العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ

زنقة... زنقة!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

حري بنا أن نؤمن في البحرين بالعبارة التي قالها وزير خارجية مصر المقال أحمد أبوالغيط بعد الأحداث التي وقعت في بلاده بعد 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي أشار فيها إلى أن «من يزعم أنه توقع مسار الأحداث بهذا الشكل فليقل إنه «نبي»».

وبالطبع، فإنه لا احد من المواطنين كان يتصور أبداً تلك المشاهد التي بدت عليها البحرين بعد 14 فبراير/ شباط 2011، ولم يدر بخلد حتى اشد الناس تفاؤلا أو تشاؤماً أن تحدث ثورة اللؤلؤ بأحداثها التي بدأ التاريخ تخليد صفحاتها مع أول قطرة دم سالت لأول شهيد في هذه الأرض الطيبة المسالمة، ولا أظن بحرينيا أصيلا سينسى يوم «الخميس الدامي» أو «جمعة الرصاص».

وبالطبع أيضاً، فإنه لم يكن يدور ببال السلطة كذلك ما تم، كما لم يكن هذا السيناريو متوقعا، أما عرابو «التقرير المثير»، والذين كانوا يظنون أنهم بإحكامهم قبضتهم على البحرين وشعبها، مدينة مدينة، وقرية قرية، بل بيتاً بيتاً، و«زنقة زنقة» (كما قالها القذافي)، قادرين على إسكات جزء كبير من هذا الشعب، لكنهم كانوا في حقيقة الأمر يجرون البلاد الى «زنقة زنقه»، (كما يقولها المصريون)!

منذ العام 2006، بدأ العالم يقرأ فصول هذا التقرير، لكن أهل البحرين كانوا قد حفظوه صماً عشرات السنوات، وكانوا مستعدين لتسميعه صفحة صفحة، وفصلاً فصلاً أمام الوزارات التي قادت هذيان التمييز ضد شريحة كبيرة من المواطنين، وأمام مبنى الهجرة والجوازات، حيث وزعت الآلاف من الكراريس الحمراء، ليظن مانحها أنه بين ضحية وعشاها قادر على إحلال شعب محل آخر، وهوية مكان أخرى.

مهندسو «التقرير المثير»، كانوا يعتقدون أنهم قادرون على تغيير هوية البحرين وأهلها، وحفر اليأس في قلوب الناس بحاضرهم ومستقبلهم، بل حتى بماضيهم وتاريخهم عبر حملات التشويه المنظمة التي طالت تاريخ وتراث هذا البلد، وكانوا جازمين أنهم أمسكوا برقاب البلاد والعباد ومفاصل الدولة وأجهزتها، وأنهم طهروها شبرا شبرا... و«زنقة زنقة»، مما يعكر خططهم وهيمنتهم وإقصاءهم لشريحة كبيرة من هذا الشعب.

بعد كل هذه السنوات من تأسيس «مخطط التأزيم» الذي جلب الشؤم لأصحابه قبل الناس، دعونا نعمل جرد حساب لأداء هذا الأخطبوط الذي استنزف الملايين من أموال الشعب، للتضييق عليهم، والذي أراد أن يدير البلاد بمنطق التشفي والحقد والكراهية، لا بمنطق الحكم والسياسة.

أين ذهبت كل خطط التآمر على جزء كبير من أبناء هذا الوطن، وهل استطاعت أن توقف نبض الحرية والكرامة في قلوبهم وعقولهم، وهل كانت جرعات الكراهية المتتالية كفيلة بتشريب هؤلاء كأس الذل والهوان والخنوع؟

منذ العام 2006 أي بعد كشف المستور، كانت بعض الوجوه الموبوءة تصعد لأعلى المراتب في أجهزة هذا البلد، بدلاً من أن تختفي كما كانت السياسة تتطلب، ومنذ ذلك اليوم أدركنا أن من يدير هذه الشبكة لم يكن يريد أن يؤمّن الحكم، بل كان يريد أن يذل الناس ويشفي غليل الحقد والكراهية التي جاوزت حد المنطق والعقل.

في 13 أغسطس/ آب 2010 وصلنا قبل 6 أشهر إلى أقسى حملة أمنية شهدتها البحرين خلال عقد كامل، والتي كاد العقلاء أن يجنّوا وهم يكررون ليل نهار أن مشاكل البلاد لا يمكن حلها على طريقة زوار منتصف الليل، والزنازين الانفرادية، ونقاط التفتيش والشوزن، لكن حالة النشوة كانت قد وصلت مداها، وها نحن بعد ما جرى أدركنا أن البلاد لا يمكن إدارتها بذلك الشكل وتلك الصورة، والوقت لم يفت لنتعظ، فالحياة ترسل عبرها إلى الكل... بيتاً بيتاً... و»زرنوقا زرنوقا»!

