العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ

دونغا يخسر الرهان على فريق من دون بدلاء

خسر المدير الفني للمنتخب البرازيلي كارلوس دونغا رهانه على فريقه الحالي الذي لم يضم أسماء كبرى أثار غيابها سخطا في الصحافة المحلية، ليودع أمس الأول (الجمعة) نهائيات كأس العالم من الدور ربع النهائي أمام هولندا ويفشل في الفوز بثالث لقب له مع البرازيل قبل رحيله عن المنصب.

وبدا واضحا خلال اللقاء افتقار البرازيل إلى أوراق رابحة على مقاعد البدلاء، فأسماء أصر دونغا على استبعادها مثل ألكسندر باتو والثنائي الصاعد نيمار وجانسو فضلا عن رونالدينهو كانت ستغير سير المباراة لو نزلت إلى الملعب في الشوط الثاني.

ولكن دونغا أصر قبل البطولة على الاعتماد على القوام نفسه الذي فاز به في 2007 بلقب كوبا أميركا وفي 2009 بكأس القارات، متجاهلا أن الوضع قد يختلف في المونديال حين يتعدد المنافسون الأقوياء ولا تقتصر عملية حسم اللقب على مواجهة خصم واحد بما يعني ضرورة وجود بدلاء أكفاء لكاكا وروبينهو.

وساءت الأمور مبكرا بالنسبة للبرازيل مع إصابة لاعب الوسط إيلانو بلومر خلال لقاء ساحل العاج بالدور الأول، ليضطر دونغا منذ حينها إلى إقحام داني ألفيش في التشكيل الأساسي لتبقى أبرز الوجوه على مقاعد البدلاء ممثلة في أسماء مثل نيلمار وغرافيتي وخوليو بابتيستا وجوزويه، وكلها ليس من فئة «صناع الفوارق».

وعلى الرغم من تميز دونغا على المستوى الخططي، إلا أن طريقته أفقدت البرازيل نكهتها الهجومية المعتادة، وهو ما جعل الأسطورة بيليه يجهر بعدم رضائه عن أسلوب الجيل الحالي.

وأعطت تلك الطريقة المجال أمام النجم الهولندي السابق يوهان كرويف كي يصرح بأنه «محال أن يدفع ثمن تذكرة لمشاهدة الفريق الحالي للبرازيل»، مشيرا إلى أنه كان يتذكر كرة السامبا بأسماء مثل زيكو وسوكراتيس وتوستاو وفالكاو في حين لا يجد أي منها حاليا.

ويزيد الطين بلة بالنسبة لدونغا أن خروجه الذي جاء على يد هولندا لم يكن بفعل أداء الطواحين الذين غاب عنهم الإبهار المعتاد، بل كان بسبب أخطاء البرازيليين التي كان من ضمنها فقدان فيليبي ميلو لأعصابه وحصوله على بطاقة حمراء.

وبعدما اعتاد دونغا على إسكات منتقديه بالألقاب، فإنه لن يجد هذه المرة ما يقنع به الصحافة لتبرير الخروج الذي أجهض حلم النجمة السادسة، وحتى استقالته التي تقدم بها عقب اللقاء مباشرة لن تكون كافية. وتبدو البرازيل في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مدرب يستعيد طريقة لعبها التقليدية وخصوصا أنها ستستضيف بعد أربع سنوات المونديال المقبل إذ لن تحتمل حينها تكرار نكسة 1950 حين خسرت اللقب بين أنصارها على يد أوروغواي.

نهاية حزينة لدونغا

ومثلت الهزيمة 2/1 من هولندا، والتي أخرجت البرازيل من دور الثمانية لمونديال جنوب إفريقيا، نقطة نهاية حزينة لأول تجربة تدريبية للمدير الفني كارلوس دونغا، القائد الأسطوري السابق للمنتخب البرازيلي الفائز برابع ألقابه الخمسة في كأس العالم العام 1994 في الولايات المتحدة.

وصنعت صورة رفع الكأس بعد مشوار ملحمي على الأراضي الأميركية حدا فاصلا بين مرحلتين بالنسبة لدونغا، الذي كان قد عاش قبلها بأربعة أعوام مرارة قرار الصحافة في بلاده بإطلاق اسمه (عهد دونغا) على فشل راقصي السامبا في مونديال إيطاليا، الذي انتهى بخروج الفريق مبكرا من دور الستة عشر.

واقتنع دونغا منذ ذلك الحين بأنه يحتاج إلى الفوز دائما لإسكات منتقديه. تمكن من ذلك في الولايات المتحدة. وبتلك الروح، قبل دعوة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتولي مهمة تدريب المنتخب الوطني بعد فشل النجوم الكبار في مونديال ألمانيا 2006 تحت قيادة المدرب كارلوس ألبرتو باريرا.

وكان «العهد الثالث» لدونغا مثيرا للجدل كالأول، فالرجل الذي لم يكن يملك أية خبرة تدريبية، حاول فرض تغيير جذري.

وعلى عكس باريرا الذي كان عادة ما يطلق على نفسه اسم «مدير المواهب»، استبعد دونغا أغلب النجوم من فريقه، الذي ظلت أبوابه مفتوحة فقط للاعبين الذين أعربوا عن استعدادهم لاتباع تعليماته الانضباطية الصارمة.

وبدلا من «الكرة الفنية» التي يعشقها البرازيليون، الذين يتوقون لعرض المهارات الفردية، راهن دونغا على نظام خططي قائم على لعب الفريق الواحد وإقامة ستار دفاعي حديدي مع الاعتماد على الفاعلية الهجومية.

وأكد المدير الفني في منتصف مونديال جنوب إفريقيا «رفض اللعب الجميل ليس جزءا من استراتيجيتي، لكن امتلاك فريق منظم هو أمر جميل أيضا. نعجب بذلك في كرة السلة وفي الكرة الطائرة، فلماذا لا نفعل في كرة القدم؟ إن أي منتخب عليه أن يحقق الانتصارات بعيدا عن تقديم عروض قوية».

ومع استمرار الانتقادات القاسية من جانب الصحافة الرياضية في بلاده، فرض دونغا نظاما صارما على لاعبيه في جنوب إفريقيا، إذ ظلت البعثة لنحو الشهر تقيم في فندق منعزل افتتح حديثا في جوهانسبرج، من دون أي اتصال مفترض مع العالم الخارجي.

وحتى غرق السفينة البرازيلية أمام هولندا أمس الأول، كان دونغا قد حقق سجلا معقولا للغاية بالفوز في 40 مباراة والتعادل في 11 من إجمالي 56 مباراة سابقة. وعلى رغم أن الهزيمة أمام منتخب «الطاحونة البرتقالية» كانت السادسة في «عهد دونغا»، إلا أنها جاءت في المباراة التي لم يكن يمكنه الخسارة فيها.

وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب المعركة التي استضافها استاد نيلسون مانديلا باي، كان دونغا هو نفسه صورة الهزيمة. فقد تحمل مسئولية الإخفاق وأوضح أن مهمته كمدرب للفريق قد انتهت.

وقال دونغا: «منذ أن توليت مهمة الفريق (العام 2006)، والجميع يعلم أن العقد كان لأربع سنوات».

وعندما يعود إلى بلاده فجر اليوم (الأحد)، سيكون على دونغا مواجهة عداء الجماهير التي كانت تسانده بصورة كبيرة حتى أمس الأول

العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً