العدد 2903 - الثلثاء 17 أغسطس 2010م الموافق 07 رمضان 1431هـ

«شقة الحرية»... رفقاء القصيبي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

خطف الموت غازي القصيبي لكن أعماله تبقى عالقة في ذاكرتنا البحرينية ولاسيما في روايته التي مُنعت لفترة من التداول في العام 1994 التي روت من واقع تجربة القصيبي عن مجموعة شبان، أصحاب التوجهات والأفكار المختلفة يسكنون معاً في القاهرة أثناء دراستهم الجامعية في فترة ساخنة من التاريخ العربي الحديث من 1948 إلى 1967 حيث كانت حركات التحرر والاستقلال في أوجها.

«شقة الحرية» التي قرأتها بشغف عندما كنت طالبة في مقاعد الدراسة الجامعية ببريطانيا إبان حقبة التسعينيات من القرن الماضي هي إحدى الروايات التي تركت أثراً في نفسي؛ كونها تحدثت عن أناس قد نعايشهم أو نلتقيهم في حياتنا اليومية وهي قريبة من التجارب والمراحل التي مر بها أهل البحرين؛ لأن القصيبي السعودي كان ابن البحرين أيضاً.

لقد فصّلت روايته حالة التيارات الفكرية لدى الشباب العرب في تلك الفترة المتميزة بمناخ سياسي وثقافي وفني، يحاول فيه بطل الرواية كتابة القصة والانتماء إلى أهل الأدب فتنطلق مشاهداته من صالون العقاد إلى جلسة مع نجيب محفوظ مروراً بأنيس منصور.

وبالنظر إلى ما كتبه القصيبي في زمن قلّما تحدث عن الماديات مقارنة بالزمن الذي نعيشه اليوم فإن هذه «الشقة» قد فتحت باباً عن الحديث حول جوهر الاختلاف وصولاً إلى أهمية الحوار مع الطرف الآخر.

هناك من اعتبر هذه الرواية سيرة ذاتية للقصيبي بسبب تقاطع أحداثها مع جزء من حياته أيام كان طالباً وآخرون انحرجوا منها ولم يحبوها وآخرون وجدوا فيها انطلاقة متميزة وجديدة في كتابة الرواية العربية من منطقة الخليج وتجاوز الممنوعات المتعارف عليها في الكتابة.

ورغم أن هذه الرواية تحولت إلى عمل درامي لم يكن موفقاً إلا أننا نأمل أن نراها تعاد بصورة أفضل، تلامس الواقع الذي كان يتحدث عنه كاتبها، في رمضان المقبل.

لقد كتب القصيبي من بعد هذه الرواية ست روايات، غير أن « شقة الحرية» تبقى رواية شاهدة على فترة وتجربة لا يمكن شطبها من صفحات التاريخ العربي لاسيما بالنسبة إلى تجارب أبناء الخليج، فتحدثت بصراحة وقالت ما كان يجب أن يُقال؛ لأنها كانت «شقة» لكل رفيق عايش القصيبي.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2903 - الثلثاء 17 أغسطس 2010م الموافق 07 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً