العدد 1138 - الإثنين 17 أكتوبر 2005م الموافق 14 رمضان 1426هـ

غلاب: الكاتب الذي يفكر وحده فاشل وغير مسئول

في افتتاح موسم اتحاد كتاب المغرب

الرباط - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

دشن اتحاد كتاب المغرب موسمه الثقافي الجديد بلقاء حواري على شرف الرئيس الأسبق للاتحاد وعضو أكاديمية المملكة المغربية الكاتب والصحافي عبدالكريم غلاب، إذ حاضر في موضوع "مسئولية المثقف والثقافة في عالم اليوم". وشارك في هذا اللقاء الذي حضره رئيس اتحاد كتاب المغرب عبدالحميد عقار كل من المثقفين والجامعيين رحمة بورقية، محمد سبيلا والدبلوماسي والإعلامي محمد العربي المساري الذين حاوروا الكاتب غلاب في مواقفه. وخلال محاضرته، تناول عبدالكريم غلاب خمسة عناصر، ما أسماها بـ "منابع الثقافة" وتهم المثقف نفسه أو "الكاتب" والجامعة ووزارة الثقافة واتحاد كتاب المغرب والإعلام. ويرى غلاب أن "الكاتب الذي يفكر وحده ويكتب لنفسه ولا يهتم بالآخرين كاتب فاشل ولا مسئول"، كما أن الجامعة التي تهتم بالكم على حساب الكيف، في اعتباره، مسئولة عن التدهور خصوصا ما تعلق منه بـ "البطالة"، مشددا على دور الجامعة في التثقيف والتعليم في الآن نفسه. وبخصوص وزارة الثقافة اعتبر المحاضر أن على الوزارة أن تنمي الثقافة "لا أن تكون مجرد إدارة تنمي هذا المتحف أو تلك الخزانة"، مشيرا من جهة أخرى إلى المجهودات التي تقوم بها كل من الصحافة والإعلام الإذاعي والتلفزيوني في المجال الثقافي. غير أنه أوضح أن الأمر تراجع كثيرا مقارنة مع بدايات القرن الماضي وحتى أواسطه، منوها في هذه الإطار بالمجهودات التي يقوم بها اتحاد كتاب المغرب الذي اعتبره من "أهم منابع الثقافة" وخصوصا من خلال دوره في نشر الكتب والتعريف بها وتقديمه لها، فضلا عن الأنشطة الثقافية التي تكسبه إشعاعا كبيرا، غير أنه أشار إلى الوضعية المزرية التي يوجد عليها الاتحاد من حيث قلة الموارد المالية، مشددا على أن مهمة الثقافة والمثقف تكمن في التغيير، معتبرا أن التغيير هو أساس العمل الثقافي. وجاء في مداخلات المعلقين الثلاثة رحمة بورقية، محمد سبيلا ومحمد العربي المساري، الذين اعتبروا أن الكاتب عبدالكريم غلاب معروف بهوسه بالالتزام والأخلاق وبكونه صاحب رسالة لم يتخلف عنها أبدا، أن وضع المثقف ودوره هو إنتاج المعرفة والاشتغال بالأفكار والكلمات وأن "الثقافة مهنة، ويمكن لفكر المثقف أن يسخر سياسيا". كما ورد في هذه المداخلات أن دور المثقف هو فهم العالم وفهم الأدوات التي يشتغل بها لفهم العالم، مضيفة أن هذا المثقف عندما يتدخل في عمل السياسي فإنه يتدخل من موقعه كمثقف و"قد يزعج السياسي". واعتبر جانب من المتداخلين أن التاريخ عرف أصنافا من المثقفين، كالمثقف الفقيه والمثقف المصلح والمثقف العضوي... الخ، وضمن هؤلاء يوجد اليوم أصناف من المثقفين "المثقف الديني والمثقف الداعية والمثقف الخبير، الذي يملك خبرة في مجال ما، والمثقف المبشر الذي يتنبأ بالمستقبل، والمثقف النجم في وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيونية، وأخيرا مثقف المواطنة، الذي ينشغل بإنتاج المعرفة". وأبرزوا أن دور الصحافة هو نشر المعرفة لا إنتاجها، ذلك أن إنتاج المعرفة من تخصص المثقف. ومن ضمن النقاط التي طرحها المتداخلون على المحاضر عبدالكريم غلاب، تخلي الحركة الوطنية عن دورها التنويري والتثقيفي "لتصبح السياسة هي المهيمنة على كل شيء" ثم ضرورة التمييز بين الثقافة التقليدية التي تعد حاليا جد نشيطة، وبين الثقافة الحديثة التي تعتبر ثقافة جديدة وتعيش وضعية سوسيولوجية لا تمكن نحو 50 في المئة من المواطنين من استهلاكها ولا حتى طلبها كونهم أميين. كما تساءل جانب من المتداخلين عما إذا كان المغرب يتوافر فعلا على فئة مثقفة، أو "انتلجنسيا" تتميز بوعي نقدي ويحكمها عقد أخلاقي وتتميز بالاستقلالية المالية والتنظيمية والفكرية، معتبرين أن غياب هذه "الانتلجنسيا" تعرض كل مثقف يغني خارج السرب لانتقاد شديد وينعت بالعدمي. واعتبر أنه أصبح بالإمكان الحديث اليوم، مع وجود الإنترنت، عن "مجرة للثقافة"، إذ "لم يعد المؤلف بحاجة إلى ناشر يعطف عليه" ولا إلى موزع، فالنص يوضع في الحاسوب ويطوف العالم كله من دون رقابة أو منع أو حتى إمكان الحكم عليه بالجودة أو بالسوء. ويرى أنه إذا كانت السينما قد ساهمت خلال القرن العشرين في التغيير أكثر من الأدب والمسرح فإن هذه المجرة أصبحت هي بطلة الثقافة بامتياز في القرن الواحد والعشرين، موضحا أن الثقافة بصفة عامة لا تشمل فقط المشتغلين بـ "فنون القول"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً