تبقى بلاغة الصورة في التعبير ووصف الحدث، هي الأقدر والأكفأ والأفضل في إيصال الخبر عبر الصحافة المقروءة، متفوقة في ذلك على أساتذة الكتابة والتوصيف، حتى أنها عُدَّتْ بألف كلمة في نقلها للتفاصيل وصدقها وموضوعيتها.

ويبدو للمشاهد الذي يجول أروقة معرض الصور الصحافية الذي احتضنه مجمع السيف التجاري أن الصور المعروضة، والتي تم اختيارها وفقا لمعايير تصوير عالمية وتم تحكيمها لاختيار الأفضل منها، أن الشخص المتأمل للصور يعيش قلب ذلك الحدث واللحظة التي كان فيها المصور يقف خلف عدسته، ثم يعود ليدرك التفاصيل من خلال بضعة سطور كتبت على جانب كل لوحة، تُعرِّف باسم المصور وجهة عمله وجنسيته، والموضوع الذي يطرحه والذي استحق عليه الفوز بعرض صورته ضمن هذه المجموعة.

وكان محافظ الجنوبية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة قد أناب قرينته سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة لافتتاح المعرض، الذي تم تنظيمه من قبل شركة ميراكل للنشر والذي يمتد في عرضه للأعمال بين الفترة من 13 مايو/ أيار الجاري و3 يونيو/ حزيران المقبل.

ويُعَدُّ المعرض أحد أكبر وأرقى المعارض في العالم للصور الصحافية؛ إذ يتم عرض أكثر من 200 صورة صحافية فائزة بالجوائز التقديرية في المسابقة السنوية للصور الصحافية والتي تُعَد من أكبر المسابقات العالمية في هذا الشأن.

وتضم المسابقة 10 فئات مختلفة، وتقوم لجنة مستقلة للتحكيم مكونة من خبراء متخصصين باختيار الصور الفائزة. يشارك في المسابقة نخبة من المصورين الصحافيين والوكالات والصحف والمجلات من مختلف أنحاء العالم، حيث يشارك في مسابقة هذا العام مصورون صحافيون من 124 جنسية، أي بزيادة 14 في المئة في إجمالي المشاركات مقارنة بالعام 2008.

وقد منحت لجنة التحكيم عدة جوائز في الفئات العشر إلى 64 مصورا من 27 جنسية.

ويقام هذا المعرض السنوي في نحو 100 موقع حول العالم.

ويعكس المعرض قوة الصورة وقدرتها على تخطي الحواجز الثقافية واللغوية كافة. وتُعَدُّ البحرين الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تستضيف هذا المعرض على مدى السنوات الخمس الماضية.

والصورة الفائزة في المسابقة العالمية للصور الصحافية للعام 2009 تظهر ضابطا مسلحا من وحدة كايهوجا كاونتي يتنقل في أحد المنازل في كليفلاند في أوهايو، في أعقاب عملية إخلاء لعقار لعدم دفع الرهن المستحق. ويتعين على الضباط التأكد من خلو المنزل من الأسلحة، ومن إخلائه من السكان. التقطت الصورة الفائزة في مارس/ آذار 2008 في إطار قصة نشرت في مجلة «التايم». وقد فازت القصة بأكملها بالجائزة الثانية في فئة الحياة اليومية من المسابقة.