العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ

التسامح... «والرحمة الرحمانية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يحتفل المسلمون اليوم بعيد الأضحى المبارك، ويتزامن العيد هذا العام مع اليوم الدولي للتسامح الذي تحتفل به الأمم المتحدة بهدف «نشر ثقافة السلام والتسامح والمساهمة بفاعلية أكثر في إثراء التراث الإنساني من أجل عالم أفضل»، وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة بالمناسبة إلى أن التسامح يشكل أساس الاحترام المتبادل بين الشعوب والمجتمعات، وهو أمر لا بد منه لبناء مجتمع عالمي ‏واحد تجمعه قيم مشتركة. وأن التسامح فضيلة من الفضائل وسجية من السجايا، ولكنه فوق كل ذلك فعل ‏يكمُن في مد الأيدي إلى الآخرين والنظر إلى الاختلافات لا كحواجز، بل كدعوات مفتوحة إلى الحوار ‏والتفاهم. ‏

ومن المفارقات أن انعدام التسامح يقترن في عصرنا بالمسلمين، وبمجتمعاتهم، وبحكامهم، وبحركاتهم، وبتنظيماتهم، هذا في الوقت الذي يحدثنا القرآن، ويحدثنا التاريخ عن أمر مختلف. فحضارة الأندلس كانت قد صعدت إلى آفاق عليا في القرون الوسطى، وهي القرون التي كانت يسميها الأوروبيون بالعصور المظلمة بسبب القمع والحرمان وانعدام التسامح... وعندما هُزم المسلمون في الأندلس في العام 1492 حدثت مذابح استهدفت أي شخص لا يعتنق المسيحية (على المذهب الكاثوليكي)، وحتى أن اليهود هربوا إلى ديار المسلمين ولجأوا إلى المغرب واسطنبول، واليهود المتواجدون حالياً في هاتين المنطقتين كانوا لاجئين سياسيين (بمصطلحات اليوم) لدى المسلمين، ويهود تركيا مازالوا يتحدثون لغة تحتوي على مضامين إسبانية قديمة...

إن القرآن الكريم يبدأ كل سورة من سوره بآية «بسم الله الرحمن الرحيم» (باستثناء سورة التوبة، بينما تشتمل سورة النمل على بسملتين)... والفرق بين «الرحمن» و «الرحيم»، أن «الرحمة الرحمانية» تشمل جميع البشر من كل نوع وصنف ومعتقد وتشمل كل مخلوق وموجود، أما «الرحمة الرحيمية» فهي موجهة للمسلمين.

وفي العام 1996 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام وذلك عبر القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور، وجاء ذلك بناء على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو الذي عقد في 16 نوفمبر 1995 «حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح»، من بينها «التزام الدول الأعضاء والحكومات بالعمل على النهوض برفاه الإنسان وحريته وتقدمه في كل مكان، وتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب».

التسامح مقرون بالعزة والقوة في المجتمعات المتحضرة، بينما يقترن بالضعف في المجتمعات التي يسودها التخلف، ولذا يشهد التاريخ بأن المسلمين عندما كانوا في قمة التسامح كانوا أيضاً في قمة حضارتهم، كما ان الأوروبيين لم يحققوا صعوداً في حضارتهم إلا بعد أن أيقنوا بأن التسامح واحترام الآخر وحظر التمييزالعرقي والديني هو السبيل للتخلص من الجهل الذي يسببه التعصب والتطرف وكل الممارسات القائمة على التمييز بين بني البشر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:42 ص

      سامحونا

      نعم للتسامح لكن ليس على طريقة ما تسمى الوحدة الوطنيه او ما يعرف بالتقريب بين الاديان والمذاهب بمعنى ان الطرف الاضعف نفوذا وقوة او ربما عددا ان يكون هو المقصود والمعنى بالتخلى عن فكره ومعتقده وحقوقه ومطالبه لتفعيل شعار التسامح ولمجرد ارضاء الطرف الاقوى وسااااامحونا

    • زائر 9 | 5:35 ص

      النفوس الخيّرة ... والنيّة الطاهرة

      فيتامين التسامح مصدره فيتامن "د" الرباني فيسطع بمضاد الحقيقة - الرحيمية الرحمانية - كل يوم؛ ليحرر النفس من الكثير من متاعب الكساح والإحباطات التي تنغص العيش بسبب ما تحدثه أدخنة الحقد والأنانية من توترات تعصف بشخصية الفرد وتدفع فيها حمأة اليأس والضغوط الموصلة إلى تشويه الشخصية الإنسانية وضعضعة مقوماتها. ( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) كل الشكر للوسط ... نهوض

    • زائر 8 | 5:09 ص

      أبن المصلي

      التسامح كلمة عظيمة لمن يقيم لها وزناً وفضيلة انعمها الله على البشر لو اخذت بها الحكومات والشعوب العربية لكان لنا شئنا كبيراً بين الأمم ولكن للأسف الشديد البعض من يدعي انه مسلم والأسلام منه براء أخدوا يشوهون هذا الدين العظيم بأفعالهم الأرهابية وتشددهم الذي لاانزل الله به من سلطان وهؤلاء يستقون ارائهم من فكر منحرف متخلف عن تطلعات الأسلام واهدافه الساميه وقيمه الخالدة التي جاء بها نبينا ص وآله وصحبه المنتجبين الذين بخلقهم فتحوا البلدان والأمصار ودخلت الأسلام افواجا من البشر ببركة التسامح

    • زائر 7 | 2:54 ص

      وين التسامح

      صار بعض الناس يحجون عن العائلة بعدين سمعنا ناس يحجون بأسم القبيلة والحين صاريحجون بإسم الطائفة وبعدين الله يستر هذى عقليات تطلع منها تسامح ما أصدق

    • زائر 6 | 2:50 ص

      صل على نبيك أي إحترام للأخر

      بالأول إحنا خلنا نخترم بعضنا البعض, رجال دين يخطبون على المنابر لإثارة النعرات الطائفية وللإسائة للمذاهب الإسلامية, المرأة المشهورة مطلعه شعرها ولابس قصير ولا تحترم أو تراعي الرجل ...فأي إحترام بين علاقة المذهب الإسلامية بالأخر وأين التسامح به, وأين الحدود في علاقة المرأة السفور والرجل وأين الحرية لرجل صار الرجل مقيد وملزم على النظر إلى الأسفل أو إلى الأعلى أو جانب حتى يغض النظر فلا إحترام متبادل ونطالب الأخرين بالإحترام والتسامح؟!!

    • زائر 5 | 2:48 ص

      التسامح

      الغريب أن لدينا قران عظيم وسنة نبوية كلها تسامح وسلف صالح أكثره تسامح وأحاديث وروايات تدعوا للتسامح والوحدة لكن ما أدرى هل الجينات البدوية والقبلية والعصبية قوية لهذا الحد محتاجين لدراسةحتى بعد ما أختفت شوى بدأت ترجع

    • زائر 3 | 10:57 م

      شعب البحرين الأصيل لا حاجة لمن يعلمه التسامح

      شعب البحرين الأصيل لا حاجة له لمن يعلمه التسامح والشواهد كثيرة مساجد الى جنبها كنائس ، ومعابد لا ديان اخرى سماوية وغير سماوية واجناس بشرية متنوعة تعيش في أمن وأمان بشادتهم المساجد مفتوحة وكذلك باقي دور العبادة مثل المآتم التي تستقبل الجميع ، وموائد والمآتم للجميع حتى شاع المثل ( الذي يعزي وما يعزي يأكل عيش الحسين ) واي يسامح ننشد ونطلب ؟ لكن الخوف الخوف من الامواج اليشرية الجديدة المجنسين الطامعين في خيرات بلدنا وسلوكياتهم المشينة ان تفسد علينا ما نحن فيه من تسامح ومحبة تركها لنا الأجداد .

    • زائر 1 | 9:42 م

      السياسة عندنا لا ترحم

      "التسامح واحترام الآخر وحظر التمييزالعرقي والديني هو السبيل للتخلص من الجهل الذي يسببه التعصب والتطرف وكل الممارسات القائمة على التمييز بين بني البشر" كلام جميل يصعب أن تجده متداولا هنا، في الدول المتقدمة سياستهم الداخلية قائمة على احترام الإنسان لأنهم عرفوا سر التقدم و الإزدهار، أما هنا فماكنة السياسة لا توجد فيها أي ذرة إنسانية.

اقرأ ايضاً