استضاف «بيت القرآن» الناقد والأستاذ الأكاديمي بجامعة البحرين عبدالقادر فيدوح ليقدم محاضرة عن «الكتاب وصناعة الفكر» وذلك ضمن احتفال جمعية المكتبات البحرينية باليوم العالمي للكتاب.

في البداية انطلق «فيدوح» من بيت الشعر العربي الشهير «أعز مكان في الدنى ظهر سابح وخير جليس في الزمان كتاب، ليبين مقام الكتاب في الثقافة العربية فهي مقولة شاعر العربية المتنبي في العصر العباسي وقبلها مقولات كثيرة، وقد تم اختيار 23 أبريل/ نيسان لترسيخ فكرة الكتاب إذ إن هذا التاريخ صادف ميلاد ووفاة الكثير من الكتاب والمفكرين إذ توفي فيه كل من سيرفانتس، وشكسبير، وقد اختارت اليونسكو منذ العام 1995 هذا اليوم للاحتفال الرمزي بالكتاب تعبيرا عن تقدير العالم للكتاب والمؤلفين والاحتفاء بنتاجهم العظيم، وبيان أهمية الكتاب، وتشجيعا للقراءة وكشف المجهول والرقي والتقدم بالإنسانية عن طريق الكتاب، مؤكدا أن المجتمع لا يمكن أن يرقى من دون الكتاب، الذي يظهر فيه جهد أدمغة العلماء، ولم تكن هناك أزمة للفكر والثقافة إلا بغياب الكتاب، عن المؤسسة عن البيت عن الفرد، موجها إلى قراءة الكتاب القراءة المتفحصة المنتجة، إذ لا يرقى المجتمع بإهمال عقوله.

واستعرض فيدوح تجربة الجزائر في تشجيع القراءة والتعلق بالكتاب من خلال فكرة المكتبات المتنقلة لما لها من إسهام في ربط الناس في الأحياء والقرى والمدن بالقراءة كأصدقاء للكتاب والمكتبة، وكذلك إصدار السلسلات العلمية والثقافية الصغيرة الحجم التي لا تتجاوز 150 ورقة، ودورها في تشجيع الجيل الصاعد نحو القراءة.

ثم تحدث عن أزمة الترجمة مؤكدا أن أمتنا الآن لم تصل إلى مستوى إنتاج الأمم الأخرى في الترجمة، «يؤسفني أن أقول إن ما تترجمه (إسرائيل) خلال سنة لم نصل إليه خلال ثلاثين سنة، وإن ما يعطى للترجمة فيها يساوي ثلاث مرات ما يعطى من موازنة الدول العربية مجتمعة، والعرب منذ ما بعد دار الحكمة للترجمة التي أنشأها المأمون والتي كان الكتاب يوزن فيها بالذهب، والترجمة العربية مازالت متعثرة».