تنصب التكهنات التي تدور منذ عدة أشهر بشأن من سيخلف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل على أصغر أبنائه. وينظر إلى كيم جونغ أون (27 عاماً) منذ زمن طويل على أنه الأوفر حظاً لخلافة والده، ولكن لا تعرف عنه معلومات كثيرة.
ويحظر في كوريا الشمالية مناقشة العلاقات الأسرية لكيم جونغ إيل. ولا توجد صور فوتوغرافية كثيرة لكيم الصغير، وأشير إليه للمرة الأولى في وسائل الإعلام الرسمية أمس (الثلثاء) عندما تم الإعلان بأن والده نصبه جنرالاً. لكن كينجي فوجيموري الطاهي السابق لكيم جونغ إيل كتب في أحد الكتب إن ثالث أبنائه الثلاثة يشبه والده كثيراً بدءاً من قسمات الوجه حتى الشخصية. وقالت صحيفة «ذا كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية إنه من المفترض أن لديه إحساس سابق بالسلطة والسيطرة. وتردد أنه يعاني مثل والده من مرض السكري. وبدا أيضاً أمس أنه جرى تنصيبه ولياً للعهد في الدولة الستالينية الفقيرة مثلما حدث مع والده من قبله. ويمثل الإعلان بأنه أصبح جنرالاً مؤشراً آخر على أنه يمكن أن يعين قريباً خليفة لوالده. وحدث ذلك قبيل أكبر اجتماع يعقد منذ 30 عاماً لحزب العمال الكوري وهو الحزب الشيوعي الحاكم لكوريا الشمالية الذي بدأ أمس في بيونغ يانغ. وخلال الاجتماع السابق في العام 1980 جرى تنصيب كيم جونغ إيل كوريث سياسي لوالده ليتولى المنصب في نهاية المطاف في العام 1994 عندما توفي كيم إيل سونغ. وبينما كانت هناك توقعات بشأن صعود كيم جونغ أون للسلطة منذ أشهر من قبل محللين سياسيين، إلا أن أمس (الثلثاء) شهد أول معلومات ملموسة بأنه تولى منصب الأمين العام لحزب العمال الكوري في البلاد. وكان كيم جونغ أون قد برز العام الماضي كخليفة محتمل لوالده. ومنذ ذلك الحين تسربت معلومات من البلاد بأن مسئولين تلقوا أوامر بتقديم الولاء له وكتبت أناشيد دعائية وأبيات شعر بشأنه واعتبر عيد ميلاده عطلة رسمية. يذكر أن كيم جونغ أون ولد العام 1983 أو 1984. وكانت والدته كو يونغ هي راقصة وثالث زوجات كيم جونغ إيل وتوفيت قبل ست سنوات جراء إصابتها بسرطان الثدي طبقاً لتقارير إعلامية. وتردد أن ابنها تلقى تعليماً تحت اسم مزيف في مدرسة دولية في مدينة بيرن بسويسرا حتى العام 1998. وكانت مجلة «لو ايبدو» السويسرية الأسبوعية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن كيم جونغ أون ترك المدرسة في عمر 15 عاماً من دون استكمال شهادته. وأضافت المجلة أن رفاقه وصفوه بأنه خجول ومنطو وأنه يحب التزلج وكرة السلة. وتابعت أنه يعجب بنجم كرة السلة الأميركي، مايكل جوردان ونجم أفلام الحركة جون-كلود فان دام. ولم يظهر كيم جونغ أون قبل يوم أمس على الساحة السياسية لكن تصاعدت المؤشرات منذ العام الماضي على إنه ثالث شخص في عائلة كيم الحاكمة يتولي مقاليد السلطة في كوريا الشمالية. وكانت تقارير قد ذكرت الاثنين الماضي أنه جرى انتخاب كيم جونغ أون كمندوب للمؤتمر الحزبي هذا الأسبوع من قبل الجيش الكوري الشمالي في خطوة ينظر إليها على أنها وسيلة للحصول على عضوية اللجنة المركزية للحزب التي تملي السياسات الوطنية. ورأى مراقبون أيضاً أهمية في تعيين جنرال آخر وهي كيم كيونغ هوي شقيقة حاكم البلاد (64 عاماً) وهي متزوجة من جانغ سونغ تايك الذي يعتبره محللون أنه الزعيم الثاني في كوريا الشمالية. ويشغل الاثنان الآن مناصب تسمح لهما بالعمل كمستشارين لكيم جونغ أون الذي بخلاف والده من المحتمل ألا يكون أمامه عقدين للاستعداد لتولي السلطة المطلقة في كوريا الشمالية. وطبقاً للاستخبارات الكورية الجنوبية فإن كيم جونغ إيل أصيب بسكتة دماغية العام 2008 ما أثار تكهنات بشأن حالته الصحية منذ ذلك الحين.
العدد 2945 - الثلثاء 28 سبتمبر 2010م الموافق 19 شوال 1431هـ