العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ

ايزابيل هوبير في حوار مع سلفها شون بن حول كان والنزاهة

السيدة الرئيسة أرادت أن تلعب دور الحكم العادل فهل وفقت؟

حتى لو حاول المرء إرضاء كل الناس سوف يجد دائما من يعترض عتيه ويحتج. كان هذا هو القول الذي وضعته الفنانة الفرنسية ايزابيل هوبير طوال دزينة الأيام التي اختفت فيا عن الأنظار جزئيا وصمتت تماما ذلك أنها كانت تعرف مسبقا منذ سلمت رئاسة لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان الدولي أن عليها ألا تفتح فمها بكلمة. وفي المقابل كان عليها طبعا أن تفتح عينيها وأذنيها بقوة كي تشاهد وتسمع الأفلام جيدا. فالمهمة ليست سهلة والخطأ ليس مسموحا. صحيح أن ايزابيل لم تكن وحدها في اللجنة التي أعلنت أسماء الفائزين قبل أيام ففرح من فرح وغضب من غضب كالعادة، بل كان إلى جنبها ستة من المبدعين والمبدعات من الذين عرفوا بثقافتهم السينمائية الكبيرة وطليعيتهم. لكن القاعدة جرت في مثل هذا النوع من المهرجانات على أن تكون لرئيس اللجنة الكلمة الفصل والرأي المرجح ومن هنا فإن الأضواء تركزت على ايزابيل هوبير قبل المهرجان وبعده أما خلال المهرجان فإنها فضلت أن يتركها الناس - ولا سيما الصحافة - في حالها «كي اتمكن من العمل بشكل ديمقراطي» كما قالت هي نفسها في حوار مطول أجراه معها سلفها شون بن رئيس لجنة التحكيم في العام الفائت. وهنا ننشر بعض ما جاء في هذا الحديث الذي جرى بين ايزابيل وشون عشية بدء المهرجان فعالياته، وذلك حتى نتمكن من المقارنة بين أقوال السيدة الرئيسة وأفعالها، أي النتائج التي تم التوصل إليها تحت رعايتها - والمنشورة في مكان آخر من هذه الصفحة -.

خلال الحديث ذكر بن لزميلته أنه كان من حظه في العام الفائت أن الأفلام التي اختيرت للمسابقة كانت أفلاما متميزة ما مكنه من أن يعطي الجوائز في نهاية الأمر إلى «أفلام وفنانين يرفعون الرأس». أنت ياصديقتي هل تشاهدين أفلاما كثيرة وهل لك تفضيلات سينمائية معينة؟ أجابت السيدة: «أجل بقدر ما يتاح لي، ولكن ليس طبعا بقدر ما أحب أن اشاهد فعلا من أفلام. أما من ناحية ذوقي السينمائي فإنه شديد التنوع وانتقائي. في اختصار أحب أن أشاهد كل الانواع» فيعقب بن هنا «سترين على اية حال أن مشاهدة الأفلام كرئيسة للجنة التحكيم أمر في تجربة شديدة الاختلاف. فأنا مثلا أحب عادة أن أناقش على الفور أي فيلم أشاهده وهذا مستحيل في هذه الحالة». تبدو هنا ايزابيل واعية تماما للأمر وتقول: «إن احتفظ بمشاعري لنفسي في لحظة مثل هذه أمر بالغ الصعوبة بالطبع...» وتواصل أنها لا يمكن أبدأ حتى بالنسبة إلى السعفة الذهبية التي يكون ثمة في اعطائها بعض الاعتبارات الخاصة كما يقال عادة «لن أترك لهذه الاعتبارات ان تتحكّم فيّ ولن اسعى إلى إعطاء أي توجيهات خفية إلى زملائي من أعضاء اللجنة (ولعل ايزابيل تذكرت هنا الفضيحة التي أثارتها منذ سنوات الكاتبة الراحلة الآن فرانسواز ساغان حين كانت في لجنة التحكيم وكتبت بعد انتهاء المهرجان وإذ لم تعجبها النتائج أن أمورا كثيرة كانت مرتبة سلفا). إنني أريد أن تكون النتائج متسمة بأكبر قدر من النزاهة. وأنا أعرف هنا أن التحكيم في مهرجان هو تعريف أمر شديد الذاتية. ونعرف أن لجان التحكيم وخاصة رؤساؤها يتعاقبون وهم متنبهون إلى أن ما سوف يتخذونه من قرارات يظل لصيق اسمهم إلى الأبد. يخامرني في هذا الإطار انطباع مثلا بأن جائزة السعفة الذهبية وربما الجوائز الأخرى ولكن بشكل أقل، تبقى جائزة الرئيس حتى وإن لم يكن هو الذي يقررها وحده. خذ مثلا فيلم «بين الجدران» الذي فاز بالسعفة الذهبية في العام الماضي يوم كنت أنت رئيسا للجنة التحكيم أنه منذ ذلك الحين وإلى فترة طويلة مقبلة سوف يظل مرتبطا باسمك»

هنا عند هذا المستوى من الحوار ذكرت ايزابيل زميلها بأنه كان قد قال عشية دورة العام الفائت إن السعفة الذهبية يجب أن تكون «سياسية « وسألته ما الذي كان يعنيه بذلك؟ فأجاب: «أنا لا أعتقد بأنني استعملت كلمة (سياسية) ولو كنت استعملتها فأكيد أنني لم أفعل ذلك بالمعنى الحرفي المعتاد للكلمة. بالنسبة إلى أن تكون المرأة أما جيدة هو فعل سياسي. فإذا كان في وسع فيلم ما أن يثير نقاشاَ، أن يندرج ضمن روحية زمنه ورؤيته يعني في نظري أنه فيلم سياسي».

«أجل بلا شك أنني أفهمك، تعلق ايزابيل، انكلمة سياسي في السينما يجب أن تؤخذ في هذا المعنى. أي في هذا المعنى العريض للكلمة. وأود هنا أن أضيف أن حديثك عن السياسة في هذا المعنى حديث يتخذ بالنسبة إلى معناه العميق، إذ يأتي من أميركي وليس من شخص أوروبي. فحين تستخدم هذه الكلمة في أوروبا تبدو اختزالية وكأنها معيار صارم للحكم على عمل فني لكونه يدخل أو لا يدخل في السياسة. إن السيما في أميركا تدير وجهها بشكل عام ناحية صناعة الترفيه الخالص. أما عندنا فإنها أقرب إلى مفاهيم الثقافة. ولذا فإنه من السهل علينا دائما أن نتحدث عن سينما المؤلف».

العدد 2456 - الأربعاء 27 مايو 2009م الموافق 02 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:41 م

      نوني

      وااااااااااااااااااااااااااااو روعه بس انا ابي فلم ههههههههه لاني اتابعه واخر حلقه ماشفتها

اقرأ ايضاً