العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ

عصفور: تراجَع زمن الشعر... وعلينا ألا نفكر في الماضي

حفل افتتاح ملتقى القاهرة للإبداع الروائي

دعا رئيس اللجنة العملية لملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي في دورته الخامسة، جابر عصفور، للنظر الى المستقبل والتجديد في مسار الثقافة العربية، معتبرا أن الرواية هي الفن الأشمل الذي يستطيع أن يحمل هذه الراية.

وقال عصفور وهو رئيس مركز الترجمة في كلمته في افتتاح المؤتمر: ان «اللجنة العلمية وضعت في اعتبارها سؤال المستقبل والأشكال التي يمكن للرواية العربية أن تتخذها والمواقف التي يمكن لها أن ترتقي لها». وتابع «هناك أيضا أسئلة تتعلق بهوية الرواية للكتاب العرب الذين يكتبون بأكثر من لغة في المغرب العربي وفي المهجر مثل أمين معلوف الذي يكتب بالعربية والفرنسية، وآسيا جبار».


الرواية فن ماكر

وأعاد عصفور إلى الأذهان «تاريخ نشأة الرواية العربية مركزا على الأسئلة التي طرحتها الرواية هذا الفن الماكر، في مراحل تطورها المختلفة في العالم العربي»، مشيرا إلى أن «الروائي العربي اشتغل بحرية أكبر أتاحت له مساحات واسعة من الإبداع، أكثر مما لدى الشاعر المقيد بالقوانين الشعرية التي ورثت ميراثا رئيسيا في الثقافة العربية».

وركز على أن «الأمة العربية متخلفة الآن عن ركب الحضارة، وقد آن الأوان للعرب أن ينظروا إلى مستقبلهم وأن يتوقفوا عن التفكير بالماضي»، مشددا على أن «الرواية هي التي تعبر عن الزمن الحديث وهي الفن العجيب الذي يستطيع أن يستفيد من كل ما حوله وأن يذيب كل الفنون فيه، بحاجة أيضا لتساؤلات حول مستقبلها وحول دورها في السنوات المقبلة».

ورأى عصفور أن «كتاب الرواية يتزايدون فمكتبي في زمن سابق كان يمتلئ بكتب الشعر والآن اصبح يمتلئ بالمجموعات القصصية والرواية. فقد تراجع زمن الشعر وهناك بين الكتاب الجدد أناس متميزون فعلا... يشكلون رافدا جديدا وجيدا للرواية العربية».


عالم ممزق

وألقت الروائية الفلسطينية سحر خليفة كلمة المشاركين في المؤتمر، مشيرة إلى تقدم الرواية «في حين تراجعت القراءة واستطاع السياسيون العاملون في وسائل الإعلام انتزاع الأضواء عن كتاب الرواية».

وتحدثت عن دور الرواية في الزمن المعاصر، متسائلة «ماذا تستطيع أن تقدمه في ظل تمزق العالم العربي من القدس إلى العراق إلى الصومال والسودان والمغرب وماذا يستطيع الروائيون أن يكتبوا وأن يؤثروا في هذا المسار».

واختتم حفل الافتتاح الأمين العام للمجلس الاعلى للثقافة عماد أبو غازي، الذي أكد في كلمته على «تنظيم نشاطات ثقافية على مدار العام تحتفي بالروائي المصري الحائز جائزة نوبل للاداب العام 1988 الراحل نجيب محفوظ الذي احتُفل السبت الماضي بعيد ميلاده الـ 99». وأوضح أبوغازي أن «نجيب محفوظ كأحد أهم وأبرز العلامات في تاريخ الرواية العربية سيكون مدار ندوة دولية تعقد في مثل هذه الأيام (السنة المقبلة) بمناسبة مرور مئة عام على ميلاده احتفاء به وبالرواية العربية».

وأشار أبوغازي الى أن عدد الروائيين والباحثين المشاركين في ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي يتجاوز 250 شخصية، هم 100 روائي وناقد عربي إلى جانب 150 روائيا وناقدا مصريا وبعض المستعربين الأوروبين والأميركيين. كما أن الباحثين والروائيين العرب المشاركين في المؤتمر أتوا من معظم الأقطار العربية.


محاور وطاولات مستديرة

ويناقش المؤتمر مجموعة من المحاور من بينها «آفاق التجريب الروائي» و»الحرية وآفاق الرواية» و»الرواية بوصفها حرية بديلة» و»الرواية العربية ورهانات المستقبل» و»أسئلة وانشغالات راهنة».

ويشهد المؤتمر تنظيم طاولات مستديرة الأولى بعنوان «التجمعات الروائية الجديدة»، والثانية بعنوان «الطاهر وطار (الروائي الجزائري الراحل)»، وأخيرا «رواية الخيال العلمي».

ويشهد اليوم الأخير في الملتقى إعلان اسم الفائز بجائزة الملتقى الكبرى التي تقدمها وزارة الثقافة المصرية وتبلغ قيمتها 100 الف جنيه (18 الف دولار).

ويعقد الملتقى مرة كل عامين بالتبادل مع ملتقى القاهرة الدولي للابداع الشعري العربي.

العدد 3030 - الأربعاء 22 ديسمبر 2010م الموافق 16 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً