اشتكى عدد من بحارة منطقة الجفير من عمليات الدفان المستمرة بالقرب من ساحلهم، إذ مضى على الدفان ما يقارب أكثر من أسبوعين.
وأوضح البحارة في حديثهم إلى «الوسط» أن الدفان بدأ يقترب من الساحل بصورة مباشرة، متخوفين في الوقت ذاته على طراريدهم وعلى رزقهم الذي أصبح مهددا في ظل عمليات الدفان.
وأكد البحارة أنهم بعد أن استنكروا عمليات الدفان، بدأت الشفاطات والقائمون على الدفان يلقون بالأوساخ بالقرب من الساحل، مشيرين إلى إلقاء الألواح والمسامير وأنابيب الماء والكهرباء، إلى جانب إلقاء مخلفات الدفان بالقرب من الساحل.
وذكر البحارة أن ذلك يشكل خطرا لا يقف عند حد البحارة فقط، بل يتعداه إلى أطفال المنطقة وحتى باقي الأطفال، إلى جانب أنه يهدد كل المواطنين وخصوصا أن النفايات التي يلقيها القائمون على الدفان خطرة.
كما أوضح البحارة أن الساحل الذي كان يعد المتنفس الوحيد في المنطقة أصبح مهجورا بسبب الأوساخ التي تلقى عليه بعد أن ينتهي القائمون على الدفان من يومهم.
وقال البحار محمد عيسى: «إن عمليات الدفان بدأت تزداد خلال الآونة الأخيرة، وأنها زادت من مأساة البحر، وخصوصا أن وضع البحر كان مترديّا سابقا، فهو شبه خال من الأسماك (...) إن نسبة الصيد بدأت تقل بصورة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، فإذا كانت نسبة الصيد تقلصت بنسبة 70 إلى 80 في المئة، فإنها تقلصت مع استمرار الدفان بنسبة 100 في المئة، وخصوصا أن البحارة ليس بمقدورهم الآن الصيد في المنطقة بسبب قلة الأسماك».
وأضاف عيسى «إن مع تقلص نسبة الصيد فإن الكثير من البحارة بدأوا يلجأون إلى الصيد في المناطق المجاورة، إلا أن المشكلة التي وقع فيها البحارة هي أن المناطق المجاورة تشكو في الوقت ذاته من قلة الأسماك وخصوصا أن جميع سواحل البحرين تتعرض للدفان».
وأشار البحارة إلى أنهم لا يستطيعون الإبحار الآن بسبب الدفان، ما أدى إلى عدم قدرتهم على تحصيل رزقهم اليومي، إذ إن التوجه إلى السواحل الأخرى لن يعينهم وخصوصا أن تلك السواحل تتعرض لمشكلة ساحل الجفير نفسها.
وذكر البحارة أن نسبة قليلة من البحارة يبحرون حاليّا، إذ إن تأثيرات الدفان بدأت تتجلى بصورة واضحة خلال الأيام الماضية، مبينين أنه مازال إهمال المسئولين لمشاكل البحارة مستمراّ.
ونوهوا إلى أن البحارة الموجودين على ساحل الجفير يتميزون بالكثرة وخصوصا أن هناك بحارة من خارج المنطقة، مشيرين إلى أن عمليات الدفان قلصت مساحة البحر، ما جعل عدد البحارة يفوق مساحة البحر، ملفتين إلى أن البحر لا يستوعب الأعداد الهائلة من البحارة، وخصوصا في ظل قلة المصائد السمكية التي دمرت بسبب الدفان.
ولفت البحارة إلى أنهم حاولوا الاتصال بالمسئولين، إلا أنه لا توجد تجاوب، وذلك بحجة أن الدفان مصرح له ومرخص به، منوهين إلى أنه لا يوجد أي اهتمام بالمشاكل التي يمكن أن تصيب البحارة بسبب الدفان المستمر والذي يتم بصورة عشوائية ومن دون تخطيط.
وأوضح البحارة أن الدفان تارة يكون في محل وتارة يكون في محل آخر، ما يجعله عشوائيّا، مبينين أن عشوائية الدفان أثرت وستؤثر أيضا مستقبلا على مصائد الأسماك، إذ ستؤدي إلى عدم تكاثر الأسماك وموت الأحياء البحرية الموجودة في ساحل الجفير.
وكان البحارة قبل أسبوعين تقريبا طالبوا بوقف الدفان الذي بدأ يزحف نحو بحرهم منذ مدة، في الوقت الذي تخوف بعضهم من عمليات الدفان التي اقتربت من ساحلهم الذي يعرف عنه بأنه الساحل الوحيد الذي يشكل متنفسا للأهالي.
العدد 2488 - الإثنين 29 يونيو 2009م الموافق 06 رجب 1430هـ