كثيراً ما يعتقد مرضى السكر أن الصيام قد يؤثر على حالتهم الصحية وخصوصاً هؤلاء الذين يتعاطون أدوية السكر بانتظام، فيمتنعون عن الصيام خوفاً من المضاعفات ومنها هبوط مستوى السكر في الدم الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة.
هل يصوم مريض السكر؟
ينتشر مرض السكر في جميع بقاع العالم ويصيب الأغنياء والفقراء والصغار والكبار الرجال والنساء ويختلف مرضى السكر بعضهم عن بعض في العمر والوزن وطبيعة العمل والنشاط اليومي ووجود حالات مرضية مصاحبة كارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون في الدم وأمراض القلب والكلى... وكلها عوامل مهمة جداً في تقرير مدى القدرة على الصيام من دون مشكلات.
وإليكم بعض الآثار الفسيولوجية لصيام رمضان:
أولاً: يجب أن نتذكر أن الامتناع أو الإقلال من الطعام هو وصفة طبية (الحمية) لطالما استخدمت من الأطباء لتخفيض الوزن وتخفيض الدهون والسكر في الدم.
ثانياً: يعتبر صيام رمضان فرصة رائعة للتدريب الذاتي على تنظيم العادات الغذائية، ومن يستطيع أن يقتنص هذه الفرصة لتهذيب عاداته الغذائية فقد فاز بها لبقية حياته.
فكثير من المرضى ينتظرون شهر رمضان للامتناع والإقلاع عن التدخين وتخفيف الوزن.
ثالثاً: يجب ألا نتجاهل الآثار النفسية الإيجابية لصيام شهر رمضان من الإحساس بالسلام النفسي والهدوء والطمأنينة بالإضافة إلى انخفاض السلوك العدائي وعدم الشعور بالغضب وكلها عوامل مباشرة تؤثر في مستوى السكر في الدم وتؤدي إلى استقراره.
ولذلك فإننا دائماً نشجع مرضى السكر من المسلمين على صيام شهر رمضان ولكن برعاية واستشارة الطبيب المعالج.
من هم مرضى السكر الممنوعون نهائياً من الصوم؟
- مرضى السكر من النوع الأول الذين يعانون من فشل في إفراز الأنسولين وبالتالي يعتمدون كلياً على الحقن المتكررة للأنسولين وخصوصاً عند عدم استقرار نسبة السكر في الدم.
- المرضى الذين يعانون السكري بالإضافة إلى حالات مرضية خطيرة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم غير المستقر وقصور الشريان التاجي غير المستقر وقصور وظائف الكلى.
- مرضى السكر الذين عانوا في السابق من حالات متكررة من غيبوبة السكر.
- السيدة الحامل المصابة بالسكري.
- المرضى الذين عانوا في السابق من تدهور ضبط مستوى السكر في الدم أثناء الصيام.
ما الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها مريض السكر أثناء الصيام؟
أهم المخاطر التي قد يتعرض لها مريض السكر أثناء الصيام هي هبوط مستوى السكر في الدم وهذه الحال غالباً ما تنتج من جرعات زائدة من أدوية علاج السكر مثل حقن الأنسولين وأقراص حفز إفراز الأنسولين.
ولتجنب هبوط السكر في الدم أثناء الصيام يجب مراجعة جرعات الأدوية وتوقيتها ونوعية الغذاء والنشاط البدني المسموح به مع الطبيب المعالج.
من هم المرضى المصرح لهم بالصيام؟
مرضى النوع «الثاني» من السكري وهو النوع الناتج عن قلة إفراز الأنسولين أو عدم فاعليته أو الاثنين معاً:
أ- المرضى الذين يعالجون باتباع نظام غذائي خاص يمكنهم الصوم من دون أية مشكلات، إذ إن الصوم في هذه الحال يساعدهم على تخفيف الوزن وزيادة فاعلية الأنسولين.
ب- المرضى الذين يعالجون بتناول جرعة واحدة يومياً من الأقراص المحفزة لإفراز الأنسولين يمكنهم الصيام وتناول الأقراص مع وجبة إفطار المغرب.
ج- المرضى الذين يعالجون بتناول جرعتين من الأقراص يومياً يمكنهم الصيام وتناول الجرعة الأولى مع وجبة الإفطار أما الجرعة الثانية فيمكن تناولها مع السحور المتأخر مع جواز تعديل الجرعة بعد استشارة الطبيب.
استشاري ورئيس أقسام أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفى البحرين الدولي
العدد 1130 - الأحد 09 أكتوبر 2005م الموافق 06 رمضان 1426هـ