العدد 3086 - الأربعاء 16 فبراير 2011م الموافق 13 ربيع الاول 1432هـ

صراع أميركي إيراني على النفوذ في الشرق الأوسط بعد سقوط مبارك

مصريون يلوحون بالعلم الوطني احتفالاً بسقوط حسني مبارك (أ.ف.ب)
مصريون يلوحون بالعلم الوطني احتفالاً بسقوط حسني مبارك (أ.ف.ب)

يرى محللون أن الولايات المتحدة التي ارتبكت من جراء سقوط حسني مبارك تصوب على إيران فيما يتصارع العدوان اللدودان على النفوذ في شرق أوسط تسوده اضطرابات شعبية.

واعتبرت إيران سقوط مبارك كدليل آخر على اندحار واشنطن وإسرائيل في المنطقة لكن الولايات المتحدة ترى أن فرصة فتحت إثر تجدد التظاهرات المناهضة للحكومة في الجمهورية الإسلامية.

ويقول محللون إن إيران وبشكل أشمل ترى حركات الاحتجاج الشعبية ضد حكومات في الشرق الأوسط على أنها مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979 فيما تعتبرها الولايات المتحدة مطالبة بالديمقراطية التي تدعمها بشدة.

وقال رئيس المجلس الوطني الأميركي-الإيراني، تريتا فارسي الذي يتولى شئون الجالية الأميركية من أصل إيراني «سنشهد تصعيداً كلامياً إضافياً من جانب الولايات المتحدة».

وأضاف أن التصعيد في اللهجة سببه أن الولايات المتحدة تحاول وضع إيران في موقع دفاعي بعدما حاولت الاستفادة من الأحداث في مصر «لتقويض موقف أميركا» في المنطقة.

وقال فارسي «إنهم يراهنون على موقع في الشرق الأوسط. النظام في الشرق الأوسط ينهار، وإيران تضع نفسها كمنافس فعلي للولايات المتحدة».

واعتبر فارسي الذي تقدم منظمته النصح للإدارة الأميركية أن «سقوط إحدى دعامات النظام الأميركي في المنطقة -مصر- يخلق بالطبع توتراً في الولايات المتحدة».

وتساءل «كيف سينعكس ذلك في بقية المنطقة؟ وما سيكون رأي دول أخرى في المصداقية الاميركية (تجاه الحلفاء)؟ وهل يحاول الإيرانيون تحويل ذلك إلى انتصار لهم وليس فقط خسارة للولايات المتحدة؟».

واعتبر أن موجة الاحتجاجات الجديدة في إيران تؤمن لواشنطن «فرصة تسديد ضربة» للرد.

من جهتها تشير المحللة، سوزان مالوني إلى لهجة أميركية «أكثر حدة» تجاه إيران لكنها قالت إن ذلك يعود جزئياً إلى تشاؤم إدارة الرئيس باراك أوباما إزاء آفاق فتح حوار مع إيران حول طموحاتها النووية على المدى القصير.

وبدا أوباما وكأنه يشجع المتظاهرين في إيران الثلثاء أكثر من أي وقت مضى حين قال إنه يأمل في أن يتحلوا بـ «الشجاعة» لمواصلة التعبير عن «مطالبهم بحريات أكبر».

ورغم تشديد لهجتها، لا تزال واشنطن تصر على أنه لا يمكنها أن تملي الأحداث داخل إيران حيث عادت التظاهرات المناهضة للحكومة للمرة الأولى منذ الانتخابات الرئاسية في 2009.

ومالوني المستشارة السياسية السابقة في وزارة الخارجية حول الشئون الإيرانية والتي تعمل حالياً في معهد بروكينغز، أقرت بأن إيران، وعلى المدى القصير على الأقل، يبدو وكأنها تحقق مكاسب أمام الولايات المتحدة.

وفي السنوات القليلة الماضية، كسبت إيران نفوذاً في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية ويمكن أن تزداد نفوذاً مع امتداد التظاهرات إلى اليمن والبحرين. وباستثناء الأراضي الفلسطينية، هناك وجود شيعي كبير في هذه الدول.

وبالنسبة لمصر قالت مالوني إنه لم يعد بإمكان واشنطن أن تكون أكيدة بأن حكومة مستقبلية في القاهرة تدعم أهداف الولايات المتحدة في إحلال السلام.

لكن هناك «بصيص أمل» بالنسبة للحكومة الأميركية على المدى الطويل لأن الانتفاضتين الشعبيتين اللتين أطاحتا بمبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس أعطت العرب رؤية بديلة.

وقالت مالوني إن «تحديد البطولية في الشرق الأوسط قبل يناير/ كانون الثاني كان حكومة راغبة في الوقوف في وجه واشنطن، وبالتالي فإن إيران تناسب هذا الدور».

وأضافت «أعتقد أن مفهوم البطولة الآن هو أشخاص مستعدون للوقوف في وجه القمع، والنظام الإيراني في الجانب المخالف لهذا المفهوم».

لكن كريم سجاد بور من معهد كارنيغي قال إنه من الأسهل للقيادة الإيرانية مقاومة التغيير أكثر منه بالنسبة للقيادة في مصر.

وقال عبر البريد الإلكتروني إن «الأنظمة السلطوية المدعومة أميركياً كما كان مبارك في مصر، تعتبر أكثر هشاشة من الديكتاتوريات المناهضة لأميركا مثل إيران لأنها عرضة لتدقيق السياسة الأميركية والرأي العام».

وأضاف «بإمكان إيران أن تقتل شعبها بدون أن تقلق من أنها ستتعرض للمحاسبة من الصين أو روسيا أو أن تعلق أموال المساعدات إليها». وتابع «لا أعتقد أن الحكومة الأميركية لديها أي أوهام بأن النظام الإيراني على شفير الانهيار. لكن لم يكن من الوارد أيضاً قبل ستة أشهر التفكير بأن مبارك وبن علي لن يستمرا في الحكم».

العدد 3086 - الأربعاء 16 فبراير 2011م الموافق 13 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:22 م

      نفوذ ...وصراع ....وعلى ارض العرب ؟!!!

      ياربي كيف صار حال العرب !! لقد استهانت بنا دول وامم ..
      المذهبية موضة جديدة في السياسة...ومصدر الفتنة
      معلوم ...لكن العرب في اضعف حالاتهم...والا ماكان هؤلاء
      يتسابقون في تمزيق لحمة الأمة بهذا الشكل الحاقد
      والخبيث....
      قلو كان زعماء العرب على قلب واحد ... واحترموا
      شعوبهم لما استطاع اهل البدع والاصنام من تصدير
      مشاكلهم الى اراضينا...
      رحمك الله زمن الستينات حيث العرب كانوا سادة اراضيهم...

    • زائر 2 | 6:51 ص

      د. هاشم الفلالى

      الصراع العربى الاسرائيلى واحداث الساخنة التى تشهدها المنطقة هو نوعا من التطورات التى سوف يتبلور عنها شكل جديد له تحديد لمتطلبات واحتياجات وواجبات ومسارات مختلفة قد يكون فيها تحقيق لكل او لبعض ما تنشده شعوب المنطقة، مما يحقق الاهداف المشروعة التى سوف يكون لها عائدها الفعال والمؤثر فى المنطقة

    • زائر 1 | 2:20 ص

      بلد النفاق والمنافقين امريكا

      فكل سياستها ترى النفاق ..اذا اردتم ان تعلموا اولادكم عن النفاق فامريكا خير مثال

اقرأ ايضاً