البحرين عزيزة على الجميع، ولا تطير بجناح واحد بل باثنين، البحرين وطن السنة والشيعة معا، وإيماننا بمنطق الشراكة بدل الإقصاء في مختلف حالات ضعفنا وقوتنا يقودنا إلى البحرين التي نحب، ليعم الخير على الجميع بيتا بيتا، و»زنقة زنقة»

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3107 - الأربعاء 09 مارس 2011م الموافق 04 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:46 ص

      حالة النشوه

      كأنك ترى ما يدور بين خلجات نفسي.لقد لامست الجرح.دمت سالما.

    • زائر 13 | 6:28 ص

      البحرين عصية على الفتن ولكن

      شعب البحرين شعب مسالم إلى أبعد الحدود بسنته وشيعته هذه هي طبيعته لا أقول ذلك جزافا فقد شهد بذلك الكثير من الناس.
      ولكن هناك من ينفخ في النار وهناك من يعمل على أمور خطيرة في نهايتها تحرق الأخضر واليابس
      من عمل على التقرير المثير تنقصه الثقافة والإطلاع والخبرة بأمور الشعوب وتاريخها فكل شعب مهما كان طيب ومسالم ومغلوب على أمره له ساعة صفر يغلي عندها والشعب الهاديء يحتاج إلى
      درجة تسخين أكثر ولكن درجة حرارة شعب البحرين عالية ربما إلى الآن لم نصل إليها

    • زائر 12 | 4:16 ص

      يعني كوريدور

      الزنقة يعني زرنوق اوممر ضيق او coridoor

    • زائر 11 | 2:42 ص

      يامدحوب

      ياخي قلب في معاجم اللغه علك تلقى كلمتين نستبدل بهما كلمه سني شيعي بحثت في معاجم الاجاويد من الطائفتين فلم اجدهما ربما استوردتا مع المواطنين المستوردين الجدد او هربت مع من هرب الى البحرين خفيه ودست مع من دس بيننا دعني ابحث عن كلمتين تخفف من احتقان المواقف لانه وحسب علمي العميق لتاريخ اهل البيت الطاهر ان لاعلي ولا عمر استعملا هاذين المصطلحين اذا من اخترعما وجنى من ورائها ما اراد من فرقه وتفريق ليس بين شخصين وانما حتى على مستوى الشخص الواحد

    • زائر 10 | 2:01 ص

      يعني ويش زقة زقة؟؟

      ما فهمت الصراحة

    • زائر 9 | 1:27 ص

      مقال رائع

      اصبت كبد الحقيقة يعطيك العافية

    • زائر 8 | 1:21 ص

      ديوان الخدمة المدنية يقود حملة التمييز والاقصاء

      تفعيلاً للتقرير المثير فقد قام وزير.... يتعيين اعضاء الشبكة الرئيسسين في مناصب رئيسة في معهد الادارة العامة ديوان الخدمة المدنية الحكومة الالكترونية الجهاز المركزي للمعلومات وزارة شئون مجلس الوزاراء (يراجع اسماء الشبكة في التقرير ويلاحظ المواقع الحالية التي يشغلونها) ، قام ديوان الخدمة المدنية بأقصاء 50 موظفاً من الكفاءات المتميزة بحجة وجود فائض في الوظائف وتم استبداهم ب 100 موظف من فئة اخرى، ..........

    • زائر 6 | 12:07 ص

      مقال موفق

      العبد في التفكير و الرب في التدبير, لو اسقط كل واحد منا هذه الحكمه المرويه عن سيد المحدثين على تجاربه الشخصيه فضلا عن سنة الله, لوجد ان اي احد منا لابد ان مرر او يمر بمثل هذا اللطف الالهي. فأن الباري لم يخلقنا لينساناو كلنا بعين الله حتى الكافر الجاحد بانعم الله
      لذا لا يحسبن احد ان بمقدوره حرمان اي من مخلوقات الله من نعم الله مهما بلغ ما بلغ. و هذا المبدأ اولى ان يدرك من الساسه اكثر من العوام لما في ذمتهم من مسؤوليات, ذلك بلغة السماء, اما بلغة الدنيا فأي اداري ناجح لابد ان يدرك هذا المبدأ

    • زائر 5 | 11:59 م

      موضوع مستهلك

      أنا بحريني أصيل .. عفوا .. عن أي خميس و جمعة تتكلم !!؟؟

    • زائر 4 | 11:37 م

      "جمري"

      قبلة على جبينك الناصع

    • زائر 3 | 11:23 م

      أويد تعليق رقم 1

      مقال من الدرجة الأولى.

    • زائر 2 | 11:19 م

      الشكر لله كوني بحريني أنتسب لهذا الشعب القوي.

      لا توجد طائفية في البحرين، و إنما توجد تظاهرات سلمية من الشعب نفسه و فيها مطالب سياسية. كون المرء يتهم بالطائفية فهذا شغل من يتهمه و يعمل على إفساد حركته الحقوقية. لا أحد يلام علي طلب حقه يا أخي في العيش الكريم.

    • زائر 1 | 10:48 م

      إن هذا لجميل

      كتاباتك تنم عن عقل سليم وثقافة عالية

اقرأ ايضاً