العدد 3254 - الخميس 04 أغسطس 2011م الموافق 04 رمضان 1432هـ

حلف الأطلسي مازال يواصل حملته في ليبيا

رغم تقلص حجم قوته الضاربة

تسعى دول حلف شمال الأطلسي إلى إنهاء حملتها الجوية في ليبيا بنجاح وفي أسرع وقت ممكن، رغم تقلص وسائلها مع انسحاب المقاتلات النرويجية وحاملة طائرات إيطالية.

وأنهت النرويج رسمياً أمس (الاثنين) مشاركتها في عملية «الحماية الموحدة» التي كانت واحدة من الدول الثماني التي شاركت فيها منذ أربعة أشهر.

وبذلك تكون مقاتلاتها الإف-16 الأربع الأخيرة قامت بآخر طلعات لها الأحد بعد أن أوضحت أوسلو أنه لم يعد بإمكانها الاستمرار أكثر من ذلك في مثل هذه المهمة الثقيلة.

وكان البعض يعتقد أن التدخل في ليبيا الذي بدأ في فبراير/ شباط الماضي لحماية المدنيين من قوات العقيد معمر القذافي لن يستغرق سوى أسابيع.

إلا أن الزعيم الليبي الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ 1969 تشبث بموقفه وصمد لوقت أطول من المتوقع رغم الآلاف من الضربات الجوية التي حدت كثيراً من وسائل تحركه.

ومن ثم بدأ الحلفاء يعدلون من تكتيكهم العسكري ومن تحركاتهم الدبلوماسية: ففي الأيام الأخيرة الماضية ألمحت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى إمكانية بقاء القذافي في البلاد شرط تخليه عن كل سلطاته.

ويقول الحلف الأطلسي إن انسحاب المقاتلات النرويجية لن يؤثر على إيقاع سير العملية الجوية التي تجرى حالياً بواقع نحو مئة طلعة يومياً نصفها لتوجيه ضربات.

والسبت الماضي استهدفت غارة جوية للحلف ثلاث مراكز إرسال للتلفزيون الليبي في محاولة لإسكات صوت القذافي.

وقالت المتحدثة باسم الحلف، كارمن روميرو: «قلنا دائماً إن التسوية السياسية لازمة لإنهاء الأزمة لكننا قلنا أيضاً إننا سنواصل عمليتنا العسكرية بالوقت الذي يتطلبه الأمر».

وأضافت «القذافي لا يستطيع أن يستخدم عامل الوقت ضدنا».

وقد عززت لندن مساهمتها في المهمة بإضافة أربع مقاتلات تورنيدو ما يعوض عملياً انسحاب الطائرات النرويجية. وستعمل هذه الطائرات إلى جانب تلك التي تنشرها فرنسا وكندا وبلجيكا والدنمارك وإيطاليا والولايات المتحدة.

إلا أن مسئولين عسكريين بريطانيين حذروا من أن قواتهم المسلحة المنتشرة في ليبيا وأفغانستان يمكن أيضاأ أن تبلغ حدها الأقصى.

علاوة على ذلك قررت إيطاليا هذا الأسبوع تقليص بعثاتها العسكرية في الخارج إلى حد كبير بعد أن استعادت حاملة طائراتها (غاريبالدي) من ليبيا.

ومع بدء نفاد صبر الحلفاء، اعتبر قائد أركان الجيش الأميركي أن الحلف الأطلسي يواجه حالياً «مأزقاً» في ليبيا.

لكن الأميرال مايكل مولن قال إنه «على المدى البعيد أعتقد أنها استراتيجية ناجحة وستتيح طرد القذافي من الحكم».

من جهتهم يرفض الثوار الليبيون فكرة بقاء القذافي في «واحة بالصحراء» الليبية.

وتقول الباحثة في مركز أبحاث «شاتام هاوس» اللندني، ألكسيس كرو لـ «فرانس برس»: «هناك حالة من الضبابية التامة».

وأوضحت أن الحلفاء لم يتخذوا أبداً موقفاً واضحاً من المصير النهائي للعقيد معمر القذافي مع تردد بعض الدول في المطالبة برحيله.

ويتوقع أن يواجه تلاحم الحلف الأطلسي اختباراً جديداً في سبتمبر/ أيلول المقبل مع انتهاء التفويض الثاني ومدته تسعون يوماً لمهمة الحلف.

وطرحت الولايات المتحدة فكرة تفويض جديد للحلف الأطلسي لا يكون هذه المرة محدد المدة كما أفادت مصادر قريبة من المباحثات.

وقال مسئول في الحلف «إننا سنضع بذلك قواتنا في خدمة رسالتنا أي سنبقى طالما اقتضى الأمر.

إلا أن الحصول على مثل هذا التفويض المفتوح المدة ليس سهل المنال حيث يتعين على بعض الدول أن تحصل على موافقة برلمانتها عليه.

ويؤكد وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغيه أن فرنسا ستواصل عملياتها العسكرية في ليبيا و «لن تخفف الضغط» على القذافي، و «إذا شعر القذافي ولو قليلاً بأن الوقت يلعب لصالحه فإنه سيستخدم هذه الورقة إلى أقصى حد».

ويضيف «سنواصل مهمتنا مهما استغرقت من وقت وبذلك نقوم بتسهيل التوصل إلى تسوية تفاوضية. ونقول للقذافي إننا لن نخفف ضغوطنا ولمعارضيه إننا لن نتخلى عنهم».

ويرى الوزير أن «فرنسا وبريطانيا ليستا وحدهما» لكنه يعتبر أن بلاده ترغب في «مشاركة أكبر لشراكائنا في الاتحاد الأوروبي ويعني إسبانيا وألمانيا وبولندا ودول شمال أوروبا»

العدد 3254 - الخميس 04 أغسطس 2011م الموافق 04 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً