العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ

الأمم المتحدة تأمل في إقناع المقاطعين لـ «ديربان 2» بإقرار إعلانه

البيان الختامي أكد مجددا إعلان وبرنامج عمل 2001 الذي رفضته الولايات المتحدة

تأمل الأمم المتحدة في إقناع الدول العشر التي تقاطع مؤتمر ديربان الثاني ضد العنصرية، بما فيها الولايات المتحدة بإقرار البيان الختامي الذي تمت المصادقة عليه الثلثاء الماضي في جنيف لوضع حد للجدل الذي أثارته التصريحات المناهضة لـ «إسرائيل» التي أدلى بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

وأكد مصدر في المنظمة الدولية لوكالة فرانس برس أمس (الأربعاء) أن «بعض الدول التي قاطعت المؤتمر كانت شاركت في صياغة مشروع البيان النهائي وبالتالي لا شيء يمنع أن توقعه». وأشار الدبلوماسي الروسي يوري بويشنكو الذي قاد المفاوضات أن الدول التي انسحبت «لم تطعن في مضمون الوثيقة» الأمر الذي لا يمنع أن تصادق عليها.

وقالت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نفانيثم بيلاي «لا بد من الاطلاع على ما جرى نهاية الأسبوع» مشتبهة في أن تكون المقاطعات الأخيرة تمت طبقا «لمصالح سياسية وطنية».

وأضافت «باستثناء الولايات المتحدة التي تصرفت سفيرتها (لدى الأمم المتحدة) سوزان رايس بلباقة وأبلغتني مسبقا أن بلادها لن تشارك في المؤتمر، لم أتلق أي خبر من الدول الأوروبية» عن دوافع غيابها.

ومن جهته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول بالتصديق على البيان الختامي للمؤتمر، وقالت متحدثة باسمه في نيويورك إن المجتمع الدولي أعطى بذلك أملا جديدا لملايين من ضحايا العنصرية وعدم التسامح.

وتبنى المشاركون في مؤتمر «ديربان 2»، البيان الختامي قبل انتهاء أعمال المؤتمر (الجمعة)، على أمل تجنب أي انسحاب جديد من الاجتماع غداة الاستنكار الذي أثاره خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي تهجم فيه على «إسرائيل».

وتم تبني مشروع البيان الختامي بعد ظهر الثلثاء بدلا من الجمعة اليوم الأخير للمؤتمر الذي يأتي تكملة للمؤتمر الذي نظم في ديربان بجنوب إفريقيا في العام 2001. وبعد تأييد المشاركين هتافيا أعلن رئيس المؤتمر اموس واكو تبني الوثيقة ورحب بما وصفه «قرارا أساسيا».

وقال دبلوماسي من جنوب إفريقيا رفض كشف هويته إن «الدبلوماسيين قرروا تعجيل عملية (التبني) للحؤول دون انسحاب دول أخرى بعد الجدل الذي حصل الاثنين».

وعلق السفير المصري هشام بدر قائلا «كانت هناك مخاوف من انسحاب دول أخرى، لكن كل الدول أبدت تصميما على القول للمجتمع الدولي إننا لن ندع أحدا يحول المؤتمر عن هدفه الأصلي».

وفي الواقع انطلق المؤتمر في جو من التوتر بسبب الانتقادات العنيفة التي وجهها أحمدي نجاد إلى «إسرائيل» وحملت ممثلي 23 دولة من الاتحاد الأوروبي على مغادرة القاعة احتجاجا.

وتخوفا من أي انسحاب جديد قرر عدد من الدول حتى قبل افتتاحه عدم المشاركة في المؤتمر. ومساء الاثنين انضمت جمهورية تشيكيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بدورها إلى لائحة الدول التي قررت عدم المشاركة وهي خصوصا الولايات المتحدة و «إسرائيل» واستراليا وكندا وألمانيا وهولندا وبولندا.

وقامت الأمم المتحدة بمساع كثيرة الثلثاء لإصلاح الأمور بعد اليوم الأول الكارثي، وشددت على أهمية تبني نص نال الجمعة تأييدا واسعا أثناء الاجتماع التحضيري الأخير.

ففيما شهد مؤتمر ديربان الأول «تدفقا للعنصرية»، يستعد ديربان الثاني لتبني «نص يتضمن كل ما نرغبه، كل ما ترغبه الدول الغربية» حتى وإن «لم يكن كاملا» كما أضاف.

وفي نهاية المطاف تم تنقيح النص من كل المواضيع الخلافية، وخصوصا الإشارات إلى «إسرائيل» والإساءة إلى الديانات التي يعتبرها الغربيون بمثابة «خطوط حمر». لكن أبقيت فيه الفقرة المتعلقة بذكرى المحرقة خلافا لرأي إيران. وأكد مجددا أيضا إعلان وبرنامج عمل ديربان 2001 الذي رفضته آنذاك الولايات المتحدة. ويتضمن هذا البيان فقرتين تتعلقان بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني على رغم اعتراض واشنطن وكذلك بشأن «مصير الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال الأجنبي» في الفصل المتعلق بـ «ضحايا العنصرية».

وعلى الرغم من تبني البيان فإن المؤتمر يتابع أعماله حتى الجمعة.

العدد 2421 - الأربعاء 22 أبريل 2009م الموافق 26 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً