العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ

القذافي مكروه أكثر من صدام في العالم العربي

من إيران إلى واشنطن مروراً بـ «القاعدة» والأمم المتحدة والدول الغربية والعربية، يحقق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إجماعاً ضده أكثر من الرئيس العراقي السابق، صدام حسين الذي أطاح به اجتياح أسفر عن انقسام في المجتمع الدولي.

وقال الباحث والأكاديمي، إحسان الشمري إن القذافي «موتور وفاقد للصدقية والتعامل معه صعب جداً، والدول تتحاشاه، أما صدام فلربما كان أكثر وحشية لكن لديه أنصاره في العالم العربي». وأضاف «كانت الظروف مختلفة لأن صدام كان يعتبر في نظر الكثيرين مدافعاً عن العرب وأحد أبطالهم».

وخلال الأعوام الماضية، لم يتمكن أي رئيس عربي من حشد هذا الكم من الرفض. وقد بدأ تحالف دولي بقيادة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا يوم السبت عملية عسكرية بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1973 في محاولة لمنع قمع التمرد الذي بدأ منتصف الشهر الماضي ضد القذافي.

وامتنعت البرازيل وألمانيا والهند وهي أعضاء غير دائمة في مجلس الأمن الدولي عن التصويت وكذلك روسيا والصين، لكن الأخيرتين لم تستخدما حق النقض لإفشال القرار. وقبل 8 أعوام، في العشرين من مارس/ آذار 2003 ومن دون تفويض من الأمم المتحدة بسبب تهديد فرنسا بممارسة حق النقض، اجتاحت الجيوش الأميركية والبريطانية العراق لإسقاط الديكتاتور المتمسك بالسلطة منذ العام 1979.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما أعلن يوم الجمعة الماضي «لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي عندما يقول طاغية لشعبه إنه لن يرحمه، وعندما تقوم قواته بتكثيف هجماتها على مدن مثل بنغازي ومصراته حيث هناك أبرياء باتوا معرضين للقتل من قبل حكومتهم نفسها».

وللمفارقة، يلتقي موقف أوباما مع اثنين من أعدائه إيران و «القاعدة». فقبل أسبوع، دعا أبويحيى الليبي أبرز منظري التنظيم مواطنيه إلى مواصلة انتفاضتهم «من دون أي تردد أو خوف لإغراق القذافي في جحيم المعاناة».

وتعود أسباب الكراهية بين الزعيم الليبي وأسامة بن لادن إلى العام 1996 عندما حاولت الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، التابعة لـ «القاعدة»، اغتيال القذافي قرب سرت. كما أعلنت إيران دعمها «المطالب المشروعة» لليبيين بحسب المتحدث باسم الخارجية يوم الأحد الماضي.

من جهته، قال مدير مركز كارنيغي للأبحاث في الشرق الأوسط، بول سالم ومقره في بيروت، إن صدام والقذافي ارتكبا مجازر بحق شعبيهما لكن النظرة إلى كل منهما تبقى مختلفة في العالم العربي. وأضاف «لقد حظي صدام بكثير من الدعم في المنطقة. وعلى رغم أن العرب لم ينظروا بعين الارتياح إلى قيامه بقتل شعبه، لكنه كان أحد أقوى الزعماء العرب».

وفي العام 1991، قضى صدام على الانتفاضتين في الشمال والجنوب، وقررت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عندها فرض منطقة حظر جوي على العراق من دون تفويض من الأمم المتحدة. وتابع سالم «على النقيض من ذلك، فإن القذافي يعتبر منذ بعض الوقت مجنوناً ولا يتمتع بأي تأييد في العالم العربي. وعندما بدأ بقتل شعبه، لم يعد من الصعب القول بضرورة أن يمنعه أحد ما عن ذلك».

وفي العام 2003، دانت الجامعة العربية باستثناء الكويت اجتياح العراق لكنها اليوم تدعم فرض حظر جوي على ليبيا. بدوره، قال خبير الشئون العراقية في وحدة المعلومات في مجلة «الايكونوميست» البريطانية، علي الصفار إن الفارق الأساسي بين العامين 2003 و2011 هو التهديد المباشر ضد المدنيين في ليبيا.

وأضاف «لم يكن هناك أي سبب طارئ لاجتياح العراق. ولو قام صدام بقصف القرى العراقية في العام 2003 كما يفعل القذافي اليوم، لكان الوضع مختلفاً»

العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً