العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ

الهارون يستعرض لمحات من تاريخ دارين

في منتدى الثلثاء الثقافي

استضاف منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف عضو جمعية التاريخ والآثار الخليجية جلال الهارون مستعرضا ملامح من تاريخ دارين، مبتدئا بموقعها في الركن الجنوبي من جزيرة تاروت، وتوظيفها كميناء رئيسي للجزيرة قبل مئتي عام، ومشيرا لافتقارها في ذلك الوقت لمصادر المياه التي تقوم عليها الحياة الطبيعية واعتمادها على رافد لعين حمام تاروت يبلغ طوله ألف متر كان يبدأ من العين ذاتها، ويصب في منطقة (القنطرة) التي يقوم عليها نادي الجزيرة اليوم، وكانت تبعد مسافة كيلو متر عن بيوت دارين.

وبحسب الوثائق التي جمعها المحاضر لخمسة قرون مضت من مصادر عثمانية وإنجليزية أشار إلى سكن دارين من قبل الجلاهمة وآل سميط التابعين لشخص يدعى رْحمة بن جابر الجلاهمة الذي كان يقيم آنذاك في حاضرة الدمام تابعا للدولة السعودية، فيما كان ابنه بشر يقيم في قلعة دارين التي يعتقد كثير من الناس ببنائها على يد الشيخ عبدالوهاب الفيحاني عام 1303هـ، في حين أنها أقدم من ذلك بكثير بدليل إقامة بشر فيها في العام 1246هـ.

الصراعات التي شهدتها دارين أبان تأسيس الدولة السعودية مع دولة البحرين أدت، كما أشار الهارون، لإرسال حملة عسكرية من قبل (عبدالله بن أحمد آل خليفة) الذي احتلها مع تاروت عام 1249هـ، مما أدى إلى هجرة آل سميط إلى سواحل فارس حتى ستين سنة مضت، استوطنوا بعدها دولة الكويت، فيما هاجر الجلاهمة بقيادة بشر إلى مسقط حيث توفي هناك، لتبقى دارين مهجورة حتى العام 1288هـ، حين زارها الوالي العثماني (أحمد مدحت باشا) في حملة تهدف إلى إسقاط الدولة السعودية الثانية.

إعادة تأسيس دارين أشار الأستاذ جلال لبدايته في العام 1303هـ حين شب صراع على السلطة في قطر بين بعض شيوخها، مما دفع بمئتين وخمسين أسرة من منطقة الغارية في شمال قطر من آل بو عينين وآل الفيحاني وآل الهارون وأسر أخرى للهجرة إلى البحرين ثم إلى دارين؛ أسسوا على إثرها حي دارين الشرقي ورمموا قلعة دارين بتبرع الأهالي.

هجرة أخرى أرّخ لها الهارون حين أشار للجوء رجل من آل السادة لقطر طالبا حماية أميرها (جاسم آل ثاني) من ثأر يُطلب فيه دمه، ولأن آل ثاني سمح له بالإقامة في قطر بغير ضمان دمه، اضطر الرجل للهجرة إلى دارين والاستقرار فيها، ليتبعهم آل بن علي الذين كانوا مستقرين في الدمام قبل ذلك، ثم قبيلة العماير.

بعد تفاصيل ملفتة انتقل المحاضر للحديث عن ضم الملك عبدالعزيز آل سعود للأحساء والقطيف إلى ملكه العام 1331هـ، وتوقيعه اتفاقية مع أهالي دارين عين في إثرها عليه أميرا، وقيامه بإنجازات كبيرة حركت الحياة في دارين وشجعت لها هجرات أخرى، كهجرة عشيرة آل بو فلاسة والسودان والدواسر العام 1341هـ، وكان من إنجازاته فيها تأسيس مطار، ودائرة للجمارك، وأخرى للجوازات، كما أنشأ ثلاثة مراكز لسلاح الحدود، ومدرسة نظامية عين لها (الشيخ عبدالله الأنصاري) القطري الأصل مديرا، وحفر عين ماء عرفت بعين بن هارون، تم ذلك قبل أن يتوجه اهتمام الملك للدمام، ليضمحل بعدها دور دارين.

يشار إلى أن الهارون حاصل على درجة الماجستير من جامعة الملك فيصل في علوم وتكنلوجيا البناء، وقد شارك في عدة فعاليات ومهرجانات تراثية، وألقى بعض المحاضرات ذات العلاقة، كما نشر له العديد من المقالات في مجلة الواحة. لديه مجموعة مؤلفات، منها «قصة دارين التاريخية»، «بلوغ المعالي في ترجمة السيد إبراهيم السادة والشيخ يعقوب التميمي»، «قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة والعتوب»؛ نشر في صحيفة الوقت البحرينية على حلقات العام 2009م. وله تحت الطبع كتاب «ترجمة الممول إبراهيم بن هارون، ذكرى مرور 75 عاما على وفاته».

العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً