مواطن بحريني ينتمي إلى بقعة من بقاع هذه الأرض الطاهرة... أرض أوال الحضارة... أرض المملكة الغالية بشعبها وناسها الطيبين الذين قاطعهم البخت وقسى عليهم الزمن وحاربهم الوضع الراهن.

هذا المواطن الكريم الذي نحن بصدد الحديث عنه خرج من الشقة التي يسكن فيها لكي يأتي بأولاده من المدرسة كالعادة، وعند رجوعه إلى الشقة تفاجأ بزوجته وهي جالسة خارج الشقة في وضح النهار وذروة الظهيرة والشمس في كبد السماء وهي في وضع مأسوي مزر! وعندما وجه إليها السؤال ما الذي حدث؟ أجابته والكآبة تترسم على وجهها من هول الحدث وذل الهضمية: جاء طاقم من موظفي وزارة الكهرباء وقام بقطع التيار الكهربائي عن الشقة من دون سابق إنذار! فما كان من ذلك المواطن المسكين إلا أن ذهب إلى وزارة الكهرباء والغيض والقهر يرافقانه، وعند وصوله قام بالتفاهم معهم وسألهم لماذا فعلتم فعلتكم النكراء هذه؟ ألا تخافون الله؟ نحن في شهر رمضان وتعرفون جيداً ما وضع المواطن في هذا الشهر بالذات عن بقية الأشهر! فأجابوه: هذا قانون وإذا أردت استرجاع القوة الكهربائية ادفع ما عليك من مستحقات أولاً. فقال لهم: إني لا أستطيع الدفع ونحن في هذا الشهر الفضيل... أمهلوني رجاءً لكي أبدأ معكم الدفع من الشهر المقبل... فرفضوا عرضه، وبعد ذلك ألزموه باتفاق قام بتوقيعه على أن يدفع ديناراً شهرياً غير المستحقات الشهرية ابتداءً من هذا الشهر، إذ قام هذا المواطن الكريم باقتراض بعض المال لإنقاذ وزارة الكهرباء من الإفلاس المحدق بها واسترجاع التيار الكهربائي له ولأولاده.

إخواننا في وزارة الكهرباء... ألم تسمعوا وصايا الملك لكم بعدم القيام بقطع القوة الكهربائية عن أي مواطن في هذا الشهر المبارك؟ ألم تنظروا إلى الدستور المادة () فقرة ب التي تقول: ينظم القانون إعفاء الدخول الصغيرة من الضرائب بما يكفل عدم المساس بالحد الأدنى اللازم للمعيشة؟ لماذا هذا الاستهتار بكرامة المواطن والإعراض عن وصايا الملك حفظه الله؟ المادة () فقرة د تقول: لا يعرض أي إنسان للتعذيب المادي أو المعنوي أو للمعاملة الحاطة بالكرامة ويحدد القانون عقاب من يفعل ذلك.

نريد كثيراً من المرونة في التعامل مع المواطن المسكين الذي طحنه مر العيش وقساوة الوضع، والمعنيون في وزارات المملكة ومؤسساتها و(المجلسين) دائماً يغضون الطرف عما يجري للمواطن من ذل وهتك للكرامة الإنسانية في هذه المملكة. فإلى متى سيستمر هذا العذاب الأليم للمواطن؟ تحياتي للشعب البحريني الصابر.

مصطفى الخوخي