يتوجه الرئيس الصيني هو جين تاو إلى مانيلا الأسبوع المقبل في أول زيارة رسمية يقوم بها للفلبين حاملا معه "عدة هدايا" في إطار جهود الصين المتصاعدة للتقرب من جيرانها في جنوب شرق آسيا وموازنة النفوذ الأميركي في المنطقة.
وقال مسئولون في الفلبين إن من المنتظر أن يوقع الوفد الصيني خلال الزيارة اتفاقات لضخ استثمارات تزيد قيمتها على 1,5 مليار دولار غالبيتها في قطاع المناجم الفلبيني الذي تتطلع بكين إلى الاستفادة منه في دعم اقتصادها المزدهر الذي يحتاج إلى مصادر طبيعية كثيرة.
وكانت الفلبين قالت يوم الأربعاء ان الرئيس الصيني سيحضر حفل توقيع أضخم استثمار صيني في البلاد بعدما اتفقت مجموعة باوستيل وشركة جينشوان نانفيروس ميتالز كورب على إنفاق مليار دولار لإحياء منشأة للنيكل في جنوب الفلبين.
وقال المبعوث الفلبيني الخاص في الصين خوسيه انطونيو: "ستكون هذه أول موجة من الاستثمارات الصينية في البلاد".
وتزايدت بسرعة في الأعوام الأخيرة وتيرة العلاقات التجارية والاستثمارية بين الصين والفلبين ودول أخرى في جنوب شرق آسيا. وهي حاليا رابع أكبر شريك تجاري للفلبين بعدما كانت تحتل المركز الثاني عشر العام .2001
وتزايدت أيضا الاستثمارات الأجنبية الصينية المباشرة في جنوب شرق آسيا مع سعي بكين لتأمين مصادر طبيعية وتعزيز صورتها الدبلوماسية في منطقة تعتبر منذ فترة طويلة ساحة نفوذ للولايات المتحدة واليابان.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الفلبين بنيتو ليم: "تستخدم الصين قوتها الاقتصادية للحصول على دعم دبلوماسي من جيرانها الآسيويين ويبدو أن حملتها تتقدم"
وكانت المحكمة العليا في مانيلا فتحت الباب أمام الاستثمارات الأجنبية في ديسمبر/كانون الأول الماضي بحكم يسمح للشركات الأجنبية بتملك مئة في المئة في مشروعات التنجيم الفلبينية.
وعلى رغم أنها واحدة من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة فقد تحركت الفلبين أيضا نحو تعزيز علاقاتها الأمنية والعسكرية مع الصين.
ووافقت بكين على تقديم مساعدات عسكرية إلى الفلبين بقيمة 1,2 مليون دولار عندما زار وزير الدفاع الفلبيني الصين العام الماضي. وقالت الدولتان إنهما ستزيدان تبادل الزيارات العسكرية بينهما.
وكانت رئيسة الفلبين غلوريا ماكاباجال ارويو أثارت دهشة كثيرين العام الماضي عندما جعلت الصين محطتها الأولى في أول جولة خارجية بعد فوزها بفترة رئاسية جديدة في مايو/ أيار الماضي.
وقال ليم: "إن على ارويو ان تتحرك بحذر وهي تعزز علاقاتها الاقتصادية مع الصين لتفادي إغضاب الولايات المتحدة والحرس القديم في الجيش الفلبيني".
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين مانيلا وبكين بدأت العام 1975 لكن العلاقات العسكرية لم تنطلق إلا بعد عشرين عاما
العدد 960 - الجمعة 22 أبريل 2005م الموافق 13 ربيع الاول 1426هـ