واصلت الصحف الأميركية رصد الحال العراقية ما بعد الاحتلال، وأشادت بنجاح رئيس الوزراء العراقي الجديد إبراهيم الجعفري في إتمام عملية تشكيل الحكومة من خلال تعيين خمسة أعضاء في المناصب الشاغرة على رغم استمرار الهجمات الانتحارية التي مازالت تشغل الإعلام الأميركي.
وهناك تقرير يفيد أن عدد المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال الأميركي يزداد باطراد، وخصوصا بعد الانتخابات العراقية في ديسمبر/ كانون الثاني الماضي. لكن هناك أيضا نصيحة إسرائيلية إلى أميركا بالإبقاء على وجود عسكري طويل الأمد في المنطقة، إذا ما أرادت جني المكاسب من سياساتها في المنطقة. فيما تناولت صحف أخرى سياسة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الذي يرى أن التاريخ سيسجل له - على رغم أخطائه في العراق وفضيحة سجن أبوغريب - إنجازات عسكرية واستراتيجية للأمة الأميركية.
"واشنطن بوست"
أشار براندلي غراهام في "واشنطن بوست" إلى أن عدد السجناء في مراكز الاعتقال الأميركية في العراق ارتفع بشكل كبير منذ الخريف الماضي بشكل تخطى قدرة هذه المراكز على الاستيعاب، ما سيضطر القادة العسكريين الأميركيين إلى توسيع المعتقلات. وكشف غراهام، أن عدد السجناء في المعتقلات الأميركية في العراق تخطى الـ 11350 معتقلا الأسبوع الماضي، مسجلا ارتفاعا نسبته 20 في المئة منذ انتخابات الجمعية الوطنية.
وأشار إلى أن القادة الأميركيين وضعوا خططا طارئة لتوسيع المعتقلات الثلاثة الموجودة اليوم في العراق وافتتاح مركز اعتقال رابع تبلغ كلفته 50 مليون دولار، وخصوصا أنه من المتوقع - بحسب الكاتب - أن يتواصل ارتفاع عدد السجناء في هذه المعتقلات. وأوضح غراهام، أن هذا التغيير حصل نتيجة الارتفاع الكبير في عدد الهجمات "الانتحارية" وغيرها من التطورات.
"هآرتس"
من جهة أخرى، أجرت "هآرتس" حديثا مع المدير السابق لجهاز "الموساد" الإسرائيلي أفراييم هاليفي، الذي توقع أن تبقى القوات الأميركية في العراق فترة أطول مما يعتقد الشعب الأميركي، وأن تعثر هذه القوات على أسلحة دمار شامل في العراق. كما رجح هاليفي ألا يصمد النظام الإيراني "الثيوقراطي" طويلا، في حين عبر عن تفاؤله بإمكان نجاح الفلسطينيين في إقامة دولة ديمقراطية. وأشارت "هآرتس" إلى أن هاليفي اعتبر أنه كي تكون أميركا قادرة على جني المكاسب من سياساتها في المنطقة سيكون ضروريا أن يحافظ الرؤساء الأميركيون المقبلون على وجود عسكري طويل الأمد في المنطقة.
"نيويورك تايمز"
ونشرت "نيويورك تايمز" تقييما لسياسات وزير الدفاع الأميركي وطموحاته، مستندة إلى حديث أجرته معه أخيرا. فأشارت إلى أنه خلال الحديث حرص رامسفيلد على التلميح إلى أنه سيبقى في وزارة الدفاع طيلة ولاية الرئيس جورج بوش الثانية. وكتبت أن هدفه هذا العام هو إعادة تعريف الاستراتيجية الأمنية القومية الأميركية، مع التركيز في الوقت نفسه على التطورات النووية في كوريا الشمالية وإيران، فضلا عن إبقاء العراق وأفغانستان تحت المجهر وإقفال قواعد عسكرية في أميركا على رغم استمرار الحرب في العراق، فضلا عن وضع موازنة عسكرية ثابتة لا تعتمد على الإنفاق الطارئ.
وأضافت الصحيفة أن رامسفيلد يطمح إلى تقليص حجم الجيش الأميركي وتحديثه، غير أنها أكدت أن مهمة بناء قوات الأمن العراقية ومواجهة "التمرد" في العراق يقفان في وجه طموحاته. وكشفت أن الوزير الأميركي سيعلن لائحة بالقواعد العسكرية التي سيتم إغلاقها في واشنطن، متوقعة أن يثير ذلك معارضة شديدة في البلاد. وتوقعت "نيويورك تايمز" أن يعقد أبرز المسئولين في "البنتاغون" اجتماعات في منتصف الصيف لوضع استراتيجية عسكرية شاملة للسنوات الأربع المقبلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن رامسفيلد شبه، خلال المقابلة، وزارة الدفاع التي ورثها عن أسلافه بـ "عربات غير متصلة"، قائلا: إن الموازنة لم تكن تنسجم مع حجم السلاح ونوعه الذي لم يكن ينسجم بدوره مع الاستراتيجية العسكرية، غير انه أكد أن الوزارة اليوم تضم شخصيات تعرف بعضها جيدا وتربطها علاقات تفاهم وتعاون وتنسيق. وردا على سؤال بشأن الانتقادات التي وجهت إليه على خلفية إصراره على غزو العراق بعدد غير كاف من القوات وبسبب فضيحة أبوغريب، أكد رامسفيلد أن التاريخ يكتب بالنظر إلى سلسلة الإنجازات التي يحققها المرء، لافتا إلى أن التاريخ سيسجل له، على رغم أخطائه في العراق وفضيحة سجن أبوغريب، إنجازات عسكرية واستراتيجية للأمة الأميركية أسس لها قرار غزو العراق
العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