العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ

جمعياتنا الخيرية والعنصرية البحتة

العمل التطوعي هو عمل انساني وليس تفرقة عنصرية بين المذاهب، كما نرى اليوم، هل سمعتم عن منظمة، تمنى أمنية «ما هي إلا منظمة تطوعية قامت بإنشائها امرأة في مطبخها وبثلاثين دولارا فقط، هذه الثلاثين أصبحت اليوم فروع في أميركا وخارجها، وبالتأكيد زاد عدد المتطوعين فيها من امرأة واحدة إلى عشرات أو مئات المتطوعين. فلماذا لا نستطيع نحن أن نقوم بإنشاء جمعيات خيرية تطوعية أو منظمات تطوعية مماثلة خالية من العنصرية؟

مجتمعنا مجتمع مسلم ونهجنا قويم وقوي ولا مكان للعنصرية تحت مظلته فهو يشتتها ويذوبها في قالب عادل يعطي كل ذي حق حقه. الكثير من المنظمات والجمعيات الخيرية في الغرب قامت بسبب حادث ما، طفل مات بالسرطان فقام والداه بإنشاء مؤسسة لدعم أبحاث السرطان، شاب قتل بسبب الكراهية والعنصرية فيقوم زملاؤه بإنشاء مؤسسة للقضاء على العنصرية، هذه أمثلة بسيطة، لننظر إلى مجتمعاتنا، كم طفل مات بالسرطان ولم يجد رعاية؟ كم أسرة في عالمنا العربي لا تجد طعاماً أو مسكناً صحياً؟ كم طفل أو مراهق في عالمنا يترك الدراسة أو لا يذهب إلى المدرسة أصلا ويعمل في أعمال شاقة صعبة؟

ماذا عن المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة؟ كم مؤسسة تهتم بهم؟ العمل التطوعي يحتاج إلى أناس غير عنصرين يتحركون، أناس يدركون أهمية العمل التطوعي، ولدينا فعلا في عالمنا العربي مؤسسات تطوعية كثيرة، لكن للأسف عنصرية مذهبية بغيضة يجب أن نطور أداءنا ونغطي جوانب النقص الكثير، والبداية بالوعي، ودعوني اتحدث عن البحرين فقط، لا أدري لم أشعر بأن مجتمعنا نائم، لم يطرق باب منزلنا أحد ليقول لنا: أنا فلان من الجمعية الفلانية وجئت هنا لأساعدكم أو لأزيد وعيكم في قضية معينة، لم يوقفني شخص ما في الشارع أو في السوق ليخبرني عن عمل تطوعي أو يزيد وعيي في قضية ما، لا أشاهد ولا أقرأ شيئاً من هذ في التلفاز أو الصحف، إلا ما تفعله بعض الجمعيات لفئة من الناس المقربين لها.

التجمعات عموماً غير مرغوب فيها سواء على مستوى الأفراد أو الجمعيات والحوادث بدأت في خلق مفهوم آخر للجمعيات التطوعية جعلت بعض الدول العربية تتسابق في القضاء عليها كي لا تقود إلى اخلال الأوضاع الداخلية والعلاقات مع دول بعينها أسبابه تعود إلى النشء بالدرجة الأولى. لو سألت نفسك هل يوجد في المدارس أي نشاط جماعي مشترك؟ هل بإمكان الطالب الانضمام إلى جمعية تطالب بحق معين؟ أو تحاول أن تصل إلى أهداف مهما كانت بساطة هذه الأهداف؟ العمل التطوعي مغيب عن ذهن الطلاب في المدارس والجامعات والشباب هم ركيزة العمل التطوعي في جميع أنحا العالم.

المسألة واضحة بشكل أساسي يجب أن تتم المطالبة بتعديل قانون الجمعيات التطوعية والسماح للطلبة بالعمل التطوعي وخلق جمعيات سواء الخيرية أو المطالبة بالحقوق العامة وليست عنصرية، كما نرى اليوم فبالله عليكم العنصرية ماذا تعني؟! تعني التفرقة والانحلال والسفور وهذا مجد الغرب وزيف الباطل... فلماذا لا نبدأ من اليوم ونكون جمعية خيرية تعمل من أجل الانسانية وليس عنصرية المذاهب تزور القرى والمدن وتبحث عن متطوعين واعين من مختلف المذاهب؟

نبيل خلف

العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً