العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ

توقعات الحرب والسلام في منطقة الشرق الأوسط صيف العام 2010 (1)

أحمد سلمان النصوح comments [at] alwasatnews.com

منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الساخنة في العالم بشكلٍ شبه دائم وذلك لوجود عنصر غير ملتئم مع بقية عناصر المنطقة وهذا يعني وجود دولة إسرائيل حسب العرف والقانون الدولي الحالي.

هذه الدولة التي قامت على اغتصاب أراضي دولة فلسطين وتشريد شعبها الفلسطيني الذي أغلبه اليوم لاجئ في أصقاع الأرض وفي جميع قارات العالم بحجةٍ واهية وهي أن الشعب اليهودي موجود وبدون أرض وأن فلسطين أرض بدون شعب، هذا الشعب عانى ومازال يعاني من اضطهاد متواصل من قبل دولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ولم يعان هو لوحده بل جميع الدول المجاورة لفلسطين المحتلة مثل الجمهورية العربية السورية، جمهورية مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية عانت ومازالت تعاني من بطش هذه الدولة الخارجة على كل القوانين الدولية، لذلك في العام 1982 عندما احتل الجيش الصهيوني بيروت، وهي عاصمة الجمهورية اللبنانية، وفي ذلك العام ظهرت المقاومة الإسلامية اللبنانية والتي تحالفت مع القوى الوطنية اللبنانية والقوى الفلسطينية الموجودة آنذاك في الأراضي اللبنانية وحدثت مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي واستمرت تلك المقاومة في العمل ووضعت لنفسها هدفاً نهائياً يسعى إلى إخراج الجيش الإسرائيلي والجيوش الغربية المتحالفة معه من العاصمة اللبنانية المحتلة بحكم تواجد كل تلك الجيوش فيها وفي جميع أراضي الجمهورية اللبنانية، وهكذا استمرت تلك المواجهات بشكلٍ يومي حتى تمخضت تلك المجابهات عن بزوغ فجر جديد حمل معه بروز حزب المقاومة والتحرير وهو «حزب الله» الذي انطوت تحت عباءته جميع القوى الإسلامية المقاومة للمشروع الغربي والصهيوني ضد الجمهورية اللبنانية وشعبها والمنطقة وشعوبها واستمر هذا الحزب في تقوية نفسه والتسلح بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وخصوصاً الصاروخية وزيادة أعداده استعداداً للمنازلات المستقبلية التي استمرت كما أسلفنا حتى خروج قوات الجيش الإسرائيلي المحتل من جميع الأراضي اللبنانية في العام 1982م عندما أصر قائد الجيش الإسرائيلي آنذاك «أرييل شارون» على خروج جميع قوات منظمة التحرير الفلسطينية خارج لبنان بهدف إبعاد القوات الفلسطينية ومقاتليها عن الأراضي الفلسطينية المغتصبة وقد حدث ما أرادت وخططت له دولة الكيان الصهيوني في إسرائيل وتم الخروج تحت مراقبة القوات الأميركية والفرنسية وتم ترحيل تلك القوات أي القوات الفلسطينية في البوارج الأميركية والفرنسية بشكلٍ مؤقت إلى الجمهورية التونسية والجمهورية اليمنية، بعدها لم يتوقف حزب الله ومناصروه عن المقاومة حتى خروج جيش الاحتلال الصهيوني من الشريط الحدودي في جنوب لبنان وهذا حصل في 25 مايو/ أيار 2000، حيث احتفلت الجمهورية اللبنانية بجميع أقطاب الحكم فيها.

ونجح حزب الله أيضاً بُعيد التحرير بعملية تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي المحتل عبر الوسيط الألماني، وقد عمل ما سمي حينها باتفاق الهدنة بين الجانب الإسرائيلي وجانب حزب الله وكان يخول الحزب فيه استرجاع جميع أسراه بالطرق المسموحة حسب بنود ذلك الاتفاق، الى أن جاء العام 2006 عندما قام بعض أفراد الحزب بأسر عدد من الجنود الإسرائيليين ما حدا برئيس وزراء إسرائيل آنذاك إيهود أولمرت أن يأمر الجيش الإسرائيلي الغاصب بشن حرب شاملة على الجمهورية اللبنانية وقام الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً قواته الجوية بتدمير جميع البنى التحتية في الجمهورية اللبنانية مثل الجسور والمطار ومحطات البترول ومخازن الغلال ومحطات الكهرباء في الجمهورية اللبنانية.

في المقابل قام حزب الله بقصف صاروخي مُركّز طال معظم الأراضي المغتصبة في فلسطين المحتلة، وبعد أن وضعت تلك الحرب أوزارها بتدخل فاعل من الأمم المتحدة وصدر قرار مجلس الأمن المرقم (1559) القاضي بوقف الحرب وإرسال قوات أممية لتحرس المنطقة على الحدود بين دولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة والجمهورية اللبنانية، عاد الهدوء للمنطقة أي منطقة الشرق الأوسط، لكن هذا الهدوء يسمى في عالم السياسة اليوم بالهدوء الحذر أو الهدوء الذي يسبق العاصفة.

مازالت هناك العديد من الملفات العالقة بين إسرائيل والمنطقة من دون حل مثل ملف قضية فلسطين، حيث يقترح الغرب حل الدولتين أي دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة الحالية، وهذا خيار غير واقعي إذا ما ناقشناه على الأرض، حيث لا يوجد تواصل بين مناطق السكن الفلسطينية وكذلك الحال بين مناطق سكن المستوطنين الصهاينة، مثلاً لا يوجد بين قطاع غزة والضفة الغربية أي اتصال مباشر، حيث هناك ما يسمى بأراضي دولة الاحتلال، كما إن هناك العديد من الفصائل الفلسطينية الرافضة لهذا الاقتراح.

كذلك هناك ملف العودة حيث دولة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة والداعمون لها عربياً ودولياً تنادي بتوطينهم أين ما وجدوا وترتيب تعويضهم عن خسائرهم لمنازلهم في فلسطين المحتلة وهم (أي اللاجئون الفلسطينيون) يُقدّرون حالياً بـ «8 ملايين» مشتتون في جميع بقاع المعمورة وبعض الفصائل الفلسطينية ترفض هذا المقترح بشكلٍ نهائي.

كما يوجد ملف إيران النووي وملف عودة هضبة الجولان السورية المحتلة إلى سيادة الجمهورية العربية السورية.

كل هذه الملفات عالقة ما يجعل من الوضع في منطقة الشرق الأوسط برمته على كف عفريت، لذلك يعتقد بعض المراقبين أن الهدوء الموجود بالمنطقة ربما يعود إلى نوع من توازن الرعب بين حزب الله والداعمين له من جانب وبين الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة والداعمين لها من جانب آخر.

إقرأ أيضا لـ "أحمد سلمان النصوح "

العدد 2878 - الجمعة 23 يوليو 2010م الموافق 10 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً