العدد 3262 - الجمعة 12 أغسطس 2011م الموافق 12 رمضان 1432هـ

الهدوء يسود لندن رغم سقوط قتيل

اشتعال جدل بين كاميرون والشرطة البريطانية

عاد الهدوء على ما يبدو إلى بريطانيا أمس الجمعة (12 أغسطس/ آب 2011) بعد ليلتين لم تشهدا أعمال شغب، ما يثير ارتياح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي أبدى أقصى درجات الحزم في مواجهة مثيري الشغب لكنه واجه أمس خلافاً مع الشرطة.

وأسفرت أعمال العنف التي اجتاحت البلاد لأربعة أيام إلى سقوط قتيل خامس أمس هو رجل في الثامنة والستين من العمر كان عثر عليه غائباً عن الوعي مطلع الأسبوع بعدما حاول إطفاء حريق أشعله مثيرو أعمال الشغب في لندن. وقد توفي متأثراً بجروحه بينما أوقف شاب مشبوه في الثانية والعشرين من العمر.

وقُتل أربعة أشخاص آخرين في الاضطرابات أحدهم أصيب بالرصاص في العاصمة وثلاثة دهستهم سيارة في برمنغهام (وسط) عندما كانوا يحمون حيهم من عمليات النهب. ويبدو أن تضافر هطول الأمطار مع انتشار كثيف لقوات الأمن منذ الثلثاء الماضي لمنع أي فلتان، سمح بالهدوء في لندن كما في المدن الأخرى في البلاد.

وتواصل الشرطة في الوقت نفسه هجومها المضاد بتوقيف أكثر من 1500 شخص منذ بداية الاضطرابات؛ ما يلزم المحاكم بالعمل بلا توقف. وهي تواصل نشر صور المشبوهين التي التقطتها كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان من الشوارع.

وفي برمنغهام يتم بث هذه الصور على شاشة عملاقة ثبتت على شاحنة للشرطة تجوب المدينة. ويمنح تراجع العنف هذا مهلة لرئيس الوزراء المحافظ الذي يتبنى منذ ثلاثة أيام خطاباً صارماً جداً حيال مثيري الشغب، على أمل محو أثر عودته المتأخرة من العطلة.

ولم تثر تصريحات كاميرون الذي هاجم أمس الأول أيضاً وسائل الشرطة التي بدت عاجزة عن التحرك في بداية الحوادث، ارتياح بعض الضباط؛ ما أدى إلى بداية جدل. وقال رئيس الوزراء: «في البداية تعاملت الشرطة مع القضية كما لو أن الأمر مجرد مسألة نظام عام بينما يتعلق الأمر بإجرام». وأضاف أن «عدد الرجال كان قليلاً جداً في الشوارع (...) وهذا التكتيك لا يجدي».

وردَّ المسئول في الشرطة هيو أور في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالقول إن عودة الهدوء لم تتم بفضل السياسة بل بفضل قوات حفظ النظام التي كان ردها رائعاً. وأضاف أن «رد الشرطة الحازم ليس مرتبطاً بتدخل سياسي بل بعدد الرجال المتوافر».

وفي مواجهة التصريحات الحازمة جداً للحكومة التي لا ترى في أعمال العنف هذه أيَّ جانب «سياسي» أو «تظاهرات» بل «سرقة»، تعمل المعارضة بحذر على فتح النقاش بشأن الأسباب «المعقدة جداً» لأعمال الشغب. وقال زعيم حزب العمال إد ميليباند: «يجب تجنب الأجوبة التبسيطية». وأضاف «هل الأمر ثقافي، هل هو مرتبط بالفقر وبغياب الآفاق؟ إنه الأمران معاً على الأرجح»

العدد 3262 - الجمعة 12 أغسطس 2011م الموافق 12 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً