العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ

73% من المصابين بالاستسقاء الدماغي في البحرين هم من الأطفال

في دراسة أجرتها "العلوم العصبية" امتدت من 1993 حتى 2002:

أظهرت دراسة أجرتها دائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي امتدت بين عامي 1993 و2002 بهدف دراسة مدى شيوع الاستسقاء الدماغي في مملكة البحرين أن "69 من المصابين بالاستسقاء الدماغي خلال سنوات إجراء الدراسة هم من فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين صفر إلى خمس سنوات، ويعادل ذلك 73,04 في المئة من مجموع المصابين الذين شملتهم الدراسة".

وأجريت الدراسة على 94 حالة ممن راجعت مجمع السلمانية الطبي خلال تلك الفترة، ولم تشتمل على المصابين بالاستسقاء الدماغي الذين أجريت لهم عمليات في مستشفيات أخرى سواء داخل البحرين أو خارجها، وركزت الدراسة على المصابين بالاستسقاء الدماغي في الفئات العمرية من صفر وحتى 20 عاما فقط.

مرض شائع

يذكر رئيس دائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي استشاري جراحة الدماغ والأعصاب طه الدرازي:

- يعتبر الاستسقاء الدماغي من الأمراض الشائعة في البحرين، وتعد فئة الأطفال من أكثر الفئات العمرية عرضة للإصابة به.

وأتضح من خلال الدراسة أن عدد الإناث المصابات بالاستسقاء الدماغي بلغ 38 مصابة في مقابل 56 مصابا من الذكور.

177 عملية جراحية

ويكشف الدرازي أن "مجموع الـ 94 مصابا بالاستسقاء الدماغي الذين استقبلتهم دائرة العلوم العصبية خلال تلك الفترة أجريت لهم 177 عملية جراحية"، ويعزو السبب في ذلك إلى أن "بعضهم يحتاج إلى إجراء العملية لأكثر من مرة، على سبيل المثال إجراء عملية قسطرة بسبب انسداد في الممرات التي يجري فيها السائل الدماغي الشوكي، قد يتطلب إجراء العملية أكثر من مرة".

ويستعرض رئيس دائرة العلوم العصبية بمجمع السلمانية الطبي أنواع العمليات التي أجريت للمرضى خلال سنوات إجراء الدراسة، أجريت 173 عملية زرع قسطرة إلى 91 مريضا، مريض واحد لديه كيس في مؤخرة الرأس وأجريت له عملية واحدة لزرع قسطرة، ومريض واحد أجريت له عملية زرع قسطرة من الظهر إلى البطن ومريض واحد أجريت له عمليتان لزرع قسطرتين من الجهتين بسبب تجمع سائل فوق الدماغ من كلا الجهتين، وبذلك يكون مجموع العمليات التي أجريت للمرضى 177 عملية".

وأوصت الدراسة على "ضرورة الوعي بوجود مشكلة، كما أكدت على أهمية عدم ترك الطفل ليكبر حجم رأسه ليصل إلى حجم يصعب التعامل معه".

ما الاستسقاء الدماغي؟

ولكن ما الاستسقاء الدماغي، وما أسباب حدوثه وأعراضه وكيفية التعامل معه؟

يجيب الدرازي "الاستسقاء الدماغي هو عبارة عن تجمع غير طبيعي للسائل الدماغي الشوكي في بطينات الدماغ، إذ يفرز دماغ الإنسان وتحديدا بطينات الدماغ نحو 500 ملليلتر من السائل الدماغي الشوكي بشكل يومي، ويتم امتصاص نصف هذه الكمية بواسطة وريد يوجد في منتصف الجمجمة بين نصفي الدماغ "الأيمن والأيسر"، ويبقى النصف الآخر من هذه الكمية في بطينات الدماغ وتحت العنكبوتية في الدماغ، وكذلك في الحبل الشوكي، ولو حدث أن هذا السائل تم افرازه بكميات كبيرة أكثر من طاقة الدماغ على امتصاصه فإنه يتجمع في بطينات الدماغ، ويؤدي إلى حدوث ما يعرف بالاستسقاء الدماغي.

ويضيف "يفرز السائل الدماغي الشوكي كميات كبيرة بسبب حدوث ورم في بطينات الدماغ، إذ يفرز الورم كمية كبيرة من السائل فيزداد حجمه ويبقى في البطينات، ولا يمتلك الدماغ الطاقة على الامتصاص الكافي لهذه الكمية، وقد يفرز السائل الشوكي بكمية طبيعية، ولكن لا يتم امتصاصه نهائيا بسبب قلة نشاط الأوردة المخصصة لامتصاص هذا النوع من السائل، وبالتالي يحدث الاستسقاء الدماغي".

