أمر وزير الدفاع العراقي الجديد سعدون الدليمي أمس الجيش بوقف عمليات المداهمة للمساجد والحسينيات والكنائس، مؤكدا أن "هذه الأفعال تناقض مبادئ ديننا الحنيف وقيمنا الحضارية".
ونقل بيان صادر عن وزارة الدفاع عن مصدر مخول قوله إن "وزير الدفاع أصدر أوامره بعدم مداهمة المساجد والحسينيات والكنائس وباقي دور العبادة من قبل قوات الجيش". وأضاف أن هذه الأوامر صدرت بعدما "لوحظت في الآونة الأخيرة عمليات مداهمة للمساجد والحسينيات واعتقال أئمتها وترويع المصلين".
وأوضح المصدر أن هذه الأفعال "تتناقض مع مبادئ ديننا الحنيف وقيمنا الحضارية والمبادئ الإنسانية التي يراد على أساسها بناء العراق الديمقراطي الجديد".
وكان رئيس ديوان الوقف السني عدنان الدليمي دعا الأربعاء الحكومة إلى منع مداهمة المساجد من قبل عناصر الحرس الوطني والشرطة، معتبرا أنها "تزيد الحال الأمنية اضطرابا". وقال الدليمي في بيان "ندعو الحكومة والقائمين على الأجهزة الأمنية أن يتدخلوا لمنع وقوع المداهمات مستقبلا لان ذلك لا يؤدي إلا إلى الاضطرابات والفتنة".
وأكد الدليمي في وقت سابق أن جثثا عثر عليها أمس الأول في بغداد تعود لأهل السنة، داعيا الحكومة إلى تسليط الضوء على ظروف وملابسات هذه الجرائم. وقال في مؤتمر صحافي "في اليومين الأخيرين ألقيت جثث لأناس كانوا معتقلين من بيوتهم أو من المساجد من أبناء السنة ولاسيما في منطقة الشعب وحي أور وفي منطقة جكوك".
وناشد الدليمي رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري بأن "يقف وقفة شريفة وشجاعة أمام هؤلاء الذين يريدون أن يثيروا الفتنة في البلاد". واتهم ضمنا قوات الأمن بالوقوف وراء هذه الأعمال. وقال إن "ما تقوم به قوات الشرطة والحرس الوطني ولواء الذئب أصبح معلوما للجميع".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الداخلية العثور على 14 جثة مجهولة الهوية. وقال المتحدث العقيد عدنان عبدالرحمن "إن هذه الجثث تم العثور عليها بواقع 8 جثث في حي الشعب و6 في حي كسرة وعطش المجاور". ولم يعط المسئول مزيدا من التفاصيل لكنه اكتفى بالقول "إنهم مجهولو الهوية".
وجرت في حي الشعب أمس مراسم تشييع لعدد من هذه الجثث وسط جموع غاضبة تطالب بالقصاص من المنفذين لهذه العمليات الإجرامية.
وكان مسئول في هيئة علماء المسلمين أعلن أن قوات تابعة لوزارة الداخلية اغتالت 14 من أبناء السنة في حي الشعب بعد أن اعتقلتهم من مساجد متفرقة. وأضاف "لقد تم العثور مع الجثث على اثنين آخرين في الرمق الأخير ونقلا إلى مستشفى عدنان في مجمع مدينة الطب وسط بغداد".
وفي غضون ذلك، أفادت مصادر في وزارة الداخلية ومصادر طبية وأمنية أن 12 عراقيا قتلوا بينهم أربعة جنود وأصيب ثمانية آخرين بجروح في هجمات متفرقة في بغداد وبعقوبة. وقال المصدر إن "عراقيين قتلا وأصيب أربعة آخرون بجروح بينهم اثنان من عناصر الحرس الوطني في انفجار عبوة ناسفة في منطقة السيدية لدى مرور قافلة للحرس الوطني".
وتابع المصدر أن "مسلحين قتلا في عملية مداهمة شنتها قوات من الجيش والشرطة في منطقة السيدية نفسها". من جهة أخرى، أكد المصدر "مقتل أربعة مسلحين حاولوا اعتراض موكب عميد في الجيش في منطقة السيدية جنوب بغداد".
وقال إن "حرس العميد ردوا على المهاجمين وقتلوا أربعة منهم بينما لاذ الباقون بالفرار " ..." وتمت مصادرة سيارتهم وكميات من الأسلحة كانت في داخلها". ولم يوضح المصدر اسم العميد أو المكان الذي يعمل فيه.
وفي بعقوبة، أعلن مصدر أمني أن أربعة جنود قتلوا وجرح أربعة آخرون في هجومين منفصلين. وقال نقيب في الجيش إن "أربعة قذائف هاون سقطت على مقر للجيش في منطقة خان بني سعد ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود بجروح".
وأضاف انه "في أعقاب ذلك تم إرسال دورية للجيش للتحري عن الجهة التي تطلق القذائف على المقر". وتابع المصدر أن "أناسا دلونا على جماعة تطلق القذائف قرب سيارتهم. وأثناء توجه الدورية إلى تلك الجماعة انفجرت عبوة ناسفة ما أدى إلى مقتل أربعة جنود وجرح جندي آخر".
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن اثنين من طلبة كلية الهندسة قتلا وجرح 11 آخرون اثر سقوط قذيفة صاروخية على مبنى الكلية في الباب المعظم وسط بغداد. كما قال مصدر في الجيش إن صحافيين عراقيين يعملان لتلفزيون كويتي عثر عليهما مقتولين مع سائقهما جنوبي بغداد.
وأفادت الحكومة العراقية في بيان أن قوات الأمن ألقت القبض حديثا على اكبر متخصص في تفخيخ السيارات في منطقة الموصل.
إلى ذلك، بدأ الجيش الأميركي مراجعة أمن القواعد في أعقاب الهجوم على معسكر في الموصل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وتتضمن الإجراءات حظر إدخال حقائب الظهر أو حمل أشياء كبيرة إلى قاعات الطعام
العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