العدد 3061 - السبت 22 يناير 2011م الموافق 17 صفر 1432هـ

الغلاء... يغلي في الشارع العربي

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

منذ انطلاق ثورة تونس الحرة في 14 يناير/ كانون الأول والشارع العربي يغلي بأكثر من قضية وبأكثر من ملف يطالب فيه منذ زمن طويل بدءاً من ديمقراطية وحرية تعبير وحقوق الإنسان وصولاً إلى»الجوع والغلاء».

وبالأمس (السبت) حذرت وزيرة الزراعة الألمانية ألزه أيغنر في برلين مما سمته «ثورات الجوع» في الدول الفقيرة قائلة إن الاضطرابات التي شهدتها تونس في الأسابيع الماضية جاءت أيضاً بسبب استمرار غلاء أسعار المواد الغذائية.

إن رفع الأسعار الذي بدأ العمل به في أكثر من بلد عربي مثل الجزائر والأردن واليمن وغيرها، وخروج الناس في الشوارع ما هي إلا مؤشرات تشير إلى مدى تخاذل حكوماتنا العربية في مواجهة حقيقة ما تفعله وحقيقة ما يعيشه المواطن العربي اليوم من وضع يهدد مصدر رزقه وأيضاً يجعله على حافة «الجوع».

لقد أصبح إضرام النار في الجسد من الخليج إلى المحيط أسلوباً احتجاجياً خطيراً من قبل المواطن العربي المقهور بشتى صنوف القمع والحرمان، وكان يقال له بأن عليه أن يكون خاضعاً للأنظمة من دون رأي وعليه أن ينفذ ما يطلب منه. الحكومات العربية لم تسمع لشعوبها وجاءت موجة الغلاء، وإذا بها تهرع إلى زيادة الأسعار وفرض الضرائب ورفع الدعم، متنساين أن من يفعل ذلك في بلدان الغرب إنما يكون منتخباً ومساءلاً، وليس فاسداً أو ظالماً أو متهرباً عن التزامه بالدستور وبمواثيق حقوق الإنسان.

إن سخط المواطن العربي يأتي في ظروف اقتصادية حالكة، لا يعتقد بأنه هو الذي صنعها، ويرى الذين يفرضون عليه الضرائب ويفقرونه يلعبون بثروات البلدان، ولذا فإن الشارع العربي غلى مطالباً بوضع حد لسياسات غير سليمة وغير رحيمة تزيد الفقير فقراً، وتحول الطبقة المتوسطة إلى فقراء، بينما يزداد البعض ثراء وبذخاً واستهتاراً.

وعليه فإن حالة التذمر ستستمر، لأن الوضع يرتبط بقضية أعمق تتصل بالحريات العامة وبغياب المساءلة، وبانتشار الفساد، أما الحلول المؤقتة فلن تحل المشكلة لأن هناك تراكماً زمنياً طويلاً لسياسات خاطئة... ومثلما قال السياسي الفلسطيني الكبير عزمي بشارة: «لو جلس الجميع على الفيسبوك ماقامت ثورة تونس»، بمعنى لو استمع الحكام للمواطنين لما حدثت أزمة سياسية أو ثورة شعبية

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3061 - السبت 22 يناير 2011م الموافق 17 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 3:19 ص

      نفس التعليق على موضوع الدكتور لموضوعك !

      الثورة التونسية نجحت لان الجيش وقف معها والا لو كل الشعب يخرج ما استطاعوا تنحي بن علي !! يعني ما كان يضير بن علي بقتل المتظاهرين و يتهمهم بعمالة للخارج كما موجود في باقي الدول العربية و العرب كلهم بيكونوا معاه طبعا, لكن لان الجيش أراد التغيير فلم يكن امامه الخيار سوى الهروب !

    • زائر 9 | 2:41 ص

      ...

      خلال مقالاتك الاخيرة وبالتحديد بعد ثورة الياسمين برزت شخصيتك في الكتابة عن هموم الناس وهموم الشعوب. شكرا وننتظر المزيد حول مواضيع الفساد والاراضي وزيادة رواتب ومميزات كبار الموظفين بدلا من صغار هم ومتوسطي الحال . قال احدهم الباطل يبقى باطلا والظلم يبقى ظلما وكلاهما لايدومان

    • زائر 8 | 2:18 ص

      الاصلي

      استاذتنا العزيزه هل تعتقدين ان من يثور من اجل عيش كريم يطمع في سلطه او في منصب او هل خيرات البلد يجب ان ينعم بها كافة الشعب ؟؟ اليس هذا ما سنه الله سبحانه وسنته الشريعه السمحاء ؟؟ فلا يخيل الى احد ان اي انسان يطالب بعيش كريم ان يكون طمعان في شي انا عاطل عن العمل منذ 1998 وانا صاحب عائله وبالعكس قوانين البلد وقلة الواسطه دمرتني اكثر حاولت وحاولت لان اعمل اي شيء اعيل عائلتي به ولكن القوانين المجحفه لا تسمح .. الشكوى لغير الله مذله وخليها على الله

    • زائر 7 | 1:46 ص

      :

      أصبتٍ فى عنوان المقال : الغلاء يغلي فى الشارع العربي ولكن فى البحرين الغلاء يغلي على نار هادئة .. فسياسة العصا والجزرة أما الحمار أتت أكلها فى الشارع البحريني فالفقير راضي ويأكل التبن والحمدلله.

    • عنب احمر | 1:36 ص

      عنب احمر

      للاسف ان العرب لايثرون الا من اجل لقمة العيش
      لا من الحرية او الكرامة اوالتطور والتعلم

    • زائر 5 | 1:15 ص

      زين خل الشارع يغلي

      يمكن من الغليان يستطيع التغيير لأن الشعوب العربية لا زابت شعوب خاملة ونائمة
      لا أنكر أن هناك قمع ولكن القمع لا يمكنه الصمود أمام طوفان الشعوب إذا تحركت

    • زائر 4 | 12:34 ص

      الفساد دون مساءلة

      الفساد دون مساءلة اضطر المواطن للكبت والجوع اضطره للخروج، ماذا تنتظرين يا أخت ريم من حكام ليس لديهم تنمية حقيقية في الأمن الغذائي كالزراعة والصيد وتربية المواشي وإنما تنميتهم تتركز على المباني الضخمة أي على الاسمنت فقط
      وهل يشبع الشعب الاسمنت بل ربما تكون خالية لا يسكنها أحد كما في دبي الآن ، يجب على الحكام افساح التمثيل الحقيقي للناس ولالاهتمام بمعيشتهم وتوفير السكن والتعليم والصحة لهم والتمية في جوانب الأمن الغذائي,,,,,, أبو حطبة

    • زائر 3 | 11:33 م

      الغلاء يغلي والبحرينين ينتظرون علاوة الغلاء

      ليست علاوة الغلاء هي من مطالب الشعب الابي البحريني وانما هذه اشارة الى عدة نواقص اهمها الفقر وحاجة المسكن والعمل في الاساس هو اهم من تلك المطالب فوظيفة براتب مجزي قد تترتقي بفرد لديه طاقات متفجرة

    • زائر 2 | 11:07 م

      «لو جلس الجميع على الفيسبوك ماقامت ثورة تونس»، بمعنى لو استمع الحكام للمواطنين لما حدثت أزمة سياسية أو ثورة شعبية

      وعليه فإن حالة التذمر ستستمر، لأن الوضع يرتبط بقضية أعمق تتصل بالحريات العامة وبغياب المساءلة، وبانتشار الفساد، أما الحلول المؤقتة فلن تحل المشكلة لأن هناك تراكماً زمنياً طويلاً لسياسات خاطئة... ومثلما قال السياسي الفلسطيني الكبير عزمي بشارة: «لو جلس الجميع على الفيسبوك ماقامت ثورة تونس»، بمعنى لو استمع الحكام للمواطنين لما حدثت أزمة سياسية أو ثورة شعبية

    • زائر 1 | 10:34 م

      الطوفان قادم حيث لا عاصم

      وانشاء الله ينظف الارض ومن عليها

    • زائر 0 | 10:01 م

      المهتم

      كبيره ياريم هذه المقاله وبالخصوص الشطر الأخير ، توقفك عن الكتابه ياريم في اليومين الماضين جعل يومي ناقص

اقرأ ايضاً