العدد 1209 - الثلثاء 27 ديسمبر 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1426هـ

خيارات بوش مزيفة... والشرق الأوسط يتقدم!

انتقدت الصحف الأميركية بشدة تصرفات الرئيس الأميركي جورج بوش على خلفية الكشف عن قضية التنصت على الأميركيين فأجمعت على انه مرة جديدة «يكذب» في مسائل تتعلق بالأمن القومي الأميركي وهزئت من المبررات التي ساقها لتغطية «خطيئة» التنصت مذكرة بأنه منذ الحرب على العراق وبوش وإدارته يخالفان المبادئ الأميركية. فيما نشرت «واشنطن بوست» استطلاعا للرأي أجرته أخيرا أظهر أن شعبية بوش ارتفعت في الأسابيع الأخيرة بعد فترة طويلة من التراجع إذ جدد الأميركيون تفاؤلهم بمستقبل الديمقراطية في العراق ونجاح الحملة التي تشن ضد «الإرهاب» وتحسن وضع الاقتصاد الأميركي. لكن هناك من شدد على أن الشرق الأوسط يشهد تقدماً نحو الديمقراطية فأي تمحيص في ما يجري في العالم العربي يظهر أن الطريق إلى الحرية باتت مفتوحة والأمور تجري إلى الأمام وإن بخطوات بطيئة. والدليل انتخابات العراق كما الانتخابات التي جرت في لبنان وفلسطين ومصر والسعودية. وأحاديث الحكام العرب الذين وصفتهم بـ «المستبدين» أمثال الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن خطط للانتقال الديمقراطي، كذلك الضغوط القائمة على سورية.

ضبابية الخيارات المزيفة

وكتبت «نيويورك تايمز» افتتاحية تحت عنوان «ضبابية الخيارات المزيفة» دعت فيها الكونغرس الأميركي إلى سحب السلطة التي تخول الرئيس بوش التجسس على الأميركيين. وقالت اننا اعتدنا بعد خمس سنوات على الخيارات المزيفة التي يطرحها بوش للدفاع عن سياساته ومن بينها تبرير احتلال العراق بحجة مفادها انه لا بد من قمع النظام العراقي لحماية الولايات المتحدة من أي اعتداء نووي إرهابي قد يشنه هذا النظام ضدها. لكنها رأت أن أكثر خيارات بوش زيفاً هو تبريره التجسس على الأميركيين بالقول مرة انها لإنقاذ حياة الأميركيين ومرة أخرى امتثالا للقانون الأميركي. وشككت بزعم بوش أنه قوض مؤامرات إرهابية عبر السماح لوكالة الأمن القومي بمراقبة اتصالات الأميركيين من دون إذن من المحكمة.

بوش يعود إلى أسلوب «سري للغاية»

وسخرت صحيفة «نيويورك تايمز» مشددة على أن إدارة بوش درجت على العودة إلى أسلوب «سري للغاية» لدى الضغط عليها. وأكدت أن تأكيد بوش على أن الامتثال إلى قانون يتجاوز عمره 27 عاماً يعوق اتخاذ أي إجراء سريع وحاسم، في حقبة تتسم بتكنولوجيا عالية، ما هو إلاّ خرافة مطلقة. وأشارت إلى أن لدى هذه الإدارة سجلاً حافلاً بتوسيع دائرة السلطات الرئاسية بأساليب خطيرة مذكرة بقرار الاحتجاز غير المحدود لـ «المقاتلين الأعداء». معتبرة أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تتذرع فيها الإدارة بالإرهاب للتجسس على الأميركيين، موردة ما كشفته شبكة «إن.بي.سي» أخيرا عن قاعدة بيانات تشتمل على 1500 حادثة «مشتبه بها»، بما فيها اجتماع «جمعية كويكر» الدينية للتخطيط لتنظيم حشد مناهض للحرب.

خطوات نحو الديمقراطية في الشرق الأوسط

وكتب جاكسون ديهل في «واشنطن بوست» تحت عنوان «خطوات نحو الديمقراطية في الشرق الأوسط» إذ اعتبر أن أي تمحيص في التطورات التي يشهدها العالم العربي يظهر أن الطريق إلى الحرية باتت مفتوحة والأمور تجري إلى الأمام وإن بخطوات بطيئة فعلى رغم انه مقابل كل خطوتين ثمة خطوة إلى الوراء، يشهد الشرق الأوسط تحولا فعليا باتجاه الأفضل. وإذ لفت إلى أن العراق شهد أكثر الانتخابات حرية في تاريخ العرب، استدرك مشيرا إلى أن الحكمة الدارجة في واشنطن والشرق الأوسط ما زالت تستبعد أمل إدارة بوش بأن تدخلها العسكري يشكل حافزا على التغيير الديمقراطي في المنطقة. وبعد أن استعرض ديهل بعض استطلاعات الرأي التي توحي بالتشاؤم كالذي أجراه معهد بروكنغز ووجد ان 58 في المئة من العرب خارج العراق يعتقدون أن الحرب لم تأت بالديمقراطية، حاول أن يشير إلى ما لم يستطع العرب ملاحظته وهو الزخم السياسي الذي اتسم بالديمقراطية في السنوات الأخيرة. ثم ساق بعض العناصر التي تدلل على التحرر في المنطقة وأولها انتخابات 2005 في كل من فلسطين ولبنان ومصر والسعودية. وثانيها يتمثل في إقدام الكثير من الحكام العرب الذين وصفهم بـ «المستبدين» مرغمين على الحديث عن خطط الانتقال الديمقراطي. واستشهد بأحاديث الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن خطط تتعلق بحرية الصحافة وحرية القضاء وقوانين الانتخابات الحرة. أما ثالث العناصر التي عرضها ديهل، فهي المحاسبة السياسية التي وصلت إلى أوجها أخيرا بدءاً باحتجاز 4 مسئولين لبنانيين متهمين بتورطهم بمقتل رئيس الوزراء الحريري، وصولاً إلى الضغوط الدولية التي تمارس على الرئيس السوري بشار الأسد عبر الأمم المتحدة. وشدد على انه لم يسبق أن تم الكشف عن تورط مسئولين عن أية جريمة قتل في أية دولة من دول الشرق الأوسط. وختم مؤكدا أن التحول في منطقة الشرق الأوسط الذي دعا إليه الرئيس بوش عشية الحرب على العراق في العام 2003 بات أقرب إلى التحقق في العام .2005

العدد 1209 - الثلثاء 27 ديسمبر 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً