ذكر وزير شئون النفط والغاز، رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز، عبدالحسين ميرزا، أنه اتفق مع المسئولين في روسيا خلال زيارة قام بها إلى موسكو على وضع «خريطة طريق» بهدف توسيع التعاون بين البلدين في مجال النفط والغاز.

كما ذكر أنه قد تم تعيين فريق فني من الجانبين، والذي سيقوم بإعداد الخريطة، والجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق بينهما، والذي يهدف إلى استيراد البحرين الغاز من الشركة الروسية (بروم)، وهي أكبر شركة للغاز في العالم.

وقد وصف ميرزا لـ «الوسط» الزيارة التي قام بها إلى موسكو بأنها «ناجحة»، وأن البحث مع المسئولين هناك تركز على «طرق الاستفادة من الغاز الروسي، واتفقنا أن نعمل خريطة طريق لكيفية التعاون».

وأضاف «قمنا بتعيين فريق فني من البحرين وآخر من روسيا، وسيجتمع الفريق في الأسابيع القليلة المقبلة لإعداد الخريطة، وجدول زمني لتنفيذ الاتفاق».

وتسعى البحرين إلى استيراد الغاز المسال من روسيا. وقال ميرزا، إن خطط هيئة النفط والغاز لإنشاء «مرفأ الغاز المسال» سينفي الحاجة إلى بناء شبكة أنابيب بهدف استيراد الغاز الروسي».

وخلال الزيارة التي استغرقت 3 أيام، قام الوزير البحريني بعقد اجتماعات مع كبار المسئولين في روسيا، والتي جاءت بدعوة من النائب الأول لرئيس الحكومة الروسية ورئيس مجلس إدارة شركة غاز بروم، فيكتور زوبكوف.

بيان رسمي ذكر، أنه تمت مناقشة آفاق التعاون في مجال قطاع الطاقة ولاسيما في ضوء رغبة الحكومة الروسية الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة في قطاع النفط والغاز في البحرين؛ فضلاً عن انطلاق الاستثمارات الروسية إلى منطقة الخليج والشرق الأوسط عبر بوابة مملكة البحرين».

كما نسب إلى ميرزا القول: «تم التوقيع على خطاب نوايا بين الهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة غاز بروم الروسية والتي تعتبر من أكبر الشركات في مجال تصدير الغاز في العالم». كما بحث

مع رئيس شركة غاز بروم الروسية ، أليكسي ميللر، المشروعات المستقبلية للهيئة وللشركة الروسية وأوجه التعاون المشترك بين الهيئة وشركة غاز بروم.

وتحدث ميرزا عن مناقصة بناء مرفأ استيراد الغاز المسال الذي تنوي شركة نفط البحرين (بابكو) إقامته بهدف استيراد الغاز المسال كجزء من «سلة» تنوي البحرين عملها لتوفير الغاز، فبيَّن أن 14 شركة تتنافس على المشروع.

ويبلغ معدل استهلاك البحرين من الغاز نحو 1.5 مليار قدم مكعب؛ أي ما يعدل 170 ألف برميل يومياً.

وتحاول البحرين تأمين كميات مناسبة لتغطية الطلب المحلي على الغاز من خلال العديد من الطرق التي قال عنها ميرزا، إنها تكمل بعضها البعض. وتشمل الطرق إنتاج غاز من البحرين، أو عن طريق الشراء من دول مجاورة عبر الأنابيب، وكذلك الغاز المسال عن طريق البواخر.

وأضاف «لدينا خطة متكاملة للتأكد من توفير كميات كافية من الغاز تحتاجها البحرين، ونحن تقريباً متأكدين من أن هذه الخيارات لها مردود إيجابي».

وكانت الهيئة الوطنية للنفط والغاز، المسئولة عن قطاع النفط والغاز في المملكة، قد كلفت الشركة الاستشارية (Hess LNG) لإعداد دراسة عن إمكانية إقامة تسهيلات وخدمات أساسية لاستقبال الغاز المسال الذي سيتم استيراده.

ولم تحرز مفاوضات استيراد الغاز مع قطر أي تقدم ملحوظ، ما دعا البحرين إلى إجراء مباحثات لاستيراد الغاز الإيراني عبر الأنابيب. ووصل الجانبان إلى مراحل متقدمة ووقعا مذكرة إطارية وتم تحديد أماكن استيراد الغاز؛ إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد. وينتظر أن تستأنف المباحثات بين الجانبين بعد رمضان.

وتحاول البحرين منذ مدة استيراد الغاز للحفاظ على مخزونها الإستراتيجي؛ إذ إن محدودية المصادر الهايدروكربونية بالنسبة إلى النفط والغاز تجعل البحرين تواجه انحساراً في مخزونها من احتياطي الغاز الطبيعي بينما يتزايد الطلب عليه لتوليد الطاقة والصناعة.

من ناحية أخرى، ذكر ميرزا، أن العديد من الشركات الروسية اتصلت أثناء وجوده هناك، «واستقبلنا عدداً من الشركات التي لديها تقنية جديدة، وشجعناها على فتح مكاتب لها في البحرين».

وتسعى الهيئة الوطنية للنفط والغاز إلى تقييم عروض شركتين تقدمتا لمناقصة الغاز العميق، وينتظر أن ترسو المناقصة على إحدى الشركتين اللتين تأهلتا وهما الشركة الأميركية «أوكسيدنتال» (Occidental) والشركة الكندية «Canadian natural resources» قبل نهاية العام الجاري.

وكانت الهيئة قد عينت شركة استشارية دولية هي «أندغو شلامبرغر» للمساعدة في الترويج لمشروع «الغاز العميق»؛ إذ تسعى البحرين إلى حفر آبار يصل عمقها إلى 20 ألف قدم كجزء من جهود للبحث عن النفط والغاز