العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ

عقبات تعترض الحوار المتعثر مع «طالبان» أفغانستان

تتعدد المؤشرات على بداية حوار مع «طالبان» أفغانستان، لكن هذا الحوار لا يزال حتى الساعة متعثراً ويعترضه العديد من العقبات، بحسب محللين.وطلب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي السبت في إسلام اباد من باكستان اللاعب الرئيسي في أي عملية سلام محتملة، العمل على تسهيل الوصول إلى المتمردين الراغبين في مفاوضات. ولـ»طالبان» قواعد خلفية هامة في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية وتتهم كابول بانتظام الجيش والمخابرات الباكستانية بدعم قادة التمرد.

وأكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن بلاده على استعداد لتقديم كل «الدعم الذي يرغب به» كرزاي في هذه العملية.وبالتوازي مع ذلك طلبت كابول في الآونة الأخيرة من مجلس الأمن الدولي إلغاء العقوبات المفروضة على خمسين من مسئولي «طالبان»، واعتبر هذا الطلب إشارة موجهة إلى قادة التمرد.

واعتبر رئيس اللجنة المكلفة العقوبات سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة بيتر فيتينغ في بداية يونيو/حزيران انه توجد رغبة داخل مجلس الأمن في «ملائمة نظام العقوبات مع المتطلبات السياسية التي تستجد».

وكان الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني وهو رئيس المجلس الأعلى للسلام الذي أسسه كرزاي في مايو/أيار 2010 لإطلاق الحوار، أكد في الآونة الأخيرة انه أجرى اتصالات مع العديد من مكونات حركة التمرد.

وبالتوازي مع ذلك أشارت العديد من وسائل الإعلام منذ بداية العام إلى «اتصالات مباشرة» بين الولايات المتحدة وبعض مسئولي «طالبان».غير أن المراقبين يعتقدون أن هذه الاتصالات ، وفي حال صحت، فإنها ليست إلا في مراحلها الأولية وإننا لا نزال بعيدين عن مباحثات فعلية.

وكتب توماس روتينغ أحد مديري مركز التحليلات الأفغاني بكابول في مقال نشرته «نيو أميركا فاونديشن» «يظل من الصعب معرفة ما إذا كانت عملية المصالحة بدأت وما إذا أجريت اتصالات ذات مغزى مع المتمردين».ويضيف «الأمر الأكيد هو انه لا توجد مباحثات جوهرية».

وأكد مصدر غربي ذلك قائلا «يحاول الكثير من الناس التحدث إلى «طالبان» وهم يرغبون في الحوار» حتى وان كانت قيادتهم ترفض علناً التفاوض قبل رحيل القوات الأجنبية.وأضاف المصدر «غير أن العملية متعثرة (..) والأمر لا يزيد حتى الساعة عن اتصالات للعثور على مخاطبين محتملين».

ومع تسليم الجميع بان الحل العسكري غير ممكن، فان العقبات أمام حل سياسي تبقى كثيرة.وتدعو الولايات المتحدة المتمردين إلى التفاوض لكنها تضع بعض الشروط المسبقة التي يصعب قبولها. وتشترط واشنطن أن يضع «طالبان» السلاح في الوقت الذي يقول فيه بعض الخبراء إن المتمردين لا يزالون في موقع قوة، محتجين على «التقدم» العسكري الذي يقول الحلف الأطلسي وواشنطن إنهما أحرزاه.

وقد كثف «طالبان» تمردهم واعتداءاتهم وهجماتهم التي عمت كامل أنحاء البلاد في السنوات الأربع الأخيرة رغم إرسال تعزيزات أميركية ما رفع إلى 130 ألفا عدد جنود القوة الدولية التابعة للأطلسي في أفغانستان.

ويشكك الكثير من المحللين في تصريحات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي دعا إلى عدم تغيير الإستراتيجية في الوقت الحالي معتبراً إن الضغط العسكري على «طالبان» يمكن أن يؤدي إلى «فرص حقيقية» لمفاوضات سلام في 2012.

وقال توماس روتينغ إن الإستراتيجية الأميركية «التي تستهدف قيادات «طالبان» لا تسير باتجاه المصالحة وتمنح الأفضلية للمتشددين المعارضين للمفاوضات». ويشير إلى أن القيادات التي يتم تصفيتها كثيراً ما تستبدل بعناصر شابة ومتشددة أكثر في نزعتها الحربية.

ومن العراقيل الأخرى الممكنة مدى استعداد معسكر كرزاي لتقاسم السلطة وترك بعض المناصب لـ«طالبان».وتثير فكرة احتمال عودتهم إلى الحكم قلق الديمقراطيين والمدافعين عن حقوق المراة والعديد من الأقليات ممن عانوا من نظام «طالبان»

العدد 3203 - الثلثاء 14 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً