العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ

الألمان على عرش الكرة

أثبت المنتخب الألماني مجددا أنه صاحب النفس الأطول في البطولات العالمية، وأنه صاحب النفس الأطول أيضا في الاحتفاظ بالمدربين والمحافظة على الاستقرار، والمنتخب الذي نشاهده اليوم واكتسح إنجلترا والأرجنتين بالأربعة ليس وليد الصدفة وإنما هو نتاج جهد طويل استمر لأكثر من 6 سنوات.

هذا المنتخب الرائع يلعب كرة قدم متوازنة دفاعا وهجوما وبوجه هجومي واضح بتواجد 4 لاعبين في المقدمة ولاعبي ارتكاز يتقدمون للأمام وأصحاب مهارات عالية في المراوغة والتمرير وصناعة اللعب إلى جانب ظهيرين مهاجمين، ومع كل ذلك انضباط دفاعي وارتداد للوراء بدقة وتركيز من قبل الجميع.

هذا المنتخب تم بناؤه من عهد المدرب الألماني الشاب يورغن كلنسمان عندما تولى المهمة في 2004 قبل كأس العالم التي استضافتها ألمانيا ومع مساعده الذي استلم المهمة بعده وهو المدرب لوف الذي يتواجد مع الألمان منذ قرابة الست سنوات، لأن الألمان لا يبدلون المدرب إلا بعد عقد من الزمان تقريبا مهما كانت النتائج وهذا الاستقرار هو ما يؤمن لهم النجاح ويعطيهم النفس الطويل في المناسبات الكبرى.

بعد انتهاء كأس العالم 2006 طلب الاتحاد الألماني من كلينسمان البقاء على رأس الإدارة الفنية على رغم الإخفاق في الوصول للنهائي ولكنه هو من رفض واستقال من منصبه ليعين مساعده بدلا منه لأن الألمان أدركوا بحسهم القوي أن الطريق الذي اختطه كليسنمان باللاعبين الشباب والسرعة في الأداء هو الطريق الصحيح للمستقبل ففضلوا لوف المساعد ليكمل المسيرة نفسها على التعاقد مع أي مدرب ألماني كبير وخبير.

يوم أمس برهن الألمان عن معدنهم الحقيقي بأداء خيالي أمام منتخب التانغو الأرجنتيني الذي ظل حائرا أمام قوة المنافس هجوميا ودفاعيا فسلم الراية مبكرا وأخذ موقف المتفرج.

الأرجنتين بخطوطه المفككة وبمدربه الحائر لم يمتلك المبادرة أو الجرأة على فعل شيء وسلم بالهزيمة على غير عادة الأرجنتينيين، أما الألمان فقدموا واحدة من أروع مبارياتهم وأكدوا قوتهم الهجومية الضاربة، كما أثبتت الطريقة التي ينتهجها المنتخب الألماني بطريقة 4/2/3/1 أنها الطريقة الأكثر نجاعا في الفترة الحالية على رغم إخفاق البرازيل الذي يلعب بالطريقة نفسها.

فالبرازيليون الذين بنوا منتخبهم منذ 3 سنوات بأيدي دونغا وبطريقة اللعب الجديدة سقطوا بطريقة غريبة في الشوط الثاني، أما المنتخب الألماني الذي بني في 6 سنوات فكان الأقوى ثباتا ونفسا.

ألمانيا تاريخيا تعرف تماما ما عليها فعله في كأس العالم فقد وصلت للنهائي 7 مرات وفاز بثلاث بطولات وهي في الطريقة للقب الرابع وربما للانفراد بعدد الوصول للنهائي بـ 8 نهائيات متفوقة على البرازيل صاحبة الـ 7 نهائيات، كما هي المتفوقة دوما في عدد مرات الوصول للدور قبل النهائي.

لوف قدم منتخبا رائعا ونجوما شابة صغير متلألئة، فمسعود أوزيل وسامي خضيرة ومولر لم يكن يعرفهم الكثيرون قبل البطولة ولكن الجميع سيظل يذكر أسماءهم الآن إلى سنوات طويلة قادمة لأن من فاز على إنجلترا والأرجنتين بالأربعة لا يستحق كأس العالم فقط وإنما يستحق أيضا عرش كرة القدم العالمية

العدد 2858 - السبت 03 يوليو 2010م الموافق 20 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً