أشارت تقارير مصرفية إلى أن السوق المالية اللبنانية شهدت منذ مطلع الأسبوع الجاري تحولا في الوضع النقدي، إذ تم لأول مرة منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط الماضي عرض الدولار في السوق المالية بعد أن فقد مصرف لبنان أكثر من 2000 مليون دولار من احتياطيه بسبب التحول من العملة الوطنية إلى العملات الأجنبية.
وقال مصدر مصرفي رفيع المستوى في تصريحات صحافية "لقد مرت إلى حد كبير المرحلة الصعبة التي أعقبت اغتيال الحريري، إذ وصلت نسبة الدولرة في الودائع المصرفية إلى 82 في المئة من مجمل الودائع بسبب تحويل الودائع إلى الدولار الذي تم الطلب عليه بشدة". وأردف يقول إن ما حصل حديثا من تهدئة الأجواء السياسية واختيار حكومة برئاسة نجيب ميقاتي أدى إلى بداية تحول في السوق النقدية من طلب للدولار إلى عرض له في السوق المالية لأول مرة منذ اغتيال الحريري "وهذا مؤشر جديد" إلى جانب المؤشر المهم وهو أنه طيلة الأزمة التي أعقبت اغتيال الحريري لم يجر تحويل كميات ضخمة من العملات الأجنبية إلى الخارج "وهذا ما كان يقلق السلطات النقدية لو تم مثل هذا التحويل".
وقدرت مصادر مالية أن مصرف لبنان المركزي اشترى خلال الأسبوع الجاري نحو 300 مليون دولار.
وأبلغ الخبير الاقتصادي الصحافة أن سلسلة "صدمات إيجابية" حصلت في لبنان حديثا وليس تأليف حكومة ميقاتي فقط أدت إلى انعكاسات إيجابية على الوضع الاقتصادي والنقدي في لبنان بعد "الصدمة السلبية" التي نتجت عن اغتيال الحريري.
وقال إن أولى الصدمات الإيجابية كانت انسحاب الجيش السوري ومخابراته من لبنان وضمن تاريخ محدد ينتهي مع نهاية ابريل/ نيسان الجاري.
أما ثاني "الصدمات الإيجابية" فكانت - كما قال الخبير - التوافق الفرنسي - السعودي - السوري على تسهيل مهمة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة مع لفت النظر إلى "حنين فرنسي باستعادة نفوذ فرنسا السياسي في لبنان وسورية".
كما كانت الصدمة الإيجابية الثالثة بالإيحاء إلى قادة الأجهزة الأمنية بوضع أنفسهم بتصرف رئيس الحكومة إلى حين انتهاء لجنة التحقيق الدولية بقضية اغتيال الحريري. كما إن إجراء الانتخابات النيابية كما يعلن في مواعيدها الدستورية يعتبر أيضا من "الصدمات الإيجابية" على الوضع النقدي والاقتصادي اللبناني. وقال الخبير إن كل هذه "الصدمات أدت إلى إعادة الوضع على ما كان عليه" وأدت أيضا إلى بدء عرض الدولار لأن النفوس أصبحت أكثر اطمئنانا من أن البلد ليس في مهب الريح". وأردف قائلا إن من المؤشرات الايجابية الإقبال على السندات بالعملات الأجنبية التي أصدرها مصرف لبنان هذا الأسبوع والبالغة قيمتها 2000 مليون دولار. وأشار إلى أن قيمة السند الواحد كانت عند إصداره نحو 96 دولارا والآن يتداول به بنحو 100 دولار" وهذا يؤكد انعكاس سلسلة الصدمات الإيجابية على الوضع النقدي والاقتصادي"
العدد 960 - الجمعة 22 أبريل 2005م الموافق 13 ربيع الاول 1426هـ