العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ

حقائق وأرقام عن تنوع الحياة وانقراض الأنواع

تؤثر خسارة التنوع البيولوجي بشكل مباشر على نوعية وكمية الخدمات التي تقدمها النظم الايكولوجية، ومن هذه الخدمات: امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه، وتخفيف تأثيرات تغير المناخ، وتوفير مكونات المنتجات الصيدلانية والبيوكيميائية والصناعية، وتحليل النفايات وإزالة سمية التلوث، وتخصيب التربة والحفاظ عليها، ومكافحة الآفات والأمراض الزراعية، وإنتاج الغذاء والخشب والألياف. في ما يأتي بعض أبرز الحقائق والأرقام الواردة في أحدث تقارير الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي.

ينقرض نحو 130 نوعاًنباتياً وحيوانياً كل يوم. وتفوق المعدلات الحالية لانقراض الأنواع كثيراً المعدلات الطبيعية. وقد بلغت الخسارة 40 في المئة بين عامي 1970 و2000. ويستمر الاستهلاك غير المستدام، إذ يفوق الطلب العالمي على الموارد القدرة البيولوجية للأرض بنحو 20 في المئة. ويحتمل أن يصبح تغير المناخ السبب الأهم لخسارة التنوع البيولوجي مع نهاية هذا القرن.

أهم الأخطار التي تهدد النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي هي: تغير المناخ، الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، تحويل الأراضي على نطاق واسع إلى الزراعة والتوسع المدني، التلوث، إدخال أنواع غريبة.

خلال الـ 8000 سنة الأخيرة، اختفى نحو 45 في المئة من الغابات الدهرية على الأرض، معظمها خلال القرن الماضي. ويختفي نحو 13 مليون هكتار من غابات العالم كل سنة نتيجة قطع الأشجار، وهذه تعادل مساحة اليونان. ويقدَّر أن نحو 100 نوع حيواني ونباتي تختفي يومياً باختفاء الموائل الغابية الاستوائية. كما أن الانبعاثات الناتجة من زوال الغابات تساهم بنحو 20 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

يعتمد نحو 1,6 بليون شخص على المنتجات الغابية لكسب رزقهم، بما في ذلك الشعوب الأصلية والقبلية. وتقدر الخسارة الناجمة عن قطع الأشجار وحصاد المنتجات الغابية بصورة غير قانونية بنحو 15 بليون دولار في السنة. أما الأنواع الشجرية النادرة، وتلك التي لها قيمة عالية بمنتجاتها الخشبية وغير الخشبية، فهي عرضة لخطر الانقراض محلياً.

خسارة التنوع البيولوجي نكسة للزراعة التي يعمل فيها نحو ربع سكان العالم (1,3 بليون نسمة). ويؤدي زوال الغابات في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية إلى انخفاض هطول الأمطار الإقليمية، كما تفقد التربة في أنحاء العالم بوتيرة أسرع 13 ـ 18 مرة من تكونها. ويواجه 20 في المئة من سلالات الحيوانات الداجنة، التي يبلغ عددها 6500 سلالة، خطر الانقراض.

هناك أكثر من 300 ألف نوع نباتي معروف على الأرض، وهي أساس جميع السلاسل الغذائية ونحو 50 في المئة من الأدوية الحديثة. غير أن نحو 34 ألف نوع منها هي حالياً عرضة لخطر الانقراض. وهناك نحو 100 ألف نوع معروف من الكائنات الملقِّحة بينها 25 ألف نوع من النحل، وتعادل قيمة دورها الزراعي أكثر من 50 بليون دولار سنوياً. لكن كثيراً منها معرض للانقراض.

التنوع مهم في ظروف تغير المناخ، فالأقارب البرية لمحاصيل مثل الشعير والذرة والشوفان والبطاطا والرز والقمح تزرع بشكل متزايد؛ لأنها تقاوم تغيرات بيئية مثل الأمراض والجفاف والحر والملوحة.

السلاسل الجبلية، التي يشار إليها بعبارة «أبراج مياه العالم»، تغطي نحو 27 في المئة من السطح البري للأرض، وتعيل بشكل مباشر 22 في المئة من سكان العالم، وتزود أكثر من نصف البشرية باحتياجات المياه العذبة. وتدعم الجبال نحو ربع التنوع البيولوجي الأرضي. ومن أصل الأنواع النباتية العشرين التي تزود 80 في المئة من غذاء العالم، هناك ستة أنواع نشأت في الجبال، الذرة والبطاطا والشعير والسرغوم والبندورة والتفاح. كما نشأ في المناطق الجبلية جزء كبير من الثديات الأليفة، وخصوصاً الغنم والماعز والياك واللاما والألبكا.

تؤوي الأراضي الجافة وشبه الرطبة نحو بليوني شخص (35 في المئة من سكان العالم). وبسبب الأحوال المناخية القاسية فيها، كعدم انتظام هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، طورت أنواع حية كثيرة وسائل تكيف فريدة. ومن الأمثلة على ذلك، تبقى ضفادع الطين الصحراوية في سبات تحت الرمال طوال أشهر حتى يعود المطر. ويبني الطائر الحبّاك في جنوب إفريقيا أعشاشاً مشتركة يصل وزنها يصل إلى 1000 كيلوغرام، لزيادة عزلها عن درجات الحرارة القصوى. ويستطيع المها الإفريقي في صحراء كالاهاري العيش لأسابيع من دون ماء. وتشتمل الأراضي الجافة وشبه الرطبة على مناطق مهمة لاستيطان استثنائي، مثل حوض البحر المتوسط الذي يؤوي أكثر من 11,700 نوع نباتي متوطن. تغطي الجزر نحو 3 في المئة من سطح الأرض، لكنها تؤدي نسبة أكبر كثيراً من التنوع البيولوجي ولا سيما الأنواع المتوطنة. ومن أصل 724 حالة انقراض حيواني معروف خلال الـ 400 سنة الأخيرة، كان النصف تقريباً من الأنواع التي تقيم في جزر، كذلك 90 في المئة على الأقل من أنواع الطيور التي انقرضت خلال تلك الفترة. والدول النامية القائمة على جزر صغيرة تعاني أعلى معدلات خسارة التنوع البيولوجي وأخطر تأثيرات تغير المناخ.

تحمي أشجار المنغروف الخطوط الساحلية من التآكل، وتحمي الشعاب المرجانية من اجتياح الطمي، وتعمل كحاضنات لتنوع من الأسماك والقواقع. والأسباب الرئيسية لتدهور غابات المنغروف تحويلها إلى مزارع بحرية، ومشاريع التنمية العمرانية والسكنية والسياحية.

هناك 29 ألف نوع معروف من الأسماك، يعيش 30 في المئة منها في المياه العذبة. ويتم استغلال نحو 80 في المئة من المخزونات السمكية العالمية المعروفة كلياً أو بشكل مفرط، مما يتطلب إدارة فعالة ووقائية. ويعتمد أكثر من ثلاثة بلايين نسمة على التنوع البحري والساحلي لكسب رزقهم، وخصوصاً من صيد الأسماك.

في البلدان النامية، يتم تصريف مليوني طن من الفضلات البشرية (مياه المجارير غير المعالجة) في مجاري المياه كل يوم، ويتم تصريف 70 في المئة من النفايات الصناعية في المياه من دون معالجة. وسوف يستمر تزايد الضغوط على التنوع البيولوجي الساحلي والبحري، إذ سيعيش 50 في المئة من سكان العالم في المناطق الساحلية بحلول سنة 2010. يعتمد نحو 80 في المئة من سكان البلدان النامية على الأدوية التقليدية، التي يأتي نصفها من نباتات تعيش أساساً في الغابات الاستوائية ولدى أكثر من 100 بلد أنظمة خاصة بالأدوية العشبية. لكن المنتجات العشبية الرديئة النوعية أو المغشوشة في الأسواق العالمية تشكل تهديدات خطيرة للسلامة.

