في الأعوام الماضية أخذت الأنشطة الفنية المتمثلة في الصور واللوحات والمعارض بعدا تثقيفيا واسعا في تجسيد الحركة الحسينية وإعطائها نظرة تصورية وتخيلية لإيصالها إلى الأجيال الحاضرة، ولعل الفن من أكثر الأساليب التي تشد انتباه الزائر إلى هذه المعارض كونه لغة تحاكي الوجدان والأحاسيس الإنسانية قبل محاكمتها إلى الذهن.

العاصمة المنامة لها تاريخها الطويل في إحياء ذكرى عاشوراء، يتخذها المبدعون والفنانون مركزا مهما للعرض الفني بأسلوب راق، لإيصال الرسالة الحسينية إلى العالم أجمع.

المدير التنفيذي في مهرجان الإمام الحسين "ع" الفني الرابع رضوان الموسوي، تحدث عن بداية المهرجان بقوله: "بدأت الفكرة قبل سنوات من منطلق الإحساس بالحاجة إلى خلق وسائل لتطوير الشعائر الحسينية وإظهارها بشكل يحاكي المستوى الحضاري في العالم وتبيان عالمية ثورة الإمام الحسين والمبادئ التي ضحى من أجلها، وتم الاستقرار على فكرة إقامة لوحة جدارية ضخمة تبدأ من دعوة الرسول "ص" حتى نهضة الإمام الحسين ضد الظلم والجور". ويضيف الموسوي: "أقيم نوع من المناصرة لثورة الإمام الحسين بوحي عصري من خلال طبع اليد "الكف" باللون الأحمر على لوحة فنية تكون هذه الطبعات هي الإطار العام للوحة يوم عاشوراء، واستجاب الكثيرون للفكرة، وعلقت هذه اللوحة الرمزية التي تعبر عن مصرع الإمام الحسين "ع" فوق أحد جدران المرسم".

ويواصل قائلا: "في السنة الثانية أقيم المهرجان الثاني تحت عنوان "حوار الحضارات في نهضة الإمام الحسين"، ونفذت لوحة جدارية عن واقعة الطف، إضافة إلى عشر لوحات لكل يوم من أيام عاشوراء، كل منها حملت مبدأ من مبادئ تلك الثورة والمبادئ الإسلامية النبيلة".

المهرجان الثالث كان أكثر شمولية وتوسعا، إذ عرضت لوحات لمجموعة من صور مواكب العزاء والمآتم ومجالس التعزية، وشارك الكثير من الفنانين والمصورين بصور فوتوغرافية في قسم خاص تحت شعار "رؤى في عاشوراء". في المهرجان الأخير عرض فيلم قصير مدته اثنا عشر دقيقة بالتعاون مع المركز الفرنسي للتصوير تحت "عنوان منارات في ملحمة سيد الشهداء"، يحكي عن انطلاق الإمام الحسين من مكة حتى استشهاده في كربلاء، في مجموعة من اللقطات، بحيث يعاد كل نصف ساعة في جو سينمائي. أما مهرجان هذا العام فسيعرض فيه فيلم مدته خمس عشرة دقيقة، واللوحات والرسوم الجدارية والتشكيلية والخطية