العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ

لا انتفاضة ثالثة!

حيت صحف عبرية موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بعدم حل «الكنيست» مع أن هذا من ضمن صلاحياته وتوقعت أن يضطر إلى مثل هذا الإجراء في حال رفض النواب إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة وتجميد البناء في المستوطنات. وانتقد كثيرون ضبابية حزب «ليكود» الذي يعاني من «خواء ايديولوجي» وسيسقط إذا لم يبادر إلى تحديد موقفه من قضايا استراتيجية وعلى رأسها الإفصاح عن تصوره للحل النهائي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي... وهناك مقال يستبعد قيام انتفاضة ثالثة لأسباب كثيرة أبرزها أن زعيم الانتفاضة أي الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد رحل وان زمن الطغاة العرب من أمثال صدام حسين وحافظ الأسد وياسر عرفات، قد ولى. والأهم هو أن الموقف الدولي الذي كان يعتبر المقاومة الفلسطينية حقاً مشروعاً قد انتهى بعد أن أدى «الإرهاب» الإسلامي إلى إكساب حركة «حماس» والجهاد الإسلامي وحزب الله وكتائب شهداء الأقصى سمعة دولية سيئة!


«هآرتس»: حل الكنيست في المستوطنات غير القانونية

وأشادت «هآرتس» بموقف شارون الذي اتسم بالحكمة والحذر بعد رفض الكنيست اقتراحه تعيين اثنين من المقربين منه وزيرين في الحكومة. فقد كان بإمكانه أن يطبق المادة () من القانون الذي يسمح لرئيس الحكومة بحل الكنيست في حال تأكد أن غالبية أعضائه تعارض الحكومة بما يعيق عملها. إلا أن شارون فضل عدم اللجوء إلى هذا الخيار. غير أنها استدركت بأنه قد يضطر إلى حل الكنيست إذا رفض النواب اقتراحات بإخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية وتجميد البناء في المستوطنات. فمثل هذه القرارات تعتبر مبرراً مناسباً لإقالة الحكومة وحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.


خواء ايديولوجي داخل الليكود

ولاحظ عوزي بنزيمان في «هآرتس» وجود خواء ايديولوجي داخل «ليكود» دلت عليه الأزمة العميقة التي يشهدها التكتل والتي ظهرت بوضوح في الكنيست، إذ رفض غالبية النواب اقتراحاً لشارون. فهذه الأزمة تثير مشاعر الحنين إلى الأيام التي كان فيها هذا الحزب يملك نظرة واضحة واستراتيجية محددة. ووصف «ليكود» حالياً بأنه سوبرماركت سياسي يقف فيه الزبون حائراً أمام منتجاته المختلفة، إذ لا يوجد بينها أي عامل مشترك. من هنا دعا الحزب الحاكم لإعادة النظر في هيكليته الداخلية وتحديد مقارباته لقضايا مثل الاحتلال للضفة الغربية وموقفه من الظلم الذي يتسبب به للفلسطينيين والأضرار التي تلحق بالدولة العبرية فضلاً عن ضرورة الإفصاح عن تصوره للحل النهائي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وأكد انه طالما لم يتم حل النزاع مع الفلسطينيين ولا رسم حدود «إسرائيل» ولا حتى تحديد هوية الدولة، فإن الوسط الإسرائيلي السياسي مطالب بإجراء نقاش ايديولوجي لتحديد القضايا الرئيسية التي يجب مقاربتها بشكل فوري.


«جيروزاليم بوست»: زمن الطغاة ولى ولا انتفاضة ثالثة

وكتب غيرارد شتاينبرغ في «جيروزاليم بوست» مقالاً تحت عنوان: «حرب ياسر عرفات انتهت» انتقد فيها الحديث عن انتفاضة ثالثة بعد الارتفاع المفاجئ لما أسماه معدل «الإرهاب» الفلسطيني. فشكك في احتمال قيام انتفاضة فلسطينية جديدة، مؤكداً أن ما قد تشهده الأراضي الفلسطينية سيكون مختلفاً تماماً عما حصل في السنوات الأربع الأخيرة أثناء الانتفاضة الثانية. والاختلاف الرئيسي يكمن في القيادة الفلسطينية إذ إن عرفات كان قائد الانتفاضة المطلق ورمزها الوحيد وهو ما جعل رحيله، يساهم في إنهاء الانتفاضة لغياب البديل المناسب. أما الرئيس محمود عباس «أبومازن» فيملك شخصية مختلفة تماماً، إذ انه لا يتمتع بالكاريزما التي كانت تميز عرفات كما انه يفتقد القدرة على توحيد الشعب الفلسطيني. وأكد انه حتى لو حل شخص آخر مكان عباس فإن النتيجة ستكون واحدة لأن زمن من وصفهم بالطغاة العرب من أمثال صدام حسين وحافظ الأسد وياسر عرفات، قد ولى. هذا وأشار إلى أن الدعم الدولي الواسع الذي كان يحظى به الفلسطينيون في الأعوام الخمسة الماضية والذي كان ضرورياً لحملتهم «الإرهابية» قد تراجع كثيراً. مذكراً انه بين عامي و أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الحملات الإسرائيلية لمحاربة «الإرهاب»، حتى هددا بفرض عقوبات على الدولة العبرية، فضلاً عن انهما كانا يصنفان «الإرهاب» الفلسطيني على انه مقاومة مشروعة للاحتلال. غير انه خلال السنتين الأخيرتين تراجع الدعم الدولي للفلسطينيين خصوصاً بعد أن أدى اتساع نفوذ «الإرهاب» الإسلامي حول العالم، إلى إكساب حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وحزب الله و«كتائب شهداء الأقصى» سمعة دولية سيئة. وبالإضافة إلى العامل الدولي، فإن سياسة الفصل الأحادي التي شملت الانسحاب من غزة وبناء الجدار الفاصل، قد ساهمت أيضاً في تقليص حظوظ الفلسطينيين في تنفيذ عمليات داخل «إسرائيل» وهو أمر يختلف كثيراً عن الوضع الذي كان سائداً خلال الانتفاضة السابقة. لذلك وبناء عليه استبعد أن يطلق الفلسطينيون انتفاضة واسعة النطاق، معتبراً انه من الضروري جداً عدم تضخيم الخطر «الإرهابي» الفلسطيني لكن مع عدم التقليل من شأنه

العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً