التقى وزراء الخارجية والدفاع للدول أعضاء حلف شمال الأطلسي معاً في بروكسل أمس (الخميس) لأول مرة منذ عدة عقود من الزمن، وقال مسئول رفيع المستوى في وزارة الدفاع: إنهم سيناقشون تصوراً مستقبلياً لحلف جانبي الأطلسي، وإعادة تقييم هيكلية قيادة الحلف، وتقييم الجهود الإصلاحية اللازمة لاستبقاء القدرة على تحمل تكاليفها، واتخاذ قرار حول ما إذا كان لزاماً على الأطلسي أن يبني شبكة دفاع صاروخي عن أوروبا.
فقد أعلن نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي، جيم تاونسند في لقاء صحافي في مركز الصحافة الأجنبية في واشنطن في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أن المحور الذي ستدور حوله المناقشات سيكون المفهوم الاستراتيجي الجديد للأطلسي - وهو المبدأ الذي يتم تطويره ووضعه كل 10 سنوات تقريباً لضمان أن يكون الحلف بأعضائه الـ 28 جاهزاً ومستعداً للتصدي لأية أخطار ناشئة والاضطلاع بمسئوليات جديدة. وكان آخر مفهوم استراتيجي لحلف الأطلسي أقر في اجتماع قمة الحلف في واشنطن في العام 1999 وصادف الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لقيام حلف شمال الأطلسي.
ومن المقرر أن تنعقد القمة المقبلة للعام 2010 في لشبونة عاصمة البرتغال في 19 و20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ثم تعقبها قمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في 20 نوفمبر في لشبونة أيضاً.
وصرح تاونسند للصحافيين، حسب موقع أميركا دوت غوف، بقوله: «عندما نجتمع في الشهر القادم لإلقاء نظرة 10 سنوات سنرى كيف تغيرت الأمور... ومعرفة ما يمكن أن نعتقد أنه أخطار جديدة تهددنا أو بالنسبة لما يمكن أن يكون مسئوليات جديدة يترتب على الحلف أن يضطلع بها، والمهام التي ينبغي عليه القيام بها». ويشغل تاونسند منصب نائب مساعد وزير الدفاع لسياسة أوروبا وحلف الأطلسي.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودام كلينتون دعت في اجتماع وزراء خارجية دول الأطلسي وروسيا الذي عقد في نيويورك بمناسبة افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الجديدة في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى زيادة التعاون بين الأطلسي وروسيا في مجالات كمجال إقامة نظام دفاع صاروخي محدود في أوروبا، والاستراتيجية والمبادئ العسكرية، والسيطرة على المخدرات المحظورة، وتحديد الأسلحة التقليدية في أوروبا.
وأعلنت كلينتون قائلة لوزراء الخارجية «إن هذه القمة تتيح لنا فرصة لإلقاء نظرة جديدة على التحديات الأمنية التي تواجهها بلداننا كلها، والتأمل في ما حققه تعاوننا فعلياً، والبدء في رسم نهج للعمل المشترك في العقد القادم» .
ومما يذكر أن حلف الأطلسي دعا الرئيس الروسي، ديميتري مدفيديف إلى حضور القمة التي ستعقد في لشبونة. وقال تاونسند إن وضع استراتيجية جديدة للأطلسي يستند في جزء منه إلى الحاجة إلى انتهاج أسلوب شامل تجاه الصراعات التي يحاول فيها الحلف أن يمزج بين الإمكانيات المدنية والعسكرية في استراتيجية منفردة موحدة لحل الصراعات على أساس الدروس المستقاة في العقد الماضي.
وأضاف نائب مساعد وزير الدفاع قائلاً «يستفاد من تجربتي أننا يجب أن نكون على استعداد للعديد من الاحتمالات الطارئة. ويجب أن يكون لنا ما نسميه المجال الكامل من القدرات والإمكانيات».
علاوة على هذا قال تاونسند إن وجود قدرة دفاعية صاروخية للأطلسي تتخطى مجرد حماية القوات المنشورة هي قدرة من «المنطقي المعقول أن يمتلكها الحلف» وستكون على جدول أعمال الوزراء في اجتماع الأمس. وسيكون ذلك آخر اجتماع رسمي لهم قبل قمة نوفمبر.
وأضاف تاونسند أن الدفاع الصاروخي ظل طيلة العام الماضي موضع نقاش وبحث من جانب الولايات المتحدة مع البلدان أعضاء الحلف على انفراد وفي الحلف، وعرض اقتراح قيام الحلف بتطوير هذه القدرة. وشرح تاونسند للصحافيين أن النظام المقترح ليس نظاماً دفاعياً صاروخياً إقليمياً، ولكنه على نطاق أصغر.
وأشار نائب مساعد وزير الدفاع إلى أن حلف الأطلسي بحث مع روسيا إقامة نظام دفاع صاروخي محدود القدرة، وكيفية إقامته من خلال مجلس الحلف وروسيا.
وكانت الولايات المتحدة اقترحت بناء نظام دفاع صاروخي وفق أسلوب محدود ومرحلي وقابل للتكيف في أوروبا مصمم لحماية الحلفاء من احتمال الخطر الذي تشكله الدول المارقة التي تملك إمكانيات نووية وأنظمة صاروخية متوسطة وبعيدة المدى.
وكتب الأمين العام لحلف الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن في تعليق له في صحيفة «هيرالد تربيون» الدولية في 12 أكتوبر الجاري قائلاً إن على حلف الأطلسي أن يطور قدرة دفاع صاروخية بتكلفة مجدية وتكون عملية لحماية أوروبا.
وأضاف راسموسن بقوله: «إننا بحاجة إلى حماية شعوبنا وأراضينا من أي تهديد يشكله الانتشار الصاروخي. والأطلسي قادر على ذلك وبتكلفة يمكن تحملها».
ثم خلص الأمين العام لحلف الأطلسي إلى القول إن «قمة لشبونة يجب أن تكون مناسبة لحلف الناتو كي يتخذ قراراً بتعزيز القدرة على حماية شعوبنا وأراضينا - والتواصل في الوقت ذاته مع روسيا كي تتعاون معنا وتشاركنا الفوائد».
العدد 2962 - الجمعة 15 أكتوبر 2010م الموافق 07 ذي القعدة 1431هـ