يعود تاريخ السجلات الأولى للأدوية التقليدية، مثل زيوت الأرز والسرو والسوس والمرّ والخشخاش، إلى العام 2600 قبل الميلاد، وهي مازالت تستعمل حتى الآن. وتأتي المضادات الحيوية (أنتيبيوتيك) كلها تقريباً من الجراثيم، وكان أولها البنيسيلين الذي يستخرج من الفطر Pencillium. واستعمل الأفسنتين الحلو (Sweet Wormwood) لصنع عقاقير مضادة للملاريا. أما المورفين المسكن للآلام، فيستخرج من نبتة الخشخاش التي استخدمت منذ أكثر من 4000 سنة.

تحتوي الكائنات الدقيقة على إمكانات طبية متعددة، لكن غالبيتها غير معروفة على رغم وفرتها، ففي مليليتر واحد من مياه البحر قد يوجد مليون بكتيريا، وفي التربة الزراعية نحو 100 مليون بكتيريا في الغرام. الأنواع الدخيلة الغازية يمكن أن تحول بنية النظم الإيكولوجية وتركيبة أنواعها، من خلال كبح الأنواع المتوطنة أو إقصائها. وقد ساهمت هذه الأنواع الدخيلة منذ القرن السابع عشر بنحو 40 في المئة من جميع الانقراضات الحيوانية التي يعرف سببها. وتم احتساب الخسائر البيئية الناجمة عن آفات دخيلة في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وجنوب إفريقيا والهند والبرازيل بأكثر من 100 بليون دولار سنوياً.

ينجذب السياح إلى الأماكن الطبيعية الجميلة التي تؤوي تنوعاً بيولوجياً غنياً. والسياحة المستدامة تجعل المجتمعات فخورة بالحفاظ على تقاليدها ومعارفها وفنونها، ومشاركتها مع الآخرين، مما يساهم في الاستعمال المستدام للتنوع البيولوجي المحلي. أما السياحة غير المسئولة فيمكن أن تضر بالطبيعة من خلال تدمير الموائل، والاستغلال المفرط للموارد المحلية، والنفايات والتلوث، والأنواع الحية الدخيلة، وتطوير البنى التحتية، وانبعاثات غازات الدفيئة. وتساهم السياحة بنحو 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وبواحدة من كل 12 وظيفة في أنحاء العالم.

لدى معظم بلدان العالم مناطق محمية، وهناك أكثر من 100 ألف موقع محمي حول العالم تغطي نحو 12 في المئة من السطح البري للأرض. وتعتبر المناطق المحمية خزانات ثروة بيولوجية لأجيال الحاضر والمستقبل.

يعني «مبدأ الملوث يدفع» أن نفقات إصلاح التدهور البيئي يجب أن يتحملها المسئولون عن الأضرار، لا المجتمع برمته. والغرامات رادع لمزيد من الأضرار. في الجزائر مثلاً، من يلوث مصادر المياه العذبة أو مياه البحر، بشكل مباشر أو غير مباشر، بأية مادة تضر بصحة البشر أو تسبب ضرراً لأنواع نباتية أو حيوانية، قد يسجن سنتين مع دفع غرامة، وقد يحكم عليه بإعادة البيئة الطبيعية إلى وضعها الأصلي.

أظهر إحصاء أن غالبية مواطني الاتحاد الأوروبي سمعوا بمصطلح التنوع البيولوجي، لكن 35 في المئة فقط قالوا إنهم يعلمون ما معناه. وكثير من الناس هم على استعداد لبذل جهود شخصية لحماية التنوع البيولوجي، لكنهم لا يعلمون ما يجب أن يفعلوه.

فُتح باب التوقيع على اتفاقية التنوع البيولوجي خلال قمة الأرض في ريو دي جانيرو، في 5 يونيو/ حزيران 1992، ودخلت حيز التنفيذ في 29 ديسمبر/ كانون الأول 1993. وهناك حتى الآن 193 طرفاً في الاتفاقية.

العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً