العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ

التحالف يهاجم خطوط إمداد قوات القذافي

أصابت عمليات القصف التي نفذها التحالف الدولي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي قلب طرابلس الليلة قبل الماضية (20 مارس/ آذار 2011) وهي تحاول قطع خطوط إمداد قواته. واستؤنفت صباح أمس (الإثنين) العمليات الجوية الفرنسية الرامية إلى فرض احترام منطقة الحظر الجوي في أجواء ليبيا، كما أعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تيري بوركار.

وأثارت كثافة القصف ردود فعل حادة، إذ انتقدت روسيا التي لم تتوقف عن إعلان تحفظاتها، بعنف حجم الضربات التي تنفذ في هذا البلد، معتبرة أنه من «غير المقبول» استخدام تفويض الأمم المتحدة «لتنفيذ عمليات على أهداف تذهب أبعد مما نص عليه». وأكدت «البنتاغون» مساء الأحد أنه لا توجد «مؤشرات» عن سقوط ضحايا مدنيين في المناطق التي قصفها التحالف.

وفي سياق آخر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام الجامعة العربية أمس أهمية أن يعتمد المجتمع الدولي خطاباً واحداً بشأن ليبيا.


إيطاليا ترفض تحويل العملية العسكرية إلى «حرب»... وبان كي مون يدعو لتوحيد الخطاب الدولي

التحالف يهاجم خطوط إمداد قوات القذافي وتعرض مجمعه للقصف

طرابلس - أ ف ب

أصابت عمليات القصف التي نفذها التحالف الدولي ضد نظام الزعيم الليبي، معمر القذافي قلب طرابلس الليلة قبل الماضية (20 مارس/ آذار 2011) وهي تحاول قطع خطوط إمداد قواته.

واستؤنفت صباح أمس (الاثنين) العمليات الجوية الفرنسية الرامية إلى فرض احترام منطقة الحظر الجوي في أجواء ليبيا، كما أعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تيري بوركار. وبعد النجاح الذي أعلن في أعقاب موجة الضربات الأولى يومي السبت والأحد الماضيين ضد أنظمة الدفاع الجوي والمدرعات قرب خطوط الثوار، فإن المرحلة الثانية تتمثل في مهاجمة خطوط الإمداد هذه لشل قدرات تحرك القوات الحكومية.

وكان رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية، مايكل مولن أوضح أمس الأول (الأحد) بعدما أكد إقامة منطقة الحظر الجوي «أن قواته (القذافي) موزعة بين طرابلس وبنغازي (على بعد ألف كيلومتر شرقاً) وسنحاول قطع الدعم اللوجستي» عنها اعتباراً.

وبدأ تحرك التحالف وفي مقدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، يوم السبت الماضي عندما نفذ غارات جوية وقصف من البحر ضد أهداف عسكرية بموجب القرار رقم 1973 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.

وليلاً، دمر صاروخ مبنى إدارياً داخل مجمع مقر إقامة القذافي في جنوب طرابلس. وقال مسئول عسكري في التحالف إنه يؤوي مركز «قيادة ومراقبة» للقوات الحكومية. والمبنى المعني يقع على بعد نحو خمسين متراً من الخيمة التي اعتاد القذافي أن يستقبل فيها زواره، لكن عدداً من المسئولين في التحالف أكدوا أن هذا الأخير لا يسعى إلى استهداف العقيد القذافي مباشرة.

وسمع سكان العاصمة دوي انفجارات قوية عند المساء إضافة إلى صوت نيران بطاريات الدفاع الجوي.

وفي الشرق أفاد مراسلون لـ «فرانس برس» أن القوات الحكومية الليبية التي شنت هجوماً صباح السبت على مدينة بنغازي (شرق) تراجعت الاثنين حتى أجدابيا على بعد 160 كيلومتراً جنوباً. وشوهدت عشرات الآليات التي دمرتها الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي، على طول الطريق بين المدينتين.

وتجمع مئات الثوار صباحاً على بعد بضعة كيلومترات من أجدابيا حيث كانت الاتصالات والمياه مقطوعة. وشوهدت سحابة من الدخان الأسود فوق مبنى في المدينة. وكان الثوار الذين تعرضوا لإطلاق نار من قبل القوات الحكومية من داخل المدينة مجهزين بمضادات أرضية وصواريخ كاتيوشيا لكنهم لم يعرفوا أي استراتيجية يجب اعتمادها لأن فتح النار على المدينة قد يؤدي إلى إصابة مدنيين.

وقال أحد الثوار سلمان مغربي «نطلب تصعيد الضربات الجوية. نريد أن يقصفوا مطاراته ودباباته. حتى وإن كنا سنستشهد سندخل أجدابيا اليوم إن شاء الله». وبعد إعلانها وقفاً لإطلاق النار لم يحظ بالاحترام، جددت الحكومة الليبية مساء الأحد التزامها بوقف جديد لإطلاق النار وذلك رداً على نداء وجهه الاتحاد الإفريقي إلى «وقف الأعمال الحربية فوراً». ونددت واشنطن بهذا القرار ووصفته بأنه «كذبة».

وأثارت كثافة القصف ردود فعل حادة، إذ انتقدت روسيا التي لم تتوقف عن إعلان تحفظاتها، بعنف حجم الضربات التي تنفذ في هذا البلد، معتبرة أنه من «غير المقبول» استخدام تفويض الأمم المتحدة «لتنفيذ عمليات على أهداف تذهب أبعد مما نص عليه». وأكد البنتاغون مساء الأحد أنه لا توجد «مؤشرات» عن سقوط ضحايا مدنيين في المناطق التي قصفها التحالف. وأعلن النظام الليبي أن 48 شخصاً قضوا مساء السبت على الرغم من أن صحافيين مدعوين إلى المشاركة في مراسم تشييع الضحايا لم يشاهدوا أي جثة.

وفي هذا السياق أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أمام الجامعة العربية الاثنين أهمية أن يعتمد المجتمع الدولي خطاباً واحداً بشأن ليبيا. وأحاط نحو 50 متظاهراً مؤيداً للزعيم الليبي معمر القذافي بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في ميدان التحرير وسط القاهرة الاثنين ما أجبره على العودة إلى مقر الجامعة العربية المجاور، بحسب مراسل «فرانس برس».

من جهته أعلن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني أن بلاده ترفض أن تتحول عملية التحالف العسكرية في ليبيا إلى «حرب»، موضحاً أن إيطاليا تريد التحقق من مطابقة أولى عمليات القصف لقرار الأمم المتحدة.

أما العقيد القذافي فدعا القبائل الليبية إلى تنظيم مسيرة من كل أنحاء ليبيا في اتجاه بنغازي، معقل الثورة التي انطلقت قبل شهر ضد نظامه، يحمل المشاركون فيها «أغصان الزيتون» لحل الأزمة الراهنة سلمياً، كما أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية.

وقالت الوكالة أن القذافي «وجه دعوة إلى القبائل الليبية لتنظيم مسيرة خضراء تضم عشرات القبائل تنطلق من كل مناطق ليبيا إلى بنغازي حاملة أغصان الزيتون لحل مشاكلها في ما بينها بطريقة سلمية ولتفويت الفرصة على الأعداء الذين يسعون لتفتيت ليبيا وسلب ثرواتها»

العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً