العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ

رغم أجواء من الخوف... ناشطون سودانيون يدعون إلى التظاهر

دعا شبان سودانيون ألهمتهم الانتفاضات المتتالية في عدة بلدان عربية، إلى التظاهر أمس (الاثنين) ضد نظام الرئيس عمر البشير في مختلف أنحاء السودان رغم الخوف من تعرضهم لقمع شديد وعدم التأكد من نجاح حركة الاحتجاج.

واعتبر المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، فؤاد حكمت أن «ثمة أسباب للمطالبة بالتغيير لكن ليس هناك تنظيم».

وأضاف أن «حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) لن يتسامح مع أي حركة انشقاق (...) وقوات الأمن ستقمع كل من سيخرج إلى الشوارع».

ويندد الناشطون السودانيون الموقعون على النداء بالفساد وانفصال جنوب السودان المرتقب في يوليو/ تموز والذي نسبوه لسياسة فرق تسد التي تنتهجها الحكومة، وارتفاع الأسعار ونزاع دارفور المتواصل منذ ثمانية أعوام والفقر والبطالة المزمنين وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الأمن وما ترتكبه أيضاً من تعذيب واغتصاب.

وحسب ارقام نشرتها الحكومة نهاية 2010، بلغت نسبة البطالة 40 في المئة في السودان، واعتبر خبراء أن نصف سكان شمال السودان تقريباً يعيش تحت عتبة الفقر. إلا أن حكمت أكد أنه يتعين على الناشطين السودانيين إنشاء منظمة حقيقية في حين تختلف أحزاب المعارضة على الطريقة التي يجب التعامل بها مع النظام.

وقد قمعت الشرطة بعنف عدة تظاهرات منذ مطلع السنة مستعملة الغازات المسيلة للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين واعتقلت العديد منهم.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم، صفوت فانوس أن السودانيين لا يتمتعون بنفس الحس الوطني كالتونسيين أو المصريين مشدداً على أن الناشطين الشبان لا يحضون بشعبية سوى في وسط البلاد.

وأضاف أن «الجهوية والقبلية ضاربة (في السودان) ولو حصلت ثورة في الخرطوم قد نشاهد وضعاً شبيهاً بليبيا وربما أسوأ بكثير».

واعتبر أن التغيير قد يأتي من داخل حزب المؤتمر الوطني ذاته ومن إسلاميي حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الزعيم حسن الترابي الذي كان العقل المدبر لنظام البشير ويقبع حالياً في السجن.

وأوضح أن «هناك المجموعات الإسلامية الموالية لحسن الترابي، وكذلك أيضاً في حزب المؤتمر الوطني، بعض الفصائل التي تطالب بمزيد من الديمقراطية وتنتقد التسلط والفساد».

وقد أعلن عمر البشير الشهر الماضي إنشاء لجنة لمكافحة الفساد.

غير أن الداعين إلى تظاهرة الاثنين يرون أن حزب المؤتمر الوطني فقد مصداقيته تماماً ولم يبق سوى التظاهرات لإحداث التغيير رغم المخاطر المترتبة عنها.

وأوضح أحد الشبان طالباً عدم كشف هويته «ليس هناك ديمقراطية أو حرية في هذا البلد في حين هناك مشاكل كثيرة جداً».

وأضاف «نعلم أنه في 21 مارس/ آذار سيعتقلون العديد من المتظاهرين وسيمارسون عنفاً شديداً لكننا لا نخاف».

وأجمع المحللون على القول إن النقص في المواد الغذائية الأساسية والخدمات قد يكون عنصراً حاسماً في تعبئة السودانيين.

واتسمت التوقعات الاقتصادية في السودان بالتشاؤم والغموض قبل أربعة أشهر من الاستقلال الفعلي لجنوبه الذي يزخر بالنفط في حين لم يتم بعد البت في قضايا تقاسم موارد النفط وعبء الديون.

وقال فؤاد حكمت «أعتقد أن الاقتصاد الذي يتدهور سيكون الشرارة» التي قد تؤدي إلى الانفجار

العدد 3119 - الإثنين 21 مارس 2011م الموافق 16 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً