العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ

هبوط مستوى التحكيم وأخطائه الفادحة كلفت المنتخبات كثيراً

أسئلة كثيرة تدور في ذهن كل من يتابع مونديال جنوب إفريقيا 2010، بدءا من إلقاء اللوم على (الفيفا) لموافقته على إقامة البطولة العالمية هناك، وانتهاء بمشكلة التحكيم التي تحوز على المتابعة الأكبر من قبل الجماهير أو حتى من قبل المنتخبات المشاركة، التي تتضرر من بعض الأخطاء التحكيمية التي تؤثر على مجريات المباريات.

مشكلة التحكيم وإدخال التكنولوجيا في هذا المجال أصبح الشغل الشاغل للكثير من المهتمين بكرة القدم،لأننا في هذه العصور نشاهد كرة قدم سريعة يلزمها بالمقابل سرعة اتخاذ القرار من قبل الحكام، ناهيك عن الحضور الذهني والبدني القوي من قبلهم، وهذا ما لا نشاهده منهم بالشكل المطلوب، لأنهم أولا وأخيرا بشر ليسوا معصومين عن الخطأ وغير قادرين على أن يكونوا بالقوة الذهنية نفسها في جميع أوقات المباراة.

وفي سياق الحديث عن إدخال التكنولوجيا في كرة القدم، نشرت الصحيفة الإسبانية الشهيرة (ماركا) والتي تصدر في مدريد، نشرت استطلاعا بأن المشجعين الإسبان يؤيدون وبشدة استعمال التكنولوجيا في ملاعب كرة القدم وتحديداً حين أظهرت النتائج نسبة تفوق عن 92.5 في المئة يؤيدون ذلك في مقابل 7.5 في المئة أجابوا بـ (لا) لهذا الأمر.

الاعتذارات التي قدمها رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر لن تغير شيئا، كونها معنوية أكثر منها مادية وهذا ما كنا شاهدين عليه، إذ أبدت إحدى الصحف التي تصدر في ساحل العاج تذمرها جراء عدم تقديم بلاتر اعتذاره لبلادها التي تأثرت بهدف فابيانو في مرمى فريقها أمام مرأى الحكم الفرنسي لانوي، في حين أن السويسري كان قد قدم اعتذاره لإنجلترا بعدما قرر الحكم الأورجوياني لاريوندا عدم احتساب كرة لامبارد التي تجاوزت خط مرمى الألمان بمسافة واضحة للعيان.

ويقول الحكم الإنجليزي هاورد ويب بأنه لا يمانع فكرة إدخال التكنولوجيا الجديدة في الملاعب ولكنه في الوقت نفسه أكد على حديث رئيس لجنة الحكام بالفيفا جارسيا أراندا والذي قال بأن هذا الأمر يعود إلى جهات أخرى.

في المقابل فإن السويسري بلاتر كان قد أكد قبل انطلاق البطولة وبالتحديد في مدينة جوهانسبورج أن قرار إدخال التكنولوجيا قد تم تجميده في الوقت الراهن، ولكن هبوط مستوى التحكيم في هذا المونديال وتسببه بأخطاء فادحة كلفت المنتخبات المشاركة كثيرا فتح باب المناقشة من جديد على طاولة (الفيفا).

ويطالب في الوقت نفسه لاعب تشلسي الإنجليزي لامبارد بإدخال التكنولوجيا في الملاعب، لتفادي مثل هذه الأخطاء التي تسببت في عدم احتساب أهداف صحيحة إضافة إلى احتساب أخرى غير صحيحة، وهذا ما شاهدناه في لقاء إنجلترا وألمانيا، والأرجنتين والمكسيك على التوالي.

وبعيدا عن السياسة، علق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الأمر الذي بات يشغل عقول من يتابع كرة القدم وخصوصاً في إنجلترا وهو أن كرة القدم يجب أن تستعين بنظام إعادة اللقطات المصورة، حيث قال خلال وجوده في قمة زعماء العالم في تورنتو: «أعتقد أن استخدام التكنولوجيا في الرياضة سيكون مفيدا... ربما يجب علينا التفكير في هذا الأمر خاصة مع كرة القدم».

إن مشكلة التحكيم وإدخال التكنولوجيا في مجال كرة القدم أصبحت شغلا شاغلا لجميع المهتمين بهذه الكرة الساحرة، وخصوصا أننا وصلنا إلى درجة أن اللقطة تعاد خلال ثوان ويمكن للحكم أن يصله القرار من خلال الجهاز الذي يحمله حاليا وقد استعمل في مونديال جنوب إفريقيا 2010 وفي الكثير من البطولات العالمية.

الجميع يعتقد بأن إدخال التكنولوجيا سيصبح أمرا حتميا خلال المنافسات المقبلة، لكن في الوقت نفسه يبقى سؤال يحير الجميع وهو لماذا يستثنى التحكيم من هذا المجال؟

أحمد مهدي

العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً