العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ

بيدرو... نجم إسبانيا الصاعد

اعتاد المدرب فيسنتي دل بوسكي على إشراك المجموعة نفسها من اللاعبين وعدم إجراء تغييرات مفاجئة في آخر اللحظات. إذ يضع ثقة عمياء في لاعبيه المفضلين، ولا يغيرهم أياً كان الخصم أو الرهان. وقد تبين هذا الأمر بوضوح في نهائيات جنوب افريقيا 2010، إذ لم يدخل إلا بعض التعديلات الطفيفة على كتيبة المنتخب الاسباني بسبب الإصابات. لذلك كانت مفاجأة المتتبعين كبيرة خلال موقعة المربع الذهبي ضد ألمانيا عندما أشرك المدرب الاسباني النجم الصاعد بيدرو بدلاً من فرناندو توريس.

وقد أعرب لاعب برشلونة نفسه عن دهشته لهذا الأمر، وقال بعد أن شارك للمرة الأولى كأساسي مع «لا روخا»: «نعم، لقد كنت مندهشاً وسعيداً في الوقت ذاته عندما علمت بالأمر. لم أكن متوتراً، على رغم أن قوة الخصم وأهمية المباراة تفرضان بعض الضغط. لكن الأمور تختلف فوق أرض الملعب، إذ تتوارى كل هذه الأشياء ويركز المرء منا في النزال».

وأثبتت مجريات الموقعة أن دل بوسكي كان محقاً باعتماده على هذا اللاعب الشاب. إذ شكل خطراً داهماً على دفاع المنتخب الألماني، بفضل سرعته الخارقة وتسديداته القوية والمركزة. كما كان قاب قوسين أو أدنى من هز الشباك. إذ أتيحت له في الدقيقة 83 فرصة حسم النزال وتسجيل هدف الخلاص بعد هجوم مضاد سريع. لكنه أخفق في اللمسة الأخيرة، وأضاع الكرة على رغم وجود فرناندو توريس بجواره حراً طليقاً.

وقد أعرب بيدور لموقع الاتحاد الدولي عن أسفه لضياع تلك الفرصة، وقال: «لقد استأت كثيراً بعد ضياع تلك الفرصة. بعدما شاهدت اللقطة مجدداً، رأيت كيف كان توريس بجانبي بالفعل، لكنني لم أره في تلك اللحظات، لم أكن أرى سوى الشباك أمامي، وحاولت إنهاء الهجمة، لكن الأمور سارت على نحو سيئ، وضاعت تلك الفرصة السانحة».

لقد كادت أسبانيا تدفع ثمن تلك الفرصة الضائعة، لكنها تمكنت من حسم أمر التأهل في الختام، وهو ما أقر نجم برشلونة حين قال: «إن بلوغ موقعة النهائي أمر رائع ومصدر سعادة هائلة، لا سيما أن التأهل جاء بعد مباراة جميلة وعلى حساب خصم قوي مثل ألمانيا».

هل من مزيد؟

رفض بيدرو، على غرار بقية أعضاء «لا روخا»، الحديث عن نجم واحد للفريق، وأشار إلى أن سر النجاح الاسباني في هذه النهائيات هو اللعب الجماعي، ثم قال: «تعمل المجموعة بشكل جيد. نشكل فريقاً متراص الصفوف، يمكن للجميع تحمل المسئولية وتسجيل الأهداف».

هذا ويتعين تحسين بعض الجوانب قبيل موقعة النهائي على رغم التطور الإيجابي لمسيرة الكتيبة الاسبانية في جنوب افريقيا، وقد أقر بيدرو هذا الأمر وقال: «ربما يجب أن نطور قدرتنا على إنهاء العمليات أمام الشباك. لقد أتيحت لي بعض المحاولات أمام ألمانيا، لكني عجزت عن هز الشباك. على رغم ذلك فأنا مطمئن ومرتاح لبلوغ موقعة النهائي».

ونجح نجم برشلونة الصاعد سنة 2009 في تسجيل الأهداف في جميع المسابقات التي خاضها مع الفريق. كما سجل أول أهدافه مع المنتخب خلال آخر مباراة ودية قبل المونديال ضد بولندا، وها هو اليوم يحلم بهز الشباك معه خلال نهائي أم البطولات. وقد قال هذا اللاعب المولود في جزيرة تينيريفي بشأن مسيرة المنتخب الاسباني في هذه النهائيات: «لقد زاد الانتصار على منتخبات مثل البرتغال وألمانيا من معنويات الفريق. لدينا اليوم ثقة كافية، ويجب أن نواصل ما بدأناه خلال مباراة المربع الذهبي، يجب أن نتحكم في الكرة، ونمر عبر الأطراف، ونصنع الفرص للتسجيل. هذه هي فلسفتنا في كرة القدم».

ثم أنهى بيدرو حديثه بالتطرق للخصم المرتقب في الموقعة الحاسمة، هولندا، وقال: «لديهم منتخب قوي، وقد ظهر ذلك خلال جميع مبارياتهم في هذه الدورة. لديهم لاعبون خطرون في الخط الأمامي، مثل روبن وشنايدر وفان بيرسي. يجب أن نخوض هذا النزال بكثير من الحيطة والحذر». ثم أضاف والبسمة على محياه: «لقد تحقق أحد أحلامنا ببلوغنا موقعة النهائي. يجب علينا الفوز بالكأس الآن. سيكون الأمر رائعاً إذا حققنا النصر»

العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً