العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ

منيرة ومريم

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

ماذا لو فازت كل من عضو اللجنة المركزية في جمعية العمل الوطني الديمقراطي منيرة فخرو، ورئيسة الاتحاد النسائي مريم الرويعي في الانتخابات المقبلة؟

أتعرفون أن منيرة فخرو قد تصل إن فازت في الانتخابات المقبلة إلى رئاسة مجلس النواب المقبل بوصفها أكبر الأعضاء سناً، فهي تفوق رئيس المجلس السابق المتوقع دخوله من جديد خليفة الظهراني بسنة واحدة في العمر!

أما مريم الرويعي، فسيعني فوزها علاوة على كونه نصراً حقيقياً وليس وهمياً لقضايا المرأة البحرينية التي حملتها مع زميلاتها في الاتحاد النسائي على عاتقهن سنوات، سيعني أيضاً التخلص أخيراً من عضوية منافسها النائب البرلماني السابق المثير للجدل جاسم السعيدي.

منيرة ومريم، اسمان بحرينيان جداً لشخصيتين بحرينيتين جداً، تفوح أصالة المرأة البحرينية وقدرتها على العطاء وشجاعتها وجرأتها التي لم تتناقض مع رقتها وحنانها الأنثوي من كل منهما، بشكل لا يمكنك معه إلا أن تقف أمام كل منهما وقفة احترام.

حدثتني منيرة الأم والجدة في مقابلة أجريتها معها أخيراً فقالت «إذا كنتُ قد تعلمتُ في مسيرتي الطويلة في هذا البلد شيئاً، فقد تعلمتُ أنه لا يمكن إيقاف المرأة البحرينية عن التقدم، لقد شهدنا العراقيل مرات ومرات سابقاً، لكننا كنا دائماً قادرات على الاستمرار، والتغيير قادم، وسترون».

أما مريم، السيدة «النحلة» في حركتها، التي يحبها كل من يعرفها، ويحترمها كل من يستمع إلى حديثها، فهي ترسم دون أن تدري لجيل من الشابات صورة عن المرأة النموذج، في عطائها وإصرارها ورقتها أيضاً.

بإصرار الأنثى وتحدّيها وقوتها، تخوض منيرة ومريم الانتخابات للمرة الثانية على التوالي. غير عابئتين بهزيمة سابقة لم تكن فشلاً لأي منهما. ولو كنا منصفين لرأينا أن لدى كل من منيرة ومريم من القدرة والكفاءة ما يتضاءل أمامه منافسيهما الحاليين بمراحل.

وعندما نتحدث عن منيرة ومريم فلا يمكننا بأي حال أن نتوقف عند النظر إلى كل منهما على أنها امرأة وحسب. فنظرتنا عندئذ ستكون قاصرة وصورتنا ستكون منقوصة. منيرة ومريم تتجاوزان في الوعي البحريني كونهما امرأتان، فهما قصتان بحد ذاتهما، قصتان يتضاءل أمامهما الحديث عن تمكين المرأة السياسي وحقوق المرأة في الانتخاب والترشيح. فكيف يمكنك وأنت تتحدث إلى سيدة بحجم منيرة فخرو وتاريخها السياسي أن تطرح تساؤلاً سطحياً من قبيل: هل يحق للمرأة أن تخوض الانتخابات؟ وكيف تجرؤ وأنت تتطلع إلى عطاء مريم الرويعي وعملها الذي لم يتوقف أن تسأل السؤال التقليدي: هل يمكن أن تتحمل المرأة أعباء العمل البرلماني؟ منيرة ومريم اسمان لا يحتاجان إلى تزكية، ولا تنقصهما شهادة، وما وجودهما هما بالذات ضمن قائمة المرشحين لانتخابات 2010 إلا رسالة أبعد من مجرد ممارسة النساء لحقهن الدستوري في الترشح.

إنها رسالة تغيير لوعي اجتماعي قاصر لدى البعض - رجالاً ونساءً - الذي لم يسبق له - عامداً أو غير عامد - أن شاهد نماذج نسائية من هذا النوع تتعاطى السياسة وتبدع في مشاركتها لصنع القرار المستقل. إنها رسالة لأصحاب القرار في الجمعيات السياسية التي لم تتقدم بترشيح سيدات ضمن قوائمها الانتخابية وكأنها تقول بأن كواليسها خلت من الكفاءات النسائية، ورسالة أخرى مشابهة إلى عضوات الجمعيات السياسية اللاتي عجزن عن اتخاذ موقف قوي وحقيقي إزاء تهميشهن واستبعادهن من القوائم الانتخابية في كل مرة تشارك فيها جمعياتهن في الانتخابات، في الوقت الذي لا تتوانى فيه عن وضع المتردي والنطيح والمنكسر.

منيرة ومريم، شعلتان تزدادان اشتعالاً في كل يوم تزيد فيه نيران الانتخابات جذوة، وتتضاعف فيه مضايقات المنافسين والألعاب السياسية حدَّة. ندعمهما ليس لأنهما نساء، بل لأنهما منيرة فخرو ومريم الرويعي

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 3:29 م

      عذرا أختي الكريمة

      مع احترامي لك أختي الكريمة ولكننا لا نستطيع أن نعطي قيمة لأي مرشح بسبب جنسه أو لونه أو حتى دينه فما يرفع قيمة الشخص هو عمله الصالح فقط وخوفه من الله عز وجل إنهما شخصيتان عظيمتان لهما بصمة في التاريخ السياسي البحريني شأنهما شأن بقية "الرجال" ووجودهما يغني الساحة ليس لكونهما من الجنس اللطيف ولكن بسبب ما يقدمناه لوطننا الحبيب, أستمحيك عذرا

    • زائر 10 | 3:00 م

      منيرة ومريم

      نتمنى لكلت المترشحتين الفوز.
      لا ننسى ما قاله النائب الفذ عام 2006 بأنه سوف يفور حتى لو رشح نفسه في سترة أو سنابس. فلهذا المرشح "المثير للجدل" قاعدة شعبية عريضة في جميع أنحاء المملكة, فعلى ذلك أتوقع منافسة شرسة بين مربم و النائب السابق و الفوز الأكيد له طبعاَ..... :)

    • زائر 9 | 7:24 ص

      الفوز متوقع ولكن؟

      الفوز متوقع اذا لم تتدخل الايادي الخفية المتمثلة بالمراكز العامة و الضمانة لتسقيط المعارضين

    • زائر 8 | 5:39 ص

      يالله خلنا أنشوف أهل البحرين

      أدا أتحدتون مريم ومنيرة راح يفوزون أما أدا بس كلام مافي فايده

    • زائر 7 | 4:52 ص

      حتى لا يقولون لا توجد نماذج نسائية رائدة

      نعم اوافقك الرأي تماماً،، منيرة ومريم نائبتا البرلمان الاجدر والاقدر والاكثر كفاءة واستحقاق لهذا الموقع.. ومهما لعبت الايادي لعدم وصولهما.. فإن الله غالب

    • زائر 6 | 2:45 ص

      الفوز حليف منيرة ومريم

      د0 منيرة فخرو تستحق كل الشكر والتقدير على مواقفها الشريفة .. وهي تستحق الفوز على كل منافس لها مهما كان حجمه ولونه وطيفه ومذهبه وكذلك مريم الرويعي .. انها انسانة بكل معنى هذه الكلمة .. تحب الخير للعباد والبلاد

    • فيلسوف | 2:08 ص

      مقال روعة يا استاذه

      مقالك جميل جدا يا استاذه فيه كلمات جدا معبرة
      ومفيده ونتمنى الفوز لكل المواطنين المخلصين ونتمنى ايضا الفوز لكل الناخبين اللذين ادلوا بصوتهم الامانة الى اخوانهم المرشحين النواب وتحياتي للكاتبة الكريمة ومع تمنياتي لك بالتوفيق

    • زائر 5 | 1:51 ص

      جيد

      د.منيرة خير من يمثل البحرين..ومستواها اعلى من مستوى مجلس النواب
      مريم الرويعي مع احترامي الشخصي لها لا تملك حسا سياسيا
      نعم تملك خبرة مجتمعية واضحة على صعيد المراة لكن كتراكم سياسي او تميز فيه لم استشف وانا اعرفها
      لكني سأدعمها لان اصرارها يستحق ذلك..وهي بلا شك افضل من منافسها النيابي السابق
      كل التوفيق للمراة
      اتعجب فقط من الكاتبة؟هل يجب ان يكون تاريخ المراة حافلات حتى تدعميهن بكتاباتك؟ ام هي صداقة قديمة واضحة بين الكاتبة والمترشحتين؟
      ماذا عن باقي النساء المترشحات؟

    • زائر 4 | 1:48 ص

      نتمنى أن تفوز منيرة ومريم في الإنتخابات وندعوا النساء والرجال للتصويت لهما وبالخصوص النساء فمثل أولئك سوف يسعين لتخليصكن مما أنتن فيه

    • زائر 3 | 12:54 ص

      عقبال الفوز

      منيرة ومريم، اسمان بحرينيان جداً لشخصيتين بحرينيتين جداً، تفوح أصالة المرأة البحرينية وقدرتها على العطاء وشجاعتها وجرأتها التي لم تتناقض مع رقتها وحنانها الأنثوي من كل منهما، بشكل لا يمكنك معه إلا أن تقف أمام كل منهما وقفة احترام.
      نتمنى لهم الفوز ولجميع النساء العلوا والرفعه والتقدم والانصاف من المجتمع الذكورى.

    • زائر 2 | 12:53 ص

      منيرة حبيبة الشعب بجميع اطيافة ..

    • زائر 1 | 12:33 ص

      ياريت يفوزون

      نيرة في جانب وكل مجلس النواب في جانب آخر ... ليت المراكز العامة لا تتدخل هذه المرة لنسمع الصوت يصدح لمنيرة فخرو في مجلس النواب ... ليتها تفوز ويارب كذلك تفوز مريم الرويعي ... لكنها كلها أماني

اقرأ ايضاً