ويشير الدرازي "قد يحصل الاستسقاء الدماغي لسبب آخر وهو انسداد الممرات التي يجري فيها السائل الدماغي الشوكي. ويحدث الانسداد لعدة أسباب، وجود تشوه خلقي في الممرات، حدوث نزيف، بسبب إصابة في الرأس ناجمة عن حادث أو نزيف تلقائي، التهاب السحائي وخصوصا عند الأطفال، حدوث أورام دماغية قد تتسبب في حدوث انسداد في الممرات، أكياس تكون موجودة منذ ولادة الإنسان تكون بمثابة عامل يؤدي إلى انسداد الممرات بالإضافة ذلك يمكن أن يحدث انسداد في الممرات بسبب تشوه في تكوين الدماغ".

الأعراض والعلامات

تختلف أعراض وعلامات الاستسقاء الدماغي باختلاف المراحل العمرية للإنسان، إذ يقول رئيس دائرة العلوم العصبية: "تتمثل أعراض الاستسقاء الدماغي عند الأطفال حديثي الولادة في كبر حجم الجمجمة منذ الولادة، والحجم الطبيعي للجمجمة هو بين 33 إلى 35 سنتيمترا، فيما يكون حجمها عند بعض الأطفال بين 38 إلى 40 سنتيمترا، وقد لا تظهر على الأطفال أعراض أخرى غير ازدياد حجم الجمجمة، لكون الجمجمة مطاطية "قابلة للتوسع" وأحيانا تظهر على الطفل أعراض أخرى تتمثل في ارتخاء الأطراف، ضعف في عضلات العينين، عدم الرغبة في الرضاعة مع التقيؤ بسبب الضغط الحاصل داخل الدماغ، وإذا ترك الأطفال من دون مراجعة الطبيب قد يحصل لهم تلف في الخلايا الدماغية مع حدوث تخلف عقلي وازدياد الارتخاء في الجسم، كما أن محيط الجمجمة يزداد مع الوقت، بعض الأطفال يصلون إلى المستشفى في مرحلة متأخرة، ويكون حجم الجمجمة كبيرا، والضغوطات أخذت مأخذها، فتنتج عن ذلك انعكاسات سلبية على حياة الطفل مثل تأخر في المشي أو في المهارات التي من المفترض أن يقوم بها الأطفال الذين هم في سن مماثلة".

ويذكر الدرازي: أن كثيرا من الأطفال الخدج يولدون ولديهم نزيف في الدماغ يؤدي إلى حدوث استسقاء دماغي، ويفضل الأطباء في مثل هذه الحال التدخل المبكر حتى يمكن منع التلف للخلايا الدماغية ويتم المحافظة على حجم الجمجمة في المعدل الطبيعي.

وينصح الدرازي الوالدين بضرورة مراجعة الطبيب المختص مباشرة عند ملاحظتهم ازدياد غير طبيعي في حجم جمجمة طفلهم، وعن كيفية معرفة الوالدين بوجود ازدياد في حجم الجمجمة، يقول: "يزود الوالدين بورقة تتضمن وزن الطفل وطوله ومحيط رأسه، ويتم تعليمهما كيفية قياس محيط الجمجمة، ومن خلال ذلك يمكن التعرف إذا ما كان حجم الجمجمة طبيعيا أو أقل أو أكثر، ويتم عمل ذلك بشكل أسبوعي أو شهري بحسب ما ينصح به الطبيب المختص".

أما بالنسبة لأعراض الاستسقاء الدماغي عند البالغين، يوضح: أحيانا يلجأ بعض البالغين إلى الأطباء لسبب آخر، على سبيل المثال آلام في الرأس، إصابة في الرأس أو غيرها، فعندما يجري الطبيب الفحص الإشعاعي يكتشف وجود استسقاء دماغي خلقي، وفي مثل هذه الحالات ينصح الأطباء بإجراء العملية للتخلص من الضغوطات داخل الدماغ، أما في حال المرضى الذين يعانون من استسقاء دماغي بسبب تعرضهم لحادث يكون علاجهم من خلال إزالة النزيف ويختفي الاستسقاء تلقائيا". أما المرضى الذين يعانون من الاستسقاء الدماغي بسبب إصابتهم بورم في الدماغ فيكون علاجهم عن طريق إزالة الورم، وأحيانا توضع قسطرة تعمد إلى تحويل السائل الدماغي الشوكي إلى التجويف البطني، أما إذا حدث الاستسقاء بسبب وجود أكياس في الدماغ، فيكون العلاج عن طريق معالجة الكيس أو الإزالة وعمل فتحة به ليصب الماء في البطينات.

أنواع العلاج

وبالسؤال عن أنواع العلاج الموجود لمرضى الاستسقاء الدماغي، يجيب الدرازي "توجد ثلاثة أنواع رئيسية للعلاج، أولها وضع قسطرة تحول السائل الدماغي الشوكي إلى التجويف البطني، وكثيرا ما يسأل المرضى عن مضاعفات عملية زرع القسطرة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن ننفي وجود مضاعفات لذلك، فمن المضاعفات حدوث نزيف في الدماغ، التهاب أو انسداد القسطرة، بالإضافة إلى ذلك حدوث صرع، وقد تصل نسبة حدوث هذه المضاعفات إلى 5 في المئة".

ويمضي في حديثه "النوع الثاني من العلاج هو استخدام المنظار لعمل فتحة في التجويف أو البطين الثالث حتى يصب السائل في منطقة تحت العنكبوتية، ولا يكون هناك حاجة للجوء إلى الأنبوب، ولا توجد أية مضاعفات من إجراء هذه العملية فيما عدا إمكان حدوث نزيف، أما النوع الثالث من العلاج، فهو استخدام قسطرة مؤقتة لتصريف السائل الدماغي الشوكي إلى خارج الرأس".

وإذ حدث التهاب في القسطرة يعمد الطبيب إلى إزالتها بشكل كامل، وفي حال حدوث انسداد يزيل الطبيب الجزء المسدود من القسطرة، ويعوض عنه بجزء آخر مفتوح.

أعراض انسداد القسطرة

وعن كيفية التعرف على وجود انسداد في القسطرة، يوضح استشاري جراحة الدماغ والأعصاب "بعد إجراء العملية يعطى المريض قائمة من التعليمات، فإذا كان طفلا ولا يستطيع التعبير عن نفسه، يمكن الملاحظة من خلال الأعراض التي تظهر عليه، منها زيادة في محيط الرأس، التقيؤ، عدم الرغبة في الرضاعة، التوتر الدائم، البكاء غير المعروف السبب وانتفاخ اليافوخ. أما بالنسبة للبالغين فقد ترتفع درجة حرارة الجسم، الشعور بآلام شديدة في الرأس، التقيؤ، زغللة في النظر، وبعضهم قد يشعر بميل كبير إلى النوم، وإذا كان حدوث الانسداد بشكل مفاجئ يودي ذلك إلى الإصابة بغيبوبة".

ويؤكد على ضرورة مراجعة الطبيب لعرض المشكلة عليه، ويجب على المريض إخبار الطبيب عن العملية التي أجريت له في الرأس حتى يسهل ذلك من مهمته. أما عن الإجراءات التي يقوم بها الطبيب فيقول: "يبدأ الطبيب بالسؤال عن قصة المرض وأعراضه وبدايته، ويتم بعدها الفحص السريري، قياس حجم الرأس، التأكد من عدم إصابته بجفاف، وتجرى له بعد ذلك أشعة مقطعية للتأكد من عدم وجود انسداد، وإذا كانت القسطرة ملتهبة يتم إزالتها وتستبدل بأخرى، وتوضع أنبوبة لتصريف السائل إلى خارج الرأس للسيطرة على الالتهاب".

ويؤكد الدرازي على ان: "عمليات الاستسقاء الدماغي لها مضاعفات إلا أن لها إيجابيات كذلك، تتمثل أهمها في حماية الدماغ من التلف، وهناك آلاف الأشخاص في العالم أصيبوا بالاستسقاء الدماغي وأجريت لهم عملية قسطرة أو منظار ويعيشون بشكل طبيعي بمستوى لا يقل عن الآخرين من هم في مثل عمرهم"

العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:19 م

      ابني عمره 17شهر لديه استسقاء دماغي عمل عملية انبوب الصرف في بطنه ولاكن لم يعد بطنة يمتص الماء اخبروني الاطباء ان يقومو بوضعها غي العرق وانا جد خايفة من نتيجة فهل تصلح ارجوكم ا خبروني

    • زائر 5 | 2:01 ص

      لو بنتى عملة شنط من الوﻻدة وعندها3 سنواات ينفع المنظار

    • زائر 3 | 1:09 م

      طفلي مصاب

      هل من الممكن الاستغناء عن التحويلة اذا كان السبب الذي ادى الى الاستسقاء هو النزيف والالتهاب السحائي معا

    • زائر 4 زائر 3 | 7:22 م

      هل يمكن عمليه التنظير بعهد النزف

    • زائر 1 | 6:27 م

      سائل في مخيخ الجنين

      زيادة سائل فوق مخيخ الجنين

اقرأ ايضاً