العدد 931 - الخميس 24 مارس 2005م الموافق 13 صفر 1426هـ

تحييد الجمعيات في مشروع الشرق الأوسط الجديد

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

بات من نافلة القول إن الولايات المتحدة الأميركية لن تعدم جهدا للقيام بعملية اختراق لمسام المجتمعات التي تسعى إلى تسويق مشروعها فيها "مشروع الشرق الأوسط الجديد" ولن تجد خيرا من الجمعيات السياسية وما يرتبط بها من مؤسسات المجتمع المدني، للتمهيد وتمرير ذلك المشروع، إذ لن تكون وجهتها وزارة نفط، أو إعلام، أو وزارة بلديات وزراعة، ليس لعدم أهمية تلك الوزارات بل لأنها لا تملك يدا طولى، وتغلغلا يمكن تلمسه ضمن القاعدة العريضة على مستوى التعاطف والنفرة، فكان لابد من أن تكون الجمعيات السياسية هي المرشحة دائما وأبدا للبدء بعملية تجريب المشروع وجس نبض الشارع من خلاله، بحكم أن تلك الجمعيات تلتف حولها قاعدة عريضة من مختلف شرائح المجتمع.

وما لم تستطع أميركا ترويضه بتقنية الدمار والسطوة التي تملكها، تسعى اليوم إلى ترويضه بـ "تعمير الخزائن"، ولأن أكثر الجمعيات في العالم الثالث - ودولنا ليست خارج تلك الدائرة - هي في أحسن الأحوال تملك الخزائن ولكنها لا تملك المال الذي وجدت من أجله، صار من المجدي بالنسبة إلى أميركا أن تبدأ في منح تلك الخزائن عافية جديدة عن طريق تبني تمويل عدد من الأنشطة حينا وتمويل بعض الحملات الإنتخابية حينا آخر، عدا عما يتم خارج الأضواء وبعيدا عن أعين الفضوليين ممن يتصيدون أخطاء جمعية هنا، ونقابة هناك. وما ألمح إليه الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة الأسبوع الماضي لا يخرج عن تلك الدائرة بل هو في المركز منها، لوعيه وإدراكه الكبير لما سيتمخض عنه مثل عدم الممانعة التي تبديها بعض الجمعيات من تدخل لن يكون مستغربا أن يكون سافرا في الشهور أو السنوات المقبلة

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 931 - الخميس 24 مارس 2005م الموافق 13 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً