العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ

دور وسائط الإعلام الجديدة في دفع مسيرة السلام

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

وأنتم تجتمعون وقد بدأت المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية غير المباشرة. ومن الضروري جداً أن تكف الأطراف عن الأعمال الاستفزازية وتغتنم هذه الفرصة. وستكون الأسابيع القادمة حاسمة فيما يتعلق بتحديد ما إذا كنا نستطيع التحرك صوب المفاوضات المباشرة.

ويمثل الحل القائم على وجود دولتين الموقف الذي توصل إليه المجتمع الدولي بتوافق الآراء، بمن في ذلك الإسرائيليون والفلسطينيون. وهذه المسألة مهمة لإسرائيل كي تحافظ على طبيعتها الديمقراطية وعلى هويتها، وتحصل على الأمن والمشروعية على نطاق المنطقة. وهي ضرورية للفلسطينيين كي يحصلوا على حرية حقيقية وعلى حق تقرير مصيرهم الوطني، ومن أجل إنهاء الاحتلال. ويتعين أيضاً إيجاد حل لمسألة اللاجئين من خلال المفاوضات. لكن الزمن لا يعمل لصالح الحل القائم على وجود دولتين. ويجب على الزعماء في الجانبين التغلب على ضغوطهم السياسية الداخلية واتخاذ خطوات جريئة من أجل السلام.

وأنا أحيي تركيزكم على دور المرأة الإسرائيلية والفلسطينية في تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط. ويمثل هذا العام مرور 10 سنوات على اعتماد قرار مجلس الأمن 1325، الذي دعا إلى زيادة دور المرأة وإسهامها في عمليات حفظ السلام وبنائه، لأسباب ليس أقلها تأثير النزاع المسلح بصورة غير تناسبية على المرأة. والرسالة الرئيسية لذلك النص المرجعي - لا يمكن إحلال السلام المستدام سوى من خلال تمثيل المرأة وتحت قيادتها وبمشاركتها الكاملة - رسالة مهمة يتعين أن نحرص عليها في جميع المناطق، بما في ذلك الشرق الأوسط. ويحدوني الأمل في أن يتخذ الجانبان المزيد من التدابير من أجل معالجة الشواغل الكثيرة للمرأة، وفوق كل شيء مسألة إشراكها في البحث عن السلام.

وأنا أحيي الخطوات التي اتخذتها إسرائيل مؤخراً تجاه اتخاذ سياسة جديدة حيال قطاع غزة. ومن الضروري جداً التعجيل بالتنفيذ الكامل، وكذلك اتخاذ تدابير إضافية تتجاوز ما أعلن عنه. وينبغي أن يكون الهدف هو رفع الحصار.

ويتعين على حماس أن تقوم من جانبها بتنفيذ وقف طويل الأجل لإطلاق النار، وأن تدفع إلى الأمام المقترح المصري بشأن المصالحة مع السلطة الفلسطينية الشرعية للرئيس عباس.

وفيما يتعلق بالسجناء، أحث مجدداً على إبرام اتفاق بشأن تبادلهم. وليس من مصلحة الفلسطينيين في شيء الاستمرار في احتجاز العريف جلعاد شاليط، وينبغي أن تتاح فرصة الاتصال به وأن يخلى سبيله.

وتمثل القدس أحد عناصر مسألة المركز الدائم، ويتعين إيجاد طريقة لأن تصبح المدينة عاصمة لكل من إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية، مع إعداد ترتيبات مقبولة للجميع بشأن المدينة المقدسة. وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية قد اتخذت خطوات لتجميد هدم المنازل وطرد السكان في القدس الشرقية، فإن التطورات التي طرأت مؤخراً تزيد من حدة التوترات وقد تقوض التقدم الضعيف في المحادثات غير المباشرة. وتتعارض أنشطة المستوطنات في أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والتزامات إسرائيل بموجب خارطة الطريق وينبغي تجميدها.

وأنا أرحب بتخفيف العوائق أمام الحركة في الضفة الغربية، لكن وجود المئات من نقاط التفتيش وغيرها من العوائق الأخرى يضيق الخناق على الأنشطة الاقتصادية ويحول بين السكان الفلسطينيين والوصول إلى أراضيهم وإلى المستشفيات والمدارس. وبرغم هذه التحديات أحرزت مبادرة بناء الدولة التي أطلقتها السلطة الفلسطينية تقدماً ملموساً في مجالي الأمن وسيادة القانون.

وأنا أرحب أيضاً بالاهتمام الذي توليه هذه الحلقة الدراسية لدور وسائط الإعلام الجديدة في دفع مسيرة السلام. ويتيح تزايد استخدام وسائط الإعلام الجديدة في الشرق الأوسط فرصاً مثيرة حقيقية للوصول إلى دائرة أوسع من الرواد، وبخاصة الشباب. وأنا أشجع الشباب من الإسرائيليين والفلسطينيين على استخدام هذه الأدوات الجديدة من أجل نشر رسائل إيجابية تعزز ثقافة السلام والتعايش السلمي والتفاهم بين شعبيهما.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً