العدد 3044 - الأربعاء 05 يناير 2011م الموافق 30 محرم 1432هـ

إبراهيم بحر: سعيد بالتكريم الذي سيبقى بصمة مهمة في ذاكرتي

خلال تكريمه في مهرجان المسرح الخليجي 11 في قطر

عبر الفنان إبراهيم بحر عن امتنانه للفنانين البحرينيين واتحاد المسرحيين الذي رشَّحه للتكريم في مهرجان المسرح الخليجي في دورة الحادية عشرة في دولة قطر 2010م وأشار في تصريحه للوسط بأن «الفنان يحلم دائماً بالتكريم من قبل الدولة أو على مستوى الخليج أو الوطن العربي، ليحس أن ما يقدمه طوال هذه السنوات تم تقديره، أحس أن ما قدمته طوال 38 سنة في هذا المجال كمؤلف أو مخرج أو فنان محل تقدير وتكريم، وأن هذه الأعمال قد لاقت الاستحسان من قبل الناس والمبدعين والنقاد... وهذه ذكرى ستبقى مرسومة في ذاكرتي لأنها تمثل بصمة مهمة في تاريخي الفني».

- للتكريم دور في تشجيع المبدع وقد تم تكريمكم في مهرجان المسرح الخليجي الدورة الحادية عشرة في دولة قطر 2010م، ما أثر هذا التكريم عليكم هل لك أن تضعنا في سياق هذا التكريم؟

أنا سعيد جداً أني اخترت من قبل اتحاد المسرحيين الذي يمثل كل المسارح الأهلية، أنا سعيد جداً بهذه المبادرة والتكريم، وأن يحتفى بي وبزملاء آخرين من دول مجلس التعاون في الدوحة عاصمة الثقافة في مهرجان المسرح الخليجي الحادي عشر في الدوحة، وهذه ذكرى ستبقى مرسومة في ذاكرتي لأنها تمثل بصمة في تاريخي بأن أكرم على مجمل أعمالي في هذه المرحلة والبحرين، فيها الكثير من المبدعين الذين يستحقون التكريم.

- التكريم فرصة للاهتمام بالمبدع والتركيز على أعماله ومشروعه الفني ما نصيب البحرين من الاهتمام بالمبدعين، هل تجد أنه من المهم تكوين لجنة رسمية تقوم على التكريم ومنح جوائز دولة تقديرية وتشجيعية في المجال الإبداعي؟

نحن كمسارح أهلية نقوم بهذا الدور حالياً، فمسح أوال يكرم بعض المبدعين خلال مهرجانه بشكل سنوي، وكذلك مهرجان الريف المسرحي، وكذلك مسرح الصواري، وأنا من الناس الذين كرموا في مسرح الصواري وكرمت كذلك من مسرح أوال، المسارح الأهلية تقوم بهذا الدور، وأمنيتنا أن تقوم الدولة أو وزارة الثقافة بهذا الدور. فالأمر يختلف بين أن يكرمك مسرح الصواري باعتبارك أحد أعضائه وأن تكرمك الدولة وزارة الثقافة، وأمنيتنا أن يكون عندنا مهرجان مسرحي تحت أي تسمية يضم خمس الفرق المسرحية في تنافس وجوائز وتكريم واحتفاء بالمبدعين.

- سياق التكريم فرصة لرصد البدايات، كيف بدأت رحلتك في الساحة الفنية هل لك أن تقص علينا سيرة البدايات المسرحية؟

مع بداية السبعينيات أيام الكشافة وحفلات السمر التي كان من الممكن فيها للطالب أن يكتشف موهبته من خلال التشجيع من قبل الكشافة الآخرين والأساتذة الرواد والقادة الذين يشجعون في هذا المجال وقد التحقنا كذلك بالمقر الصيفي للكشافة وكنا نقوم بأعمال كثيرة وكذلك كانت النوادي ثقافية قبل أن تكون رياضية مثل نادي التقدم، نادي شط العرب، نادي الجيل، نادي الهلال والكثير من النوادي كانت تقيم الحفلات وكنت أكتب مع أصدقائي وكنا نمثل ونخرج مع بعض إلى أن اكتشفنا الدكتور إبراهيم غلوم حيث كتب عنا ودخلت مسرح أول وكتب عنا محمد الجزاف في صحيفة الأضواء، وانتقلت إلى مسرح الجزيرة الذي انطلقت فيه في مسرحية السعد إخراج أسعد فضة وسافرنا بها وأرشدني فضة إلى أن أدرس المسرح لأنه وجد فيّ شيء لم أكن أعرفه وحينها أيضاً لم أكن أعرف أن هناك معهداً يدرس المسرح، وفي 1977م التحقت بالمعهد وتخرجت منه، وفي الكويت تكونت بشكل أكاديمي واشتغلت في أعمال مسرحية كثيرة مع كبار النجوم الكويتيين.

بعد الكويت ابتدأت مع خريجي المعاهد المسرحية وقدمنا «عطيل يعود، ورجل من عامة الناس» ومجموعة من الأعمال المسرحية التي كنا نقدمها للطلاب والخرجين، وبعدها مع آخرين أسسنا مسرح الصواري، وكنت حينها رئيس مجلس إدارته لمدة ست سنوات واشتغلنا كثيراً في هذا المسرح فأصبح له سمعة طيبة داخل البحرين وعلى مستوى الوطن العربي، ويشار له بالبنان، ومازلنا نؤلف ونشتغل على المسرح ونمثل.

- ما المراحل التي اجتزتها وتمثل نقلة ويشار لها بالبنان على الصعيد الفني لديك، إلى وصلت إلى صناعة هذا الاسم الفني إبراهيم بحر؟

اشتغلت في الكثير من التجمعات العربية مسرحية «واقدساه» في سنة 88 في القاهرة وكان فيها نخبة من الممثلين العرب من كل دولة ممثل، وكنت مشاركاً في هذا العمل واشتغلت في مسلسل كان فيه نخبة من الممثلين العرب بعنوان «آنٍ الأوان» لم يخرج للنور لأنه كان فترة غزو الكويت تعرفت فيه على مجموعة من الفنانين الذين اشتغلت معهم، وهناك مسلسل فيه نخبة من الممثلين العرب اسمه «علاء الدين أو الشامات» نفذناه في قطر بداية الثمانينيات، وكرمت في القاهرة في صالون غازي الثقافي وكان التكريم يضم المفكرين والممثلين العرب وكنت مكرماً إلى جانب علي الهاشمي الذي اعتز أن أكرم معه.

- ما موقع الدراما البحرينية على مستوى الإنتاج الخليجي والمستوى العربي؟

كان في الدراما البحرينية في بداية التسعينيات من الأعمال ما نعتز بها ولحد الآن نحن نعيش على ذكريات تلك الأعمال ونجاحها، وحتى الناس لاتزال تتذكرنا إلا من خلال تلك الإنجازات، خصوصاً الأعمال التراثية، كنا في تلك الفترة لا نقدم التراث فقط كنا نقدم تراثاً وأعمالاً خاصة بالطفل مثل «صالون التاريخ، وبحر الحكايات» وأعمال خاصة بالأمور الدينية مثل «الكلمة الطيبة، وحسن ونور السنا، أولاد بوجاسم» ومجموعة متنوعة من الأعمال، كان الفنانون الخليجيون يتصلون بشكل مباشر للمشاركة فيها من شدة مشاهدتها ومتابعتها على تلفزيون البحرين.

- ما الذي وجد في تلك الفترة وفقد الآن من بنية وقاعدة فنية تمثل إمكانية لتقديم مثل هذه الأعمال.

فقد الكثير، أين هي أعمالنا السابقة التي كنا نعتز بها وكان يضرب بنا المثل عبرها ففي الكويت ودول الخليج الأحرى حينها كانوا يقولون « التراث اتركوه لأهل البحرين، فهم يعرفون كيف يتعاملون مع التراث « ولكن مازال الممثل البحريني موجوداً وكذلك الكاتب والمخرج الفني مازالوا موجودين، ما الذي تغيّر؟ نحن موجودون، ولكن الإدارة المتوجهة للفنون تغيرت، نحن نتمنى أن تكون هناك قرية تراثية كما كانت في المالكية التي انتهت نتمنى أن يفكر المسئولون بشكل جدي في أن يكون للبحرين موقع في الدراما الخليجية، نحن الآن أصبحنا في المؤخرة مع الأسف الشديد بعد ما كنا في المقدمة، ويوجد خلل لابد من معالجته وهناك موازنات وملايين تصرف على فعاليات وأنشطة آنية تنتهي بمرور فترتها ولا أحد يتذكرها، لكن أعمالنا لحد الآن الناس تتذكرها «البيت العود، وفرجان لول، وحزاوي الدار، وسعدون، وملفى الأجاويد، وسرور»... أعمال باقية في الوجدان البحريني الخليجي والعربي، فلماذا لا أصرف على الدراما الراقية الجيدة التي تحمل مضامين من تراثنا وحضارتنا هذا أفضل من الصرف على أنشطة لآخرين غيرنا يأتون وتصرف الملايين عليهم دون أن نستفيد من ذلك كمواطنين وفنانين.

- كيف يقرأ إبراهيم بحر موقع المسرح البحريني على المستوى الخليجي؟

الآن من الممكن أن تتغير النظرة بالنسبة للمسرح خصوصا بعدما أصبحت صالة البحرين الثقافية متاحة للمسرحيين لأنها في فترة من الفترات ما كانت متاحة ما كان لدينا مكان نعرض عليه، فصالة الجفير انتهت وصالة البحرين الثقافية التي كانت في مدينة عيسى هدمت وانتهت المدارس التي كنا نعرض عليها أصبحت هناك قوانين صارمة على استخدامها، ومن حقها وزارة التربية أن تكون لها قوانينها الخاصة فهذه الصالات وضعت للطلاب في الأساس وليس لعرض الأعمال المسرحية، ومن مسئولية إدارة الثقافة أن توفر هذه الخدمة، الآن أصبحت الصالة الثقافية تغطي هذا الغرض، ولكن هناك حاجة لمكان للبروفات والتدريبات وبعدها نستطيع أن نعرض في صالة البحرين الثقافية، في السابق لم نكن ندعم بشكل جيد أيام تلك الأعمال التي تستقطب الجمهور كنا نحصل في العرض الواحد كعلاوة إنتاج من وزارة الثقافة على ألف وخمسمائة دينار المبلغ لم يكن يكفي لكنه كان يسد بأشياء ثانية فكان العرض المسرحي يدعم من خلال التلفزيون والمطبعة، التلفزيون يعد الديكور والإضاءة، الكثير من الأشياء كانت مدعومة بشكل ملحوظ. الآن رغم زيادة الدعم المادي إلا أنه لا يوجد هذا الدعم المصاحب فلا مطبعة ولا ديكور ولا إضاءة وكل مسرح يتحمل تكلفته.

المشكلة الأخرى أننا محتاجون لأن يكون هناك مهرجان يضم الفرق الخمس المسرحية تكون فيه مسابقة ومنافسة بحيث أنه لو قدم أعمالاً تنافسية فإنه يدعم الحركة المسرحية ويعطينا أعمالاً مسرحية متميزة لأنك الآن في مسابقة وهذا جيد وفي نفس الوقت من المفترض أن تكون هناك لجنة تحكيم نزيهة غير منتمية لأي مسرح فقط فنانين ومسرحيين معروفين.

المشكلة أنه يتم اختيار أي عمل للمشاركة وبالتالي مع الأسف الشديد لا يحصل على أي نتيجة في المهرجانات الخارجية وهذه سمعة البحرين الكثير يقول أين هي أعمالكم المسرحية من قبل مع الأسف كثيرا لا ألوم لجنة اختيار العروض التي تمثل البحرين لوجود أعمال من الممكن أن تمثل البحرين لكن مع الأسف الشديد انزاحت وذهبت أعمال أخرى.

- اشتغلت على المسرح الواقعي وعلى مسرح فيه نوع من التجريب واشتغلت على أكثر من نوع مسرحي، كيف تجد التلقي البحريني للأنواع المختلفة من المسرح؟

المسرح من المفترض أن يقدم أعمالاً اجتماعية أعمالاً بسيطة والبساطة ليست سهلة البساطة أعني بها كيف أصل لقلب المتفرج وكيف أجعله يستمتع بهذا العمل بإيقاعه وتمثيله وقصته هذه مهمة جداً الجهور من المؤكد أنه سيتعاطف معك ويحضر لك أما الأعمال التجريبية فلها نوعية خاصة من المتفرجين الصفوة، أنا لست ضد الأعمال التجريبية الناس تريد أن ترى وتستمتع وتضحك أن ترى عملاً يرسخ في ذاكرتها وهذا مهم جداً حينما يذهب العمل حتى بعد سنوات يتم تذكره مثلاً مسرحية «الزلزال» قدمت في البحرين في بداية السبعينيات ولحد الآن الناس تتذكرها وكان عبدالعزيز مندي هو الذي عمل الديكور وجعل المسرح رغم عدم وجود التقنية (يرتجّ) وجعل الناس تتخيل بالفعل أن هناك زلزالاً، تكثيف الحركة المسرحية تعطيك صورة ترسخ في الذاكرة، لا يجوز ترشيح عمل لخارج البحرين يتم عرضه فينسى، لابد من أن تكون هناك فرقة متميزة، أنا مع هذه النوعية وأتمنى من إخواني التأكيد على هذه النوعية أتمنى من مسرح الريف أن يقدم أعمالاً فيها ريحة الريف ولا يذهب في اتجاه التجريب واتجاه الأشياء الثانية، اجعل لك خصوصية، كما لكل مسرح خصوصيته.

- أجد لك رؤية خاصة في المهرجانات المسرحية وتطويرها، من ناحية العروض التي يتم اختيارها والتحكيم وغيره، هل لك أن تطلع القارئ عليها؟

كل مسرح لابد أن تكون له خصوصيته مسرح الصواري من أول ما أسس أصبحت له خصوصية التجريب والورش المسرحية، وأنا كنت أحد أعضائه ورئيس مجلس إدارته وكنت مع هذا النوع لكن ليس ضد النوع الآخر، نريد أن نشتغل بشكل متنوع، مسرح أوال له تاريخ، قدم أعمالاً مسرحية راقية للجمهور مثل «سوق المقاصيص خميس وجمعة، والبراحة» هذا الخط لابد أن يحافظ عليه مسرح أوال لا ينزاح عنه لشيء ثانٍ، حالياًَ بعض المسرحيين يقومون بأعمال تجريبية «نحن خربنا المسرح شردنا الجمهور» (الريف) مثلما ذكرت من المفروض أن تكون له خصوصيته، (البيادر) لابد أن تكون له خصوصيته في النوعية أعتقد أنه قدم أعمالاً فيها من الخصوصية أتمنى أن تعمق هذه الخصوصية وأن يتم الاستمرار عليها وأن لا ينزاحوا إلى شيء آخر، أما (جلجامش) فأعمالهم قليلة جداً وكانت البداية أعمالاً تاريخية وخصوصية (جلجامش) في الاستعراض إذ كانوا يقدمون أعمالاً فيها استعراض.

العدد 3044 - الأربعاء 05 يناير 2011م الموافق 30 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً