيفا يتم إيقاف اللاعب المطرود تلقائيا من المباراة التالية لفريقه ولكن اللجنة التأديبية «يمكنها تمديد» فترة الإيقاف. وقال رئيس القسم الإعلامي بالفيفا بيكا أودريوزولا: «عندما يتلقى لاعب بطاقة حمراء بشكل عام يتم إيقافه تلقائيا لمدة مباراة واحدة كما تفتح اللجنة التأديبية تلقائيا ملفا للقضية. يجب أن ننتظر حتى تجتمع اللجنة التأديبية وتتخذ قرارها». وأشار أودريوزولا إلى أنه لا يعرف حتى هذه اللحظة متى ستجتمع اللجنة التأديبية للفيفا ولكن من المحتمل أن يتم اتخاذ قرار بشأن سواريز خلال هذين اليومين، ويستطيع رئيس اللجنة التأديبية تمديد عقوبة إيقاف سواريز إلى ثلاث مباريات.

والشيء نفسه يمكن أن يقال لدييغو مارادونا على هدفه الذي اشتهر بلقب «يد الرب» والذي يبدو الآن وكأنه سيتوارى خلف تصرف سواريز. والأكثر من ذلك أن سواريز أعرب عن رغبته في أن ينتزع لقب مارادونا إذ قال «يد الرب، أصبحت الآن لي».

وأثار مارادونا غضب منتخب إنجلترا ومشجعيه عندما قفز في الهواء ووضع الكرة بيده في شباك حارس مرمى المنتخب الإنجليزي بيتر شيلتون في مباراة الفريقين بدور الثمانية لمونديال 1986 إذ انتهت المباراة بفوز المنتخب الأرجنتيني الذي أكمل مسيرته ليفوز باللقب في النهاية.

ولم تكن لمسة يد مارادونا هي الوحيدة التي أثارت الجدل في الماضي إذ شهدت التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال الحالي واقعة أخرى تتعلق بلمسات اليد غير الشرعية عندما هيأ المهاجم الفرنسي الشهير تييري هنري الكرة بيده إلى زميله وليام غالاس على بعد خطوات من المرمى الأيرلندي ليسجل غالاس هدف الفوز 1/2 الذي صعد بالفريق الفرنسي إلى النهائيات على حساب أيرلندا. واعتذر هنري بعدها عن هذا التصريف مشيرا إلى أنه دفعه للتفكير بالفعل في اعتزال اللعب الدولي بعد الانتقادات العديدة التي وجهت إليه. وحاصرت صرخات الانتقاد والاحتجاج الأيرلندية المنتخب الفرنسي خلال استعداداته للمونديال كما ساد شعور بأن الخروج المبكر للمنتخب الفرنسي من الدور الأول للبطولة كان عقابا على الجرم الذي اقترفه الفريق في حق مبادئ اللعب النظيف

العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